رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


نغمات الجوال وإزعاج المصلين

تشهد مساجدنا غزوا إجباريا أثناء أداء الصلاة، وهذا الغزو متمثل في تلك النغمات التي تخترق حرمة المسجد وتؤذي المصلين وتقطع تركيزهم على أداء الصلوات المفروضة ويحدث ذلك رغما عنهم. ولا أعتقد أن هناك مسجدا لا يعاني من تلك النغمات، ومع أن البديل لهذه النغمات الذي حرص عليه بعض الناس كالأدعية أو قراءة القرآن أو الأذان اصطدمت بظهور فتاوى شرعية من بعض العلماء أو المجمع الفقهي تحرم وضعها كنغمات في الجوال، مما حدا بهم إلى التجاوب مع هذه الفتوى واستبدالها بنغمات أخرى بعيدة عن التحريم الشرعي. والمشكلة المندلعة وإن كانت حتى هذه النغمات جزء امنها إلا أنها ليست كل المشكلة، بل إنما المشكلة الرئيسة هي في النغمات الموسيقية التي تصدر من جوالات أخرى أثناء الصلاة وتحدث تشويشا على المصلين، ومع أن هناك تنبيها في بعض المساجد لأصحاب الجوالات بإغلاق جوالاتهم عند دخول المسجد، إلا أن بعض أصحاب الجوالات يتأخر في إغلاق جواله وتستمر النغمات، والناس يؤدون الصلاة، وتتكرر أكثر من مرة ومن المفترض أن يكون هناك تجاوب من أصحاب الجوالات وإغلاقها فور مشاهدتهم للتنبيه، أو على الأقل وضعه على الصامت حتى لا يكون هناك إزعاج للمصلين، ويؤثر في خشوعهم وأدائهم للصلاة، ومن المشاهدات أن الذي تصدر من جواله نغمات يزدريه الناس في المسجد ويطالبونه بإغلاق جواله وكم صاحب جوال تعرض لغضب بعض المصلين عند سماعهم نغمة الجوال. وفي تصوري أنه يمكن للمصلي أن يتلافى الوقوع في هذا المحظور داخل المسجد ، ومع هذا أرجو أن يكون التعامل مع هؤلاء برفق ، منتهجين في ذلك منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يرفق بالناس ويعاملهم أحسن معاملة، حتى وهم يرتكبون المنكر. والقصص في ذلك كثيرة أبرزها قصة الأعرابي الذي بال في المسجد ونهره الصحابة وخالفهم النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في تعنيفهم عليه (والحديث كما جاء عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْ مَهْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَمَرَ رَجُلا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ صحيح مسلم) فلننظر إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم مع الجاهل، أما المعاند فيختلف التعامل معه. ولذا تعامل النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة والرفق واللين مع هذا الأعرابي، ولذلك علينا أن يكون هذا مبدأنا في التعامل مع من يخطئ في المسجد أو غيره، وأتمنى حقيقة أن تختفي ظاهرة النغمات في المسجد وربما هناك حلول وجدت مع حرص المسلم على تلافيها وهو في المسجد نسأل العون للجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي