«وول ستريت» تجر معها الأسهم الخليجية شهرين للوراء وخسائر فادحة في الإمارات

«وول ستريت» تجر معها الأسهم الخليجية شهرين للوراء وخسائر فادحة في الإمارات

## التقرير اليومي لأسواق الخليج

كما كان متوقعا، فضلت أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها لشهر ولأسبوع جديدين أمس أن تظل في «رباطها» مع البورصات الدولية، حيث تعرضت الأسواق كافة لخسائر فادحة هي الأعلى في يوم منذ شهرين كسرت معها أسواق دبي وأبوظبي والدوحة نقاط دعم عتيدة وسط حالة من الخوف انتابت المتعاملين الذي ظلوا طيلة الجلسة يتابعون لحظة بلحظة حركة الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وتأتي هذه التراجعات واسعة النطاق كرد فعل للهبوط الحاد الذي سجلته «وول ستريت» الجمعة الماضية والتي ضغطت على السوق السعودية في مستهل تعاملاتها أمس الأول وهو ما أثر في بقية أسواق المنطقة وكما قال وسطاء فإن هبوط البورصات الدولية ومعها السوق السعودية فاقم من خسائر بقية الأسواق الخليجية.
وسجلت أغلبية الأسهم الخليجية القيادية في الأسواق جميعها نسب هبوط قياسية وصلت إلى الحد الأقصى 10 في المائة, ومنيت سوق دبي المالية بأكبر الخسائر، وتخلى مؤشرها عن مستوى 2100 نقطة وأصبح على بعد 76 نقطة فقط من مستوى 2000 نقطة بعدما شهد هبوطا حادا بنسبة 5.5 في المائة ليعود المؤشر إلى مستوياته منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، وفاقمت بورصة الكويت من خسائرها قرب الإغلاق بضغط من تراجع حاد لجميع أسهمها القيادية ليتخلى المؤشر عن مستوى 7000 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ شهرين بعدما تراجع بنسبة 3.5 في المائة.
كما تخلى مؤشر السوق الظبيانية عن مستوى 3000 نقطة منخفضا بنسبة 3.4 في المائة ليعود بذلك إلى مستوياته في الأسبوع الأول من شهر أيلول (سبتمبر)، وخسرت سوق مسقط 1.3 في المائة في حين جاءت تراجعات السوق البحرينية أقل كثيرا بنحو 0.61 في المائة.
ووفقا لتقرير هيئة الأوراق المالية والسلع، خسرت أسواق الإمارات 18.5 مليار درهم من قيمتها السوقية من جراء تراجع مؤشرها العام بنسبة 4 في المائة وهو أكبر انخفاض يومي للمؤشر منذ أكثر من شهرين، وزاد من حدة الخسائر دفعة من النتائج المخيبة للآمال أعلنتها شركات قيادية في سوق دبي أمس وهي «دبي للاستثمار» التي هبطت أرباحها بأكثر من 55 في المائة و»شعاع كابيتال» التي تكبدت خسارة بقيمة 383.5 مليون درهم ودو التي جاءت أرباحها أقل من متوسط توقعات المحللين.
وأبلغ «الاقتصادية» وسطاء من سوق دبي أن حالة من الخوف والذعر الشديدين سيطرت على قرارات المتعاملين وحاولت السوق أكثر من مرة «لملمة جراحها» وتقليص خسائرها غير أن البيع العشوائي واستمرار الأجانب في عمليات التسييل أسهما في زيادة الخسائر.
وأجمعوا على أن النتائج السلبية التي أعلنتها بعض الشركات عمقت من نظرة التشاؤم التي تولدت لدى المتعاملين الذين اندفعوا إلى التخلص بما في حوزتهم من أسهم وهو ما ضغط على عديد من الأسهم حدة للانخفاض بالحد الأقصى 10 في المائة مثل أسهم «شعاع كابيتال» و»الإمارات دبي الوطني» و»سلامة للتأمين» و»دو» و»دار التكافل».
ولم تشهد سوق دبي سوى ارتفاع لسهمين فقط «غلفا للمياه ومصرف السلام السودان» في حين هبطت جميع الأسهم المتداولة «26 شركة» رغم التراجع القوي في أحجام التداولات التي بلغت قيمتها 680 مليون درهم، وأغلق سهم «إعمار» الذي حافظ على نشاطه بتداولات قيمتها 280 مليون درهم عند أدنى مستوياته خلال الجلسة 4.05 درهم وسط مخاوف من أن يكسر مستوى الدراهم الأربعة في حال استمرت موجة الهبوط في تعاملات اليوم.
وقادت أسهم العقارات والبنوك والطاقة تراجعات السوق الظبيانية التي تعرضت لموجة هبوط طالت جميع الأسهم المتداولة 31 شركة باستثناء سهم وحيد للإمارات لقيادة السيارات الذي ارتفع قريبا من الحد الأعلى 10 في المائة إلى 4.50 درهم بدعم من إعلان الشركة عن ارتفاع أرباحها إلى 56.3 مليون درهم من 54.4 مليون درهم .
وفاقمت بورصة قطر من خسائرها قرب الإغلاق متخلية عن مستوى 7000 نقطة لتعود بذلك إلى مستوياتها قبل شهرين وسط تراجع جماعي لكافة الأسهم 37 شركة، ولم تشهد السوق سوى ارتفاع سهمين فقط هما الميرة للجلسة الثالثة على التوالي منذ إدراج السهم بنسبة 9.6 في المائة والمواشي بأقل من نصف في المائة.
وعلى غرار بقية الأسواق جاءت تراجعات البورصة الكويتية حادة أيضا بضغط من قطاعاتها المدرجة كافة وإن جاء تراجع أسهم الاستثمار أشد وسط استمرار حالة الضعف العام في السوق بتعاملات قيمتها 36 مليون دينار فقط من تداول 143 مليون سهم. وعلى المنوال نفسه جاءت تعاملات سوق مسقط التي شهدت انخفاض أسعار 36 شركة مقابل ارتفاع أسعار أربع شركات فقط ووسط تراجع في أحجام وقيم التداولات إلى 7.3 مليون ريال من تداول 19.7 مليون ريال.
واستحوذت ثلاثة أسهم من قطاعي الاستثمار والصناعة على 27 في المائة من إجمالي تداولات السوق وهي الجزيرة للخدمات والنهضة للخدمات وأونك للطاقة وانخفضت أسعارها مجتمعة بنسب 4.9 و2.3 و1.2 في المائة على التوالي، وجاءت تراجعات السوق البحرينية أقل حدة مقارنة ببقية أسواق الخليج بعدما تماسكت قطاعات عدة مقابل هبوط قطاعي البنوك والخدمات لكن عادت السوق بعد أسبوعين من النشاط الملموس من جديد إلى تعاملاتها الضعيفة التي بلغت قيمتها 127 ألف دينار من تداول 467.5 ألف سهم منها 345 ألفا لثلاثة أسهم هي السلام والبركة والسيف وانخفض الأول 1.8 في المائة إلى 0.108 دينار في حين استقر الثاني والثالث دون تغير.
وسجل سهم بنك البحرين والكويت ارتفاعا وحيدا في السوق بنصف في المائة إلى 0.398 دينار بدعم من إعلان البنك عن ارتفاع أرباحه إلى 25 مليون دينار من 20 مليونا بزيادة 25 في المائة في حين سجل سهم بنك البحرين الوطني أكبر نسبة هبوط 2.2 في المائة إلى 0.670 دينار والبنك الأهلي المتحد 1.8 في المائة إلى 0.530 دولار وبتلكو 0.81 في المائة إلى 0.615 دينار.

الأكثر قراءة