رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


معتدلون وقلة من المتطرفين

الصفة الغالبة على مجتمعنا هي الاعتدال والمرونة، وفي المقابل هناك قلة تمارس التطرف من جهتين. الوجهة الأولى ممثلة في الفئة الضالة، التي أوغلت في اتباع الهوى، حتى وصل بهم الأمر إلى حد الشذوذ ولبس ملابس النساء وغيرها من الممارسات التي لا يمكن لمن يزعم أنه صاحب مبادئ أن يرتضيها لنفسه أيا كانت الأسباب. أما الوجهة الثانية للتطرف والغلو لدينا فتتمثل في أناس قرروا أن ينظروا إلى الماضي بغضب، ولهذا هم في حالة خصومة مع المجتمع، ويريدون تفصيل أفكار وتوجهات الناس على ما يتمنون. وهؤلاء لا يمكن أبدا أن يختلفوا عن الفئة الضالة، فإذا كان أولئك يريدون قسرنا على انغلاق ما أنزل الله به من سلطان، فأولئك ـ وأغلبهم من المراهقين الصغار والكبار ـ يريدون أن يتم تفصيل المجتمع بلون لا يتسق مع نسيج المجتمع. هنا نحن لا نتحدث عن الخصوصية، التي صار بعض المراهقين يتشدقون في ذمها. ولكننا نتحدث عن الانتماء، هذا الانتماء الذي لا يمنع علمانيا في الغرب من أن يرتبط بكنيسته، فعلمانيته لا تجعله يخجل من واجباته والتزاماته. وبعض جهلة من يعتقدون أنهم علمانيون لدينا يخجلون كثيرا من موروثهم، ويشعرون أن قمة التحرر في مصادمة الناس في أفكارهم وقناعاتهم بشكل فج.
بين الفئة الضالة، وفئة عديمي الفهم لمعنى أن تكون عصريا، تسود المصادرة والنفي من الجهتين. ووسط ذلك يبقى التيار المعتدل صمام الأمان الذي يعكس الحقيقة من خلال استيعابه المتغيرات وهضمها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي