هذا الأسبوع.. سوق النفط مشغولة بتتبع حالة العملة الأمريكية

هذا الأسبوع.. سوق النفط مشغولة بتتبع حالة العملة الأمريكية

مع تجاوز سعر برميل النفط 80 دولارا الأسبوع الماضي وبروز دور ضعف الدولار، عملة تجارة النفط العالمية، في تحقيق ذلك الارتفاع تصبح السوق مشغولة أكثر في المستقبل القريب بتتبع حالة العملة الأمريكية، إلى جانب تطورات وضع الانتعاش الاقتصادي وكيفية ترجمة ذلك في الأسواق، وانعكاس ذلك على ما يمكن أن تقوم به منظمة الأقطار المصدرة للنفط ''أوبك'' سواء كمجموعة أو الدول الأعضاء منفردة، إلى أي مدى يمكن أن يسهم وضع السوق الحالية في دفع بعضها على الأقل لضخ كميات إضافية والاستفادة من العائد المالي العالي، وهو ما يصب في نهاية الأمر في ضبط تحركات سعر البرميل، الذي تأمل المنظمة في إبقاء صعوده بصورة متئدة كي لا يسهم ارتفاعه المفاجئ في كبح بوادر الانتعاش الاقتصادي.
يوم الأربعاء الماضي تجاوز سعر البرميل من خام ويست تكساس الأمريكي 82 دولارا في بعض الجلسات، ما أدى إلى انبعاث مخاوف حقيقية بشأن التضخم ومن ثم التأثير على الانتعاش الاقتصادي. ومع أن يوم الخميس شهد تراجعا بسبب وضع المخزون الأمريكي وورود بعض المؤشرات الاقتصادية التي ترجمتها السوق بصورة سلبية، إلا أن يوم الجمعة شكل علامة مميزة، حيث استقر سعر البرميل عند 80,67 دولار بالنسبة لخام ويست تكساس بعد تراجع 52 سنتا للبرميل، وحدوث التحرك نفسه بالنسبة لخام برنت الذي تراجع بنحو 53 سنتا إلى 78,98 دولار ومنخفضا بنحو 17 في المائة منذ العاشر من هذا الشهر. ويعود ذلك التراجع بصورة رئيسة إلى التحسن الذي أصاب الدولار في ذلك اليوم مقابل مجموعة من العملات الرئيسة، وذلك مقابل المعدل المنخفض الذي ظل عليه لفترة طويلة. المؤشرات الاقتصادية ظلت من جانبها تعطي بعض الإشارات المتضاربة. فمن ناحية حقق الاقتصاد الصيني نموا قارب 9 في المائة بنهاية الربع الثالث من العام، لكن رصيفه البريطاني سجل تراجعا، كما أن كلا من مؤشر استاندارد آند بور وداو جونز يتقلبان صعودا وهبوطا، وكذلك نتائج بعض الشركات العاملة في ميدان الطاقة. وهو ما يشير إلى أن أساسيات السوق الخاصة بالعرض والطلب لم تحقق قوة الدفع اللازمة لتصبح العامل الرئيس في تحرك سعر البرميل.ورغم هذا ارتفع السعر للدرجة التي جعلت عبدالله سالم البدري، أمين عام ''أوبك''، يصفه أنه أصبح أعلى قليلا مما يجب، ولم يستبعد بالتالي أن تعيد المنظمة النظر في سقفها الإنتاجي عندما تلتئم في الثاني والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) في أنجولا. وإذا استمر تحرك سعر البرميل فوق 80 دولارا، كما ظهر من تعاملات الأسبوع الماضي، فإن بعض الدول الأعضاء في المنظمة قد لا تجد حرجا في تجاوز حصصها المقررة بصورة أكبر للاستفادة من العائدات المالية والتعويض عن الضغوط التي تعرضت لها خلال النصف الأول من هذا العام. وستتركز الأعين على ما يمكن أن تقوم به السعودية لجهة كيفية مواءمة السوق مع النطاق السعري الذي تفضله وهو في حدود 75 دولارا للبرميل، ومعلوم أن معظم الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تتمتع بها ''أوبك'' حاليا، بعض خفض الإنتاج، تتركز عند الرياض. المخاوف بشأن حدوث انفجار سعري تعود إلى أن الانتعاش الذي تشهده السوق حاليا جاء في فترة قصيرة نسبيا لم تتجاوز الأشهر الخمسة مقارنة بمرات سابقة تراجعت فيها أسعار النفط، كما أنها عادت بقوة لترتفع، ولم تتدرج كما كان يحدث في السابق، وهو أمر مقلق للمنتجين مثلما هو للمستهلكين.

الأكثر قراءة