ذروة هوبرت: الأزمة العالمية الوشيكة في إمدادات النفط

ذروة هوبرت: الأزمة العالمية الوشيكة في إمدادات النفط

يتناول هذا الكتاب قطاع النفط بأسلوب يحمل الكثير من الدعابة، لكنه يطلق رسالة تحذير واقعية مفادها: أن العصر الذهبي للنفط والذي استمر لمائة عام خلت قد انتهى تقريبا. فقد وصل الإنتاج العالمي من النفط إلى ذروته في الفترة ما بين عامي 2004 و2008، وبدأ الإنتاج العالمي من النفط الخام في الانكماش ولن يستعيد نموه مرة أخرى أبدا.
إذا كانت هذه النظرية صحيحة وإذا لم يحدث ما يحد من العطش العالمي للنفط، فسوف تشهد أسعار النفط ارتفاعات حادة وسوف تشهد النظم الاقتصادية انكماشا متزايدا بينما هي في طريقها للسعي وراء بدائل أخرى للطاقة.
يستند هذا الكتاب إلى نظرية هوبرت، وهو عالم جيولوجي كان يعمل في إحدى كبريات شركات النفط الأمريكية وتنبأ عام 1956 بأن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيصل إلى ذروته في أوائل السبعينيات، ثم يبدأ في الانخفاض.
رفض الكثير من الخبراء من داخل وخارج قطاع النفط نظرية هوبرت. ونشأت مجموعات من المؤيدين لهذه النظرية والمعارضين لها حتى عام 1970، عندما وصل إنتاج النفط في الولايات المتحدة فعلا إلى ذروته وبدأ الانخفاض في معدلاته مؤكدة نظرية هوبرت.
تستند طريقة هوبرت إلى الملاحظة التي سجلها بأن إنتاج النفط في أي منطقة يتبع منحنى على شكل جرس، حيث يزيد الإنتاج بسرعة في البداية، ويتم استخراج النفط بسهولة وتكلفة قليلة. ومع زيادة صعوبة استخراج النفط، يصبح أكثر تكلفة وأقل قدرة على المنافسة مع أنواع الوقود الأخرى، حيث تشهد سرعة الإنتاج تباطؤ مستمر، حتى تصل إلى نقطة التوازن ثم تبدأ في الانخفاض.
أوضح هوبرت أن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من النفط عام 1956 كان يتبع الاتجاه الصعودي لمثل هذا المنحنى. وليتمكن هوبرت من معرفة متى من المرجح أن يصل المنحنى إلى ذروته، كان عليه أن يعرف كمية النفط الذي لا يزال موجودا تحت الأرض، فالاحتياطيات النفطية تحت سطح الأرض تقدم توقعات عن المستقبل: عندما لا يكون معدل الاكتشافات الجديدة مواكبا للنمو في إنتاج النفط، تبدأ كمية النفط المتبقية تحت الأرض في الانخفاض. وهذا يشير إلى أن هناك انخفاضا متوقعا في الإنتاج.
يستخدم ديفيز في الكتاب طريقة أكثر تعقيدا من طريقة هوبرت ليعمم الحسابات على مستوى العالم، حيث أشارت الأرقام والدراسات إلى عام 2003 باعتباره عام ذروة الإنتاج، ولكن لأن تقديرات الاحتياطيات العالمية غير دقيقة، استقر ديفيز على فترة تتراوح بين عامي 2004 و2008.
هناك ثلاثة عوامل يمكن أن تغير توقعات ديفيز؛ أولها اكتشاف آبار نفطية ضخمة جديدة، والثاني تطوير تكنولوجيا الحفر بما يساعد على زيادة احتياطيات النفط المعروفة، والثالث حدوث ارتفاع حاد في أسعار النفط يجعل الشركات تزيد استثماراتها الموجهة إلى البحث عن المزيد من الآبار النفطية.

الأكثر قراءة