الدولار ينخفض لأقل مستوى في 14 شهرا مقابل اليورو بسبب تقرير صيني
تراجع الدولار أمس ليسجل أدنى مستوى أمام اليورو بعد أن قال تقرير صيني إنه يتعين على بكين زيادة أرصدتها من اليورو والين في احتياطياتها الأجنبية. وفي يوم هادئ من الأخبار بخلاف ذلك استخدم المستثمرون التقرير كذريعة لمواصلة بيع العملة الأمريكية رغم أن محللين قالوا إن المخاوف من أن الدولار لم يعد أمامه مجال يذكر لمزيد من الهبوط قد تحد الخسائر.
وقال جيفري يو محلل العملات لدى «يو بي آي»: لدينا أسواق ضيقة والأسواق تقبض على ما يمكنها أن تنتزعه.. الناس يسعون إلى مزيد من المبررات لشراء اليورو مقابل الدولار.
وقال التقرير الصيني وهو مقال للرأي نشر في صحيفة «فاينانشيال تايمز» التي يصدرها بنك الشعب (المركزي) الصيني إنه ينبغي الإبقاء على الدولار كعملة رئيسية للاحتياطي الأجنبي للصين لكن ينبغي زيادة نصيب اليورو والين.
وفي أثناء التداولات ارتفعت العملة الأوروبية 0.2 في المائة إلى 1.5027 دولار بعد أن ارتفعت في وقت سابق إلى 1.5046 دولار في أعلى مستوى تسجله منذ شهر آب (أغسطس) 2008، وانخفض مؤشر الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسية 0.2 في المائة إلى 75.333 ليعود إلى أدنى مستوى له في 14 شهرا عندما لامس 74.940 الأسبوع الماضي.
وأمام الين انخفض الدولار 0.3 في المائة إلى 91.77 ين ليتراجع عن أعلى مستوى له في شهر عند 92.23 ين الذي سجله أثناء التداولات الماضية، وارتفع الجنيه الاسترليني 0.1 في المائة إلى 1.6314 دولار لكنه بقي غير بعيد عن أقل مستوى له في الأسبوع الذي سجله في وقت سابق عند 1.6251 دولار تحت وطأة ضغوط بعد أن أظهرت بيانات يوم الجمعة انكماشا أكبر من المتوقع في الاقتصاد البريطاني في الربع الثالث.
وارتفعت احتياطيات الصين من العملة الصعبة بنسبة 16 في المائة وبلغت نحو تريليوني دولار.وقال البنك المركزي الصيني في تقرير حديث إن احتياطياته من العملة الصعبة التي تعد الأكبر عالميا زادت بواقع 7.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام وبلغت 146.2 مليار دولار وذلك أقل من الفترة نفسها للعام الماضي. وأضاف إن النمو تباطأ في الربع الأول في وقت انخفضت فيه الاستثمارات.
وغالباً ما كان ينظر من خارج البلاد، إلى احتياطيات الصين التي تبلغ قرابة ألفي مليار دولار (1.38 مليار جنيه استرليني، 1.56 مليار يورو)، وهي الأكبر في العالم، على أنها نقطة قوة عظيمة - وثيقة تأمين ضد الاضطراب الاقتصادي. ولكن داخل الصين، ينظر إليها على نحو متزايد من جانب الجمهور، حتى من جانب بعض صانعي السياسة، على أنها عبء إلى حد ما – تجمع كا ضخما من الموارد غير المستخدمة في الوطن، وسوف تتراجع قيمتها إذا انهار الدولار الأمريكي. فلماذا، يسأل الناس، هل يجب على بلد فقير نسبياً أن يمول بلداً غنياً؟
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الجمعة الماضي إن الصين مستعدة لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في سندات يصدرها صندوق النقد الدولي.
وكان النائب الأول لرئيس الصندوق جون ليبسكاي قد قال في وقت سابق على هامش منتدى اقتصادي في سان بطرسبورج: السلطات الصينية أشارت إلى استعدادها لاستثمار 50 مليار دولار في هذه السندات عندما تكون جاهزة ونحن نأمل أن تتبع دول أخرى خطاها. وكانت روسيا قد أبدت استعدادها بالفعل لشراء ما قيمته عشرة مليارات دولار من السندات التي ستشكل جزءا من زيادة قدرها 500 مليار دولار في رأسمال الصندوق تهدف إلى تقديم الدعم للدول الأعضاء وسط أسوأ تراجع اقتصادي منذ الكساد العظيم. والصين تملك أكبر احتياطيات في العالم من الذهب والعملة الصعبة تليها اليابان ثم روسيا. وقال ليبسكاي إن عروض شراء السندات سترفع قريبا إلى المجلس التنفيذي للصندوق الذي سيتلقى كذلك عروضا لإصدار حقوق سحب خاصة الشهر المقبل.
ونقلت شينخوا عن الإدارة الحكومية للصرف الأجنبي التابعة للبنك المركزي التي تدير احتياطيات الصين بالعملة الصعبة البالغة 1.95 تريليون دولار، قولها إذا كانت شروط سندات الصندوق تناسب الطلب في الصين على الأوراق المالية وتحقق عائدا مقبولا لاحتياطياتها فإن الصين ستكون مستعدة لاستثمار ما يصل إلى 50 مليار دولار في سندات الصندوق الجديدة. ويتوقع الصندوق أن تعود الاقتصادات الناشئة إلى النمو في النصف الثاني من هذا العام تليها الدول المتقدمة في النصف الأول من 2010.