كيف يتسبب الناشطون في إنجاح أو إفشال الابتكارات الأساسية!
عندما نفكر في الكومبيوتر، فإننا غالبا ما نفكر في الطفرات التكنولوجية التي ابتكرته. كانت هذه الطفرات من العوامل الأساسية، لكن الشبكة الاجتماعية التي روجت «لحركة الكمبيوتر الشخصي» كانت هي التي أخذت الكمبيوتر إلى ما وراء مصلحة القليل من الناس وجعلته في متناول الجميع.
وينطبق الشيء نفسه على السيارات، فقد كانت مثار السخرية عندما تم اختراعها لأول مرة. بعد ذلك، عقدت مسابقات للسيارات في الأندية والتجمعات، ما منح السيارات شرعية جديدة.
يوضح الكتاب أن الناشطين يحشدون جهودهم ضد العديد من الابتكارات، ومنها الابتكارات التكنولوجية. والمثال الجيد على ذلك هو رد فعل مجتمع الصم والبكم على عمليات زرع قوقعة الأذن الصناعية، والتي مكنت العديد من الأطفال الصم من السمع، إلا أن الاحتجاجات التي قام بها نشطاء مجتمع الصم أوضحت أنهم اعتبروا هذا الاختراع بمثابة هجوم على هوية الصم والبكم.
يعد إيجاد الاستراتيجية المثلى لتغيير الهوية الجماعية أمرا صعبا: فهل نحاول أولا تغيير المعتقدات ونأمل أن يتبع هذا تغيرا في السلوكـ أم نحاول تغيير السلوك أملا في أن يؤدي هذا إلى تغيير المعتقدات. يعتقد الكثير من المفكرين أن تغير المجموعات يمر بثلاث مراحل:
* رفع القيود عن الوضع الراهن.
* رفع الممارسة الجماعية إلى مستوى جديد.
* إعادة تجميد الممارسة المشتركة على مستوى أعلى لمنع الانتكاس.
في أحد معارض السيارات في التسعينيات، حاولت شركات صناعة السيارات الأمريكية عرض السيارات الكهربائية. كانوا يتمتعون بالدعم الحكومي، على الأقل في بعض المناطق: فقد أصدرت ولاية كاليفورنيا أمرا لهذه الشركات بالبدء في إنتاج سيارات كهربائية. ومع ذلك، فقد فشلت السيارة الكهربائية، حيث قاوم المستهلكون فكرة الاعتماد عليها والتخلي عن الوقود التقليدي للسيارات.
في هذا الموقف نسى صانعو السيارات دروسا ينبغي استخلاصها من نجاح السيارات التي تعمل بالبنزين في بداية القرن الـ 20. ففي البداية، كانت السيارة تمثل تغييرا جذريا في وسائل النقل. وكانت السيارة جديدة لدرجة أن العديد من الناس كانوا يستخدمون مصطلحات مختلفة للإشارة إلى هذا الاختراع.
أعرب أحد المخترعين عن شكوكه بشأن السيارات التي تعمل بالبنزين والطاقة البخارية قائلا: «لا يمكن للناس أن يجلسوا على محرك على وشك الانفجار». بل إن بعض المعارضين للمركبات الجديدة قاموا بإطلاق النار على سائقيها، كما فرضت المدن قيودا قانونية على السيارات.
بغض النظر عن هذه الأفعال، ازدهرت صناعة السيارات ولكن ليس بسبب الجهود الذاتية. بل لأن المتحمسين للسيارات أنشأوا نوادي لها، وقاموا بتشكيل سباقات لها ليوضحوا أن السيارات التي تسير بالبنزين أسرع من تلك التي تسر بطاقة البخار، وعقدوا مسابقات تتمتع بالمصداقية، ما ساعد على تبديد المخاوف من أن تكون آليات السيارات معيبة أو غير آمنة.