الدول الإسلامية بعد 50 عاما: تضاعف في عدد السكان وتشتت سياسي!

الدول الإسلامية بعد 50 عاما: تضاعف في عدد السكان وتشتت سياسي!

يوضح الكتاب أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أظهرت أن العنف الذي يتعرض له كثير من الناس على يد عدد قليل من شأنه أن يغير العالم. حتى لو كان بإمكان المجتمع القضاء على التهديدات الإرهابية الحالية المحددة، فسيظهر المزيد من المنظمات الإرهابية.

يمكن أن تقع الأحداث التي تغير التاريخ البشري إما في صورة كوارث مفاجئة، أو اتجاهات بطيئة الحركة؛ وهي أكثر قابلية للتنبؤ. يمكننا أن نفكر في الكوارث على أنها «ثغرات قاتلة»، من الظواهر الطبيعية غير متوقعة (مثل: البراكين والموجات الزلزالية والأوبئة) إلى الأحداث التي يشعلها الإنسان، مثل الحرب النووية.
على سبيل المثال، يوضح الكتاب أن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أظهرت أن العنف الذي يتعرض له كثير من الناس على يد عدد قليل من شأنه أن يغير العالم. حتى لو كان بإمكان المجتمع القضاء على التهديدات الإرهابية الحالية المحددة، فسيظهر المزيد من المنظمات الإرهابية.
الاتجاهات الديموغرافية والسياسية الراهنة لها آثار متنوعة في مختلف المناطق:
• الصين: في عام 2005، كان حجم الاستثمار الأجنبي في الصين 60 مليار دولار. ومع الهجرة الجماعية إلى المراكز الحضرية، طورت الصين قطاعا كبيرا ناجحا للتصنيع والتصدير، وهو ما ألحق الضرر بالمصنعين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. واليوم، نجد أن أكثر من 90 في المائة من البضائع المعروضة في إحدى أكبر سلاسل المتاجر الأمريكية مصنوعة في الصين.
يؤكد علماء الديموغرافيا أن الصين ستكون قادرة على مواكبة الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري بحلول عام 2020، بينما تقول وزارة الدفاع الأمريكية إن هذا من غير المتوقع أن يحدث قبل عام 2025. ومن ثم ستصبح الصين قوة عظمى عالمية بلا جدال. ما يزيد حجم المشكلة أن الولايات المتحدة في عصر الحرب الباردة، لم تكن تعتمد على الاتحاد السوفياتي، ولكنها اليوم تزداد اعتمادا على الصين، فالبعض لا يرى مشكلة في التوسع في التجارة مع الصين أو في تزايد ديون الولايات المتحدة للصين.
• أوروبا: مهما كان توسع الاتحاد الأوروبي، فمن غير المحتمل لأوروبا أن تكون قوة عالمية مثلما كانت في القرن العشرين، نظرا لزيادة قاعدة المهاجرين، والشيخوخة السكانية، وانخفاض معدلات الخصوبة وتناقص الإنتاج الاقتصادي.
كما يؤدي فتح أبواب الهجرة إلى أوروبا إلى تغير التركيبة السكانية فيها فمعظم المهاجرين إليها من دول إسلامية. وفي النهاية سيكون عليها إما استيعابهم وتحديد أعدادهم أو الاستمرار في استقدامهم والعيش وفقا لقواعدهم واحترام دينهم.
• اليابان: يشهد الناتج المحلي الإجمالي في الصين ارتفاعا مرة أخرى بعد السيطرة على الانكماش الاقتصادي، ولكن ربما لن تتمكن اليابان من استعادة الصدارة الاقتصادية بسبب عدم مرونتها التاريخية والثقافية، وتدهور علاقاتها مع الصين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. كما تعاني اليابان مشكلة الشيخوخة السكانية وانخفاض معدل الخصوبة.
• الهند: على الرغم من إيجابياتها الكثيرة، إلا أن الهند ليست مرشحة كقوة عظمى عالمية. حيث إن لديها كثيرا من المشكلات الخطيرة، الاجتماعية والبيئية والاقتصادية. فهناك مثلا ارتفاع نسبة الأمية، انخفاض الاستثمارات الأجنبية، التدهور البيئي، انتشار الفقر، وسوء الحالة الصحية العامة.
• الدول الإسلامية: على الرغم من وحدة النطاق الجغرافي، إلا أن العالم الإسلامي مشتت سياسيا. فهناك صراع داخلي يفصل بين «الأصوليين» الذين قاموا بتسييس الدين والإصلاحيين الذين يشعرون بأن الإسلام مبني على الرحمة والتسامح. عدم وجود حكومات علمانية قوية في الدول الإسلامية يعني أن هذا الانقسام سيستغرق وقتا لكي يتحقق. ومن ناحية أخرى يتوقع خبراء الديموغرافيا أن يتضاعف عدد السكان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بحلول عام 2050.

Title: Global Catastrophes and Trends: The Next Fifty Years
Author: Vaclav Smil
Publisher: The MIT Press
ISBN-13: 978-0262195867
September 2008
Pages: 380

الأكثر قراءة