انخفاض الإنفاق الشخصي الأمريكي وتراجع ثقة المستهلكين

انخفاض الإنفاق الشخصي الأمريكي وتراجع ثقة المستهلكين

أظهرت بيانات أمس أن إنفاق المستهلكين الأمريكيين انخفض في أيلول (سبتمبر) الماضي لأول مرة في خمسة أشهر مع تراجع الدفعة التي تلقاها من حوافز حكومية لشراء السيارات. وعمق ذلك المخاوف من أن المستهلكين ربما يحجمون عن الشراء مع الدخول في الربع الأخير من العام. وقالت وزارة التجارة إن الإنفاق تراجع 0.5 في المائة وهو أكبر انخفاض منذ كانون الأول (ديسمبر) بعد تعديله بالرفع إلى زيادة بنسبة 1.4 في المائة في آب (أغسطس) من 1.3 في المائة في قراءة سابقة. وجاء التراجع في أيلول (سبتمبر) متمشيا مع التوقعات.
وتدعم إنفاق المستهلكين الذي عادة ما يمثل نحو ثلثي نشاط الاقتصاد الأمريكي في آب (أغسطس) ببرنامج حكومي يمنح تخفيضات على بعض طرز السيارات الجديدة. وأسهم البرنامج الذي انتهى العمل به في آب (أغسطس) في رفع إنفاق المستهلكين في الربع الثالث وساعد على إخراج الاقتصاد من أسوأ كساد منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وقالت وزارة التجارة إن الإنفاق المعدل لحساب التضخم انخفض 0.6 في المائة في أيلول (سبتمبر) وهو أكبر انخفاض منذ كانون الأول (ديسمبر) بعد ارتفاع 1 في المائة في الشهر السابق.
وأظهر مسح أيضا تراجع ثقة المستهلك الأمريكي هذا الشهر في ظل قلق الأمريكيين بشأن أوضاعهم المالية وتركيزهم على تقليص مديونياتهم لكن الثقة بتعافي الاقتصاد ظلت مرتفعة. وقالت مسوح «رويترز» - جامعة ميشيجان للمستهلكين إن مؤشرها النهائي للثقة في تشرين الأول (أكتوبر) تراجع إلى 70.6 من 73.5 في أيلول (سبتمبر) الماضي. وظلت ثقة المستهلك عموما عند أعلى مستوياتها منذ أيلول (سبتمبر) 2008 عندما سجلت 75 في المائة. وكان مستوى الثقة قد انهار إلى 57.3 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) 2008.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايثنر أن ارتفاع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي في الفصل الثالث «مشجع»، مشددا بالمقابل على أن تحويل هذا النمو الفصلي إلى نمو دائم يقع على عاتق القطاع الخاص. وقال غايثنر في خطاب ألقاه أمام النادي الاقتصادي في شيكاغو (شمالي الولايات المتحدة) إن الأرقام الاقتصادية تعكس نموا شاملا، إلا أنه حذر من أن العملية لا تزال في بدايتها.
في هذه الأثناء، تراجعت «وول ستريت» عند الفتح أمس بعد يوم من تحقيق السوق أفضل مكاسبها في ثلاثة أشهر ومع ترقب المستثمرين لبيانات ستلقي ضوءا على ثقة المستهلك ونشاط الشركات في منطقة الغرب الأوسط. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى نحو 0.46 في المائة. وفقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا نحو 0.56 في المائة. ونزل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 0.32 في المائة.

الأكثر قراءة