ارتفاعات أسعار النفط تفشل في وقف عمليات جني الأرباح المتواصلة للأسهم الخليجية
فشلت الارتفاعات القياسية لأسعار النفط التي وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال عام في هذه المرة في إعادة أسواق الأسهم الخليجية إلى مسارها الصاعد كما كان يحدث مع كل ارتفاعات جديدة في أسعار النفط، ولليوم الثاني على التوالي أمس، تواصلت ضغوط البيع في جميع الأسواق وإن تمكنت سوق دبي في النصف الثاني من الجلسة من تعديل مسارها من الهبوط إلى الارتفاع.
وقادت السوق الظبيانية لليوم الثاني على التوالي، موجة الهبوط للأسواق الخليجية متخلية عن مستوى 3200 نقطة بعدما انخفضت بنسبة 0.92 في المائة، كما فاقمت البورصة الكويتية من خسائرها بعدما ربطت حركتها بتفاعلات صفقة بيع أسهم شركة زين، وهبط مؤشرها بنسبة 0.88 في المائة والسوق البحرينية 0.76 في المائة والبورصة القطرية 0.57 في المائة وسوق مسقط 0.40 في المائة.
وقال لـ «الاقتصادية» محللون ووسطاء إن الأسواق تتفاعل فقط في هذه الفترة مع نتائج الشركات التي تأتي أعلى من توقعات السوق، مجمعين على أن الأسواق استبقت نتائج غالبية الشركات حيث سجلت أسعارها خلال الفترة الماضية ارتفاعات قياسية، وبالتالي لا ينتظر أن تشهد أي ارتفاعات قوية مع إصدار النتائج رسميا.
ويقول وسطاء: إن غالبية الأسواق تأثرت بعمليات جني أرباح تقوم بها محافظ استثمار أجنبية عملت على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة على شراء كميات ضخمة من أسهم منتقاة بأسعار مغرية وتريد الخروج عند مستويات عليا قبل إعلان الشركات عن نتائج رسميا ضمن عمليات مضاربة عمدت للشراء عند الأسعار الدنيا والبيع عند المستويات العليا.
وحتى النصف الثاني من الجلسة كانت سوق دبي كبقية أسواق الخليج تعاني عمليات بيع مكثفة طالت جميع أسهمها القيادية وعمق المؤشر من خسائره دون مستوى 2300 نقطة مع انحدار سهم إعمار إلى أدنى مستوياته عند 4.51 درهم بانخفاض 2.1 في المائة، وهو ما أثر في بقية الأسهم النشطة.
غير أن عمليات شراء انتقائية تدخلت لالتقاط السهم عند هذا السعر ما دفعه إلى الارتفاع بقوة إلى أعلى سعر 4.79 درهم مستردا كامل خسائره ومسجلا ارتفاعا قياسيا بنسبة 3.4 في المائة عند 4.77 درهم، ولوحظ أن نسبة التذبذب في سعر السهم بين أدنى وأعلى سعر جاءت مرتفعة بنسبة 6.2 في المائة، وعكست جميع الأسهم النشطة هي الأخرى بدعم من تحول إعمار مسارها، كما عادت أحجام التداولات مع يومين من التراجع إلى الارتفاع فوق المليار درهم إلى 1.3 مليار منها 526 مليون درهم تعاملات على سهم إعمار.
وارتفع سهم ديار بنسبة 2.3 في المائة 88 فلسا وأعلنت الشركة عقب الجلسة عن نتائجها الفصلية التي ارتفعت بنسبة 8 في المائة إلى 81.6 مليون درهم مقارنة بـ 75.3 مليون درهم.
وعلى عكس سوق دبي، فشلت سوق أبو ظبي في الارتداد مفضلة البقاء على هبوطها بضغط من أسهم العقارات والبنوك، وسط تداولات متوسطة بقيمة 357.5 مليون درهم، وتفاعلت السوق سلبا مع نتائج شركة اتصالات التي تراجعت للأشهر التسعة بنحو 5 في المائة، حيث انخفض السهم بنسبة 0.80 في المائة إلى 12.45 درهم.
وتباين أداء أسهم العقار بين انخفاض لسهمي رأس الخيمة العقارية الأنشط من حيث الحجم بنسبة 1.1 في المائة إلى 85 فلسا والدار 0.16 في المائة إلى 6.26 درهم في حين ارتفع سهم صروح 1 في المائة إلى أربعة دراهم، وسجل سهم بنك أم القيوين اكبر نسبة انخفاض بين أسهم المصارف 9.8 في المائة إلى 3.49 درهم.
وفاقمت البورصة الكويتية من خسائرها بعدما واصلت ترقبها لتفاعلات صفقة بيع حصة من شركة زين، وواصلت جميع القطاعات المدرجة الضغط على السوق التي لا تزال تعاملاتها ضعيفة بقيمة 32.6 مليون دينار من تداول 168.6 مليون سهم.
وهبطت جميع أسهم القطاع المصرفي ماعدا سهم بنك برقان الذي ارتفع بنسبة 2.6 في المائة إلى 0.385 دينار في حين هبط سهم البنك الوطني بنسبة 1.5 في المائة إلى 1.240 دينار وبوبيان 1.7 في المائة إلى 0.550 دينار وبنك الخليج 1.4 في المائة إلى 0.340 دينار في حين استقر سهم بيتك دون تغير عند 1.300 دينار وانخفض سهم زين بنسبة 1.4 في المائة إلى 1.360 دينار.
كما واصلت جميع القطاعات الرئيسية في السوق البحرينية خصوصا البنوك والاستثمار الضغط على المؤشر، ولم يسجل سوى سهم مصرف السلام ارتفاعا بنسبة طفيفة 0.88 في المائة إلى 0.114 دينار، وبقيت التعاملات محدودة بقيمة 284 ألف دينار من تداول 2.1 مليون سهم منها 1.2 مليون لسهم مصرف الإثمار.
وقاد سهم بيت التمويل الخليجي موجة الهبوط منخفضا بنسبة 5.3 في المائة إلى 0.440 دولار والبركة 4.7 في المائة إلى 1.400 دينار والأهلي المتحد 1.9 في المائة إلى 0.520 دولار ومصرف البحرين الإسلامي 0.90 في المائة إلى 0.222 دينار وبنك البحرين والكويت 0.50 في المائة إلى 0.398 دينار.
وقللت بورصة قطر من خسائرها بدعم من ارتفاع ثلاثة أسهم ثقيلة في المؤشر هي صناعات قطر بنسبة 1 في المائة وبنك قطر الوطني أقل من ربع في المائة وكيوتل 1.5 في المائة، وعادت التداولات للتراجع إلى 366 مليون ريال من تداول 11.7 مليون سهم منها 4.5 مليون لسهمي مصرف الريان الذي أغلق دون تغير عند 12.50 ريال دون تفاعل من السوق لنتائج المصرف التي انخفضت بنسبة 14 في المائة إلى 600 مليون ريال في حين ارتفع سهم الخليج القابضة ثاني الأسهم النشطة بنسبة 5.3 في المائة إلى 17.90 ريال.
وانخفض سهم الدوحة للتأمين بنسبة 1.5 في المائة إلى 25.20 ريال وانخفضت أرباح الشركة بنسبة 13 في المائة إلى 41 مليون ريال، كما انخفض سهم البنك التجاري بنسبة 2 في المائة إلى 75.30 ريال والمصرف 2 في المائة إلى 82.40 ريال.
وأقل الأسواق خسارة كانت سوق مسقط التي تلقت دعما من سهمي البنك الوطني والجزيرة للخدمات اللذين استحوذا معا على ثلث إجمالي تعاملات السوق البالغة 8.8 مليون ريال، كما استحوذا أيضا على 44 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق وارتفع الأول بنسبة طفيفة 0.30 في المائة إلى 0.336 ريال والثاني 1 في المائة إلى 0.370 ريال.