ضعف الدولار يرفع أسعار النفط وتوقعات بصعود السعر إلى 80 دولارا

ضعف الدولار يرفع أسعار النفط وتوقعات بصعود السعر إلى 80 دولارا

هل يشهد هذا الأسبوع تعزيز المكاسب التي حققها سعر برميل النفط الأسبوع الماضي والانتقال إلى نطاق سعري جديد يراوح بين 75 و80 دولارا بعد أن استقر لفترة بين 65 و75 دولارا للبرميل. هذا هو السؤال الذي يتابعه المراقبون بعد القفزات التي حققها سعر البرميل في أواخر الأسبوع الماضي رغم التراجع الذي شهدته الأسواق الآسيوية فيما بعد. فقد أسهم ضعف الدولار، وهو عملة تجارة النفط العالمية خاصة تجاه اليورو، مع تحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية وبروز مؤشرات على تحولات في معدلات المخزون الأمريكي في دفع سعر البرميل إلى أعلى بأكثر من دولارين يوم الخميس ونحو 59 سنتا يوم الجمعة ليتجاوز سعر البرميل 78 دولارا لشحنات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وذلك لتحقيق أعلى معدل له هذا العام. ورغم ذلك، فإن سعر الجالون بالنسبة للمستهلك لايزال ضعيفا أو رخيصا. فمتوسط سعر الجالون بلغ الأسبوع الماضي 2,49 دولارا، أي بما يقل سبعة سنتات عما كان عليه قبل شهر، أو 64 سنتا أقل مما كان عليه قبل عام.
وكانت إدارة معلومات الطاقة قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي في تقريرها الأسبوعي زيادة في مخزون النفط الخام بنحو 400 ألف برميل فقط إلى 337.8 مليون. وكانت المفاجأة في تراجع حجم المخزون من البنزين بنحو 5.2 مليون برميل إلى 209,2 مليونا، كما تراجع حجم المخزون من المقطرات التي تراجعت بمليون و100 ألف برميل إلى 170.7 مليون. من ناحية أخرى تراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام بنحو 367 ألف برميل يوميا إلى 8.7 مليون، وانعكس ذلك على إنتاج المصافي الذي تراجع بنحو 510 آلاف برميل يوميا إلى 14,1 مليون برميل يوميا، ما جعلها تعمل بطاقة 80.9 في المائة، هو أقل معدل منذ نيسان (أبريل) الماضي.
من ناحية أخرى، برزت مؤشرات أخرى إيجابية على الجانب الاقتصادي، حيث اتسع نطاق الإنتاج الصناعي في أيلول (سبتمبر)، وهي زيادة تتم للشهر الثالث على التوالي، ما عزز من المشاعر المتفائلة بحدوث تحسن في الوضع الاقتصادي خاصة إذا أضيف ما يرد من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم على قوة الأداء الاقتصادي عبر حزمة التحفيز التي تديرها الحكومة. وانعكست هذه التطورات بدورها على تحركات سعر البرميل، ولو أن هناك من يرى أن أساسيات السوق لا تزال ضعيفة ممثلة في المعدل العالي للمخزون، والإمدادات إلى السوق من المنتجين أكثر من كافية، خاصة مع وجود طاقة إنتاجية فائضة لدى الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط ''أوبك''، ورغم هذا ذهب محللو بنك باركليز إلى التوقع أن يرتفع سعر البرميل إلى النطاق السعري بين 75 و80 دولارا للبرميل، ويمكن للتحرك السعري الذي شهدته الأسابيع القليلة الماضية إذ زادت قرابة 13 في المائة، أو تسعة دولارات في البرميل منذ السابع من هذا الشهر.
أدى هذا إلى حدوث شيء من الانتعاش في الصناعة النفطية عبر عن نفسه من خلال ارتفاع عدد الحفارات العاملة ووصولها إلى أعلى معدل لها خلال فترة ستة أشهر، كما أن دخول فصل الشتاء مبكرا خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وإبداء الدول الأعضاء في ''أوبك'' قدرا من التماسك والانضباط فيما يخص السقف الإنتاجي، أسهم في وضع أرضية قوية لسعر البرميل تؤسسس إلى ارتفاع تدريجي بديلا عن القفزات الحادة التي عانتها السوق في السابق.

الأكثر قراءة