دعوة القطاع الخاص إلى التركيز على «الجودة الشرعية» في منتجاته
دعا الدكتور عبد الرحمن بن صالح الأطرم الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل القطاع الخاص إلى التركيز على الجودة الشرعية في منتجاتها وتعاملاتها وتطبيقها على أرض الواقع على أسس إسلامية صحيحة، جاء ذلك أمس في ختام مؤتمر «نافذة المستثمر العالمي وآفاق المستقبل 2009» الذي نظمته الهيئة في لندن، وقال الأطرم خلال حديثه إن الجودة الشرعية يجب أن تتضمن «جودة البناء، والأداء، والرقابة» مشيراً إلى ضرورة التشديد على الدور الرقابي بصورة أكبر.
وتابع الأطرم أنه ولكي تنجح صناعة المصرفية الإسلامية لا بد من وجود وتفعيل البيئة التنظيمية التشريعية والبيئة الإشرافية، والقطاع الخاص، وأضاف «أنه وبكل أسف لا نجد بيئة تنظيمية وإشرافية واضحة وهذا ما يسبب صور الانحراف الموجودة في المصارف الإسلامية»، كما تحدث عن الهيئة مبيناً أهدافها ورسالتها.
وفي سياق مشابه تحدث الدكتور علي قرة داغي حول الأزمة العالمية ومدى إمكانية دور الاقتصاد الإسلامي في حلها مبيناً أسبابها ومراحها كما تطرق إلى قمة العشرين الأولى والثانية وقال إنهما وبالرغم من تناولهما قضايا الأزمة إلا أنهما أهملتا الأزمة التجارية، وقال إن ذلك ناتج عن الاهتمام بالأغنياء وتجاهل قضايا الفقر والفقراء سواء من الدول أو الأفراد».
وأشاد كيفن مولكاهي من شركة uci العالمية بدور الهيئة في تنظيم المؤتمر وجهودها في تأصيل النموذج الإسلامي للاقتصاد والتمويل وتفعيل تطبيقاته، كما أشار إلى أهمية التمويل الإسلامي وقدرته على إيجاد الحلول الناجعة للأزمة المالية العالمية التي يمر بها العالم اليوم .
يذكر أن المؤتمر الذي استمر ليومين قد شهد استعراض عدد من المشاريع والأفكار الاستثمارية عن فرص التمويل الإسلامي والصناعة المالية في عدد من المجالات المختلفة حول العالم شملت العقارات، الأعمال المصرفية والتمويل، نشاطات التصنيع والصناعة، الطاقة، النقل والبنية التحتية، الخدمات والاستشارات، صناعة الأدوية، السفر والضيافة، الرعاية الصحية والتعليم، إدارة الصناديق والموجودات وغيرها من المواضيع المهمة.
وشهد عقد عدد من الجلسات التي اتخذت شكلاً حوارياً تركز حول الطرق والوسائل الكفيلة بإنجاح الشراكة بين العالم والاستثمارات في منطقة الخليج، وتحدث فيها الدكتور سامي النويصر رئيس مجلس إدارة مجموعة السامي القابضة مشيراً إلى عدد من القضايا المتصلة بدوافع الاستثمار في منطقة الخليج وأهم معوقاته، كما تحدث المشاركون عن مسببات الأزمة المالية وآخر تطوراتها، فيما تناوب عدد منهم إلقاء الكلمات حول النقاط الرئيسة لمبادئ الاقتصاد والتمويل الإسلامي ودورها الكامن في التعامل مع الأزمة، كما ركزت إحدى الكلمات على دور التمويل الإسلامي وقدرته على إيجاد الحلول المناسبة للأزمة، وعلق سيمون بولي على هذا الدور قائلاً «التمويل الإسلامي فرصة حقيقية للعالم الإسلامي لنشر الفكر الإسلامي، كما أنها فرصة ليعرف الجميع ما حقيقة الاقتصاد الإسلامي الذي يقدمه المسلمون».
وفي الإطار نفسه قال الدكتور النويصر معلقاً على مداخلة أحد الحضور قائلاً «إن التمويل والاقتصاد الإسلامي في الحقيقة يسعى إلى بناء المشاركة، وإنه لا بد من تطبيقه بصورة حقيقة والبعد به عن الشعارات»، إضافة إلى ذلك شهد المؤتمر جلسات حوارية فردية مكثفة مثل فيها الهيئة الدكتور صلاح الشلهوب والدكتور سامر الحماد إضافة إلى آخرين تحدثوا عن «التمويل الإسلامي كطريق جديد للاستثمار العالمي» حيث ناقش المشاركون أهم أدوات التمويل الإسلامي و كيف أن التمويل الإسلامي لا يقر الدَين وإنما يرغب دائماً بالمشاركة.
يذكر أن المؤتمر الذي استمر ليومين قد عقد في فندق تشرشل حياة ريجنسي ـ لندن بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في المصرفية الإسلامية وبحضور أمينها العام فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن صالح الأطرم ومساعده فضيلة الدكتور يوسف بن عبد الله الزامل وعدد من أعضاء الهيئة.