أسطورة الإدارة .. لماذا يسيء الخبراء فهمها دائما؟

أسطورة الإدارة .. لماذا يسيء الخبراء فهمها دائما؟

يكشف الكتاب حقيقة عمل المستشارين الإداريين وما يطلق عليه حيلهم السحرية بابتهاج، ليكشف كيف صار هذا المجال الاستشاري يمثل قوة اقتصادية كبرى. ويحتوي الكتاب على كثير من الحكايات الرائعة.

تعكس كتابات المؤلف ماثيو ستيوارت رحلة حياته غير التقليدية منذ بداياته الأولى حتى صار مستشارا ناجحا لإدارة الأعمال، على الرغم من عدم وجود معرفة أو خبرة سابقة في إدارة الأعمال، ناهيك عن عدم حصوله على ماجستير في إدارة الأعمال؛ تلك الشهادة التي صارت ذائعة الصيت، حيث إنه لم يذهب إلى كليات إدارة الأعمال، وإنما درس الفلسفة في جامعة أكسفورد ولم يكن مهتما بصفة خاصة بإدارة الأعمال.
استطاع ستيوارت بث الرهبة في نفوس عملائه بالأدوات التحليلية الحاذقة التي يجيد استخدامها، كان ستيوارت يعيش في غرف الفنادق، ويحصل على مبالغ باهظة لقاء خدماته الاستشارية. حتى قرر أن يتجه بعينه الخبيرة إلى نقد مجال الاستشارات الإدارية إضافة إلى انتقاده الحاد للفلسفات الإدارية التقليدية.
يعرض الكتاب وجهة نظر العالم ببواطن الأمور في مجال إدارة الأعمال، ويكشف حقيقة الاستشارات الإدارية التي صارت مرتفعة، وعبثية الشركات في اعتمادها على الاستشاريين حديثي التخرج في كليات إدارة الأعمال لإخبارهم عن كيفية إدارة أعمالهم.
يشبه الكتاب طريقة عمل بعض المستشارين الإداريين بساحر القبيلة، حيث يعملون على إحاطة أنفسهم بالغموض والقداسة ومستويات عالية لا مبرر لها من الثقة بالنفس ليضيفوا إلى ما يتصوره الناس خبراتهم.
يكشف الكتاب حقيقة عمل المستشارين الإداريين وما يطلق عليه حيلهم السحرية بابتهاج، ليكشف كيف صار هذا المجال الاستشاري يمثل قوة اقتصادية كبرى. يحتوي الكتاب على كثير من الحكايات الرائعة، ويضم تعريفا بأشهر المستشارين الإداريين في العالم ومنهم بيتر دراكر، ومايكل بورتر، وبروس هندرسون. يهدف الكتاب إلى تعريف المسؤولين التنفيذيين بالقيمة الفعلية التي يحققها المستشارون الإداريون لعملائهم.
يسرد الكتاب قصة أول مفكر إداري في الولايات المتحدة فريدريك وينسلو تايلور الذي نشر في عام 1911 كتاب «مبادئ الإدارة العلمية». وضع تايلور نظرياته بناء على تجربة أجراها لمصلحة إحدى الشركات وحاول فيها بالمعادلات العلمية والاختبارات الشخصية تحسين فاعلية الرجال الذين يقومون بتحميل الحديد الخام في العربات.
هذه التجربة كانت في البداية تهدف إلى زيادة الإنتاجية إلا أنها كانت مصطنعة، وعلى الرغم من هذا فقد وضعت حجر الأساس للدراسات الفاعلة صفة عامة التي بني عليها مجال الاستشارات الإدارية بأكمله.
وعبر صفحات الكتاب يتعرف القراء على تاريخ خلفاء تايلور من الخبراء والمدربين الإداريين والنتيجة المذهلة التي توصل إليها مؤلف الكتاب هي أن هؤلاء الخبراء يناقضون أنفسهم أحيانا فهم يعلنون دائما أن النجاح في إدارة الأعمال يتطلب الانفصال عن القطيع أو التخلي عن الفكر السائد، بينما هذا الفكر هو كتابات الخبراء الإداريين السابقين ومن ثم فهم تابعون وليسوا قادة.

Title: The Management Myth: Why the «Experts» Keep Getting it Wrong
Author: Matthew Stewart
Publisher: W.W. Norton & Co.
ISBN-10: 0393065537
August 2009
Pages: 352

الأكثر قراءة