«التحلية» و«معادن» و«الكهرباء» توقع اتفاقية لإنشاء محطة مشتركة لتوليد الطاقة والمياه في رأس الزور

وقعت كل من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة التعدين العربية السعودية «معادن» والشركة السعودية للكهرباء اتفاقية لإنشاء محطة مشتركة لتوليد الكهرباء بطاقة 2400 ميجاواط وإنتاج المياه المحلاة بطاقة 1.025 مليون متر مكعب يوميا.
ويعد المشروع بديلا للخطط الأولية لشركة معادن و المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بإنشاء محطتين منفصلتين لتوليد الطاقة الكهربائية والمياه المحلاة لإمداد مجمع الألمنيوم في رأس الزور ولتعزيز شبكة الكهرباء في المملكة. وستسهم هذه الاتفاقية في تعزيز اقتصاديات المشروع المدمج من خلال رفع الطاقة الإنتاجية وخفض تكلفة البنية التحتية وتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة، كما سيتمكن المشروع - بمشيئة الله - من إيصال إمدادات المياه وشبكة الطاقة قبل ستة أشهر مما هو مخطط له. حيث سيتم إنجاز المشروع الذي ستنفذه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في الربع الأخير من عام 2013. وبموجب هذه الاتفاقية فإن المحطة المشتركة للطاقة المزمع إنشاؤها ستنتج 1.025 مليون متر مكعب يوميا من المياه المحلاة، بالإضافة إلى 2400 ميجاواط من الكهرباء، إذ ستقوم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بضخ مليون متر مكعب يوميا من المياه المحلاة إلى مدن الرياض وحفر الباطن والنعيرية ، فيما سيكون نصيب الشركة السعودية للكهرباء 1050 ميجاواط من الكهرباء يخصص جزء منها للصناعات التحويلية في منطقة رأس الزور بينما سيكون نصيب شركة معادن 1350 ميجاواط من الطاقة الكهربائية و25 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة لمشروع معادن للألمنيوم الذي التزمت به والذي يتضمن تطوير وتصميم وإنشاء وتشغيل مشروع متكامل للألمنيوم في منطقة رأس الزور ويشمل مصفاة للألومينا بطاقة 1.8 مليون طن متري سنوياً ومصهر للألمنيوم بطاقة 740 ألف طن متري سنوياً ومصنع لدرفلة الألمنيوم بطاقة 250 ألف طن سنوياً، بالإضافة إلى ذلك تطوير وإنشاء منجم للبوكسايت في موقع «البعيثة» في منطقة القصيم بطاقة أربعة ملايين طن متري سنويا. ويتألف موقع البعيثة من منجم لخام البوكسايت ومرافق لمناولة الخام. ويمتد راسب البوكسايت بموقع بين منطقتي حائل والقصيم، وقد أعدت خطة المنجم استنادا إلى الإمكانات الحالية المقدرة للمصفاة والمصهر والتي تم استعراضها في دراسات فنية كاملة، ويهدف المنجم إلى إنتاج سنوي بمقدار أربعة ملايين طن في السنة من البوكسايت لإنتاج 1.8 مليون طن في السنة من الألومينا وإنتاج 740 ألف طن في السنة من الألمنيوم لمدة تزيد على 30 عاما.
ويقع «مجمع الألمنيوم» في موقع رأس الزور على الساحل الشرقي للخليج العربي على بعد نحو 90 كيلو مترا إلى الشمال من مدينة الجبيل الصناعية. وسيتم إنشاء مصفاة الألومينا ومصهر الألمنيوم والبنية التحتية ذات الصلة بمشروع الألمنيوم. وستتم معالجة خام البوكسايت المنقول بواسطة قطار سكة حديد الشمال - الجنوب إلى رأس الزور لإنتاج الألومينا، التي ستعالج بدورها في مصهر الألمنيوم لإنتاج معدن الألمنيوم.
وسيسهم المشروع في تنمية الصناعات التحويلية المستقبلية المتعلقة بالألمنيوم كصناعات الدرفلة، والسبك، والطرق والتشكيل وإعادة تدوير الألمنيوم الذي بدوره سيفضي إلى قيام صناعات متعددة ومتنوعة أهمها: صناعات النقل (الأجزاء المستخدمة في صناعة السيارات والشاحنات والعربات والمحركات والطيران وغيرها) وصناعات التعبئة والتغليف (علب، ورقائق الألمنيوم وغيرها) وصناعات البناء والتشييد (النوافذ، الأبواب، الكابلات والأسلاك، والمحولات، كسوة المباني، والأنابيب وغيرها).
وقد خصصت وزارة البترول والثروة المعدنية الوقود اللازم لتلك المشاريع.
وقال فهيد الشريف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في تصريح صحافي عقب مراسم توقيع الاتفاقية «إن الدولة عندما التزمت بتنفيذ مشروع محطة رأس الزور إنما هو تأكيد على اهتمامها ودعمها لمشاريع التنمية ولن تترك للظروف الاقتصادية التي عصفت بالعالم أخيرا أن تؤثر في المشروع أو تؤخره، كما أن توسعة المشروع ليشمل احتياجات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة الكهرباء وشركة معادن من الطاقة الكهربائية والمياه ستزيد من كفاءة استخدام الطاقة وهو أمر بلا شك سيسهم في خفض تكلفة الإنتاج للماء والكهرباء وسيساعد على استخدام أحدث التقنيات مما يسهم في إنجاز المشروع في أقصر مدة ممكنة.
وأضاف أن التعاون المشترك بين وزارة البترول والثروة المعدنية والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة معادن والشركة السعودية للكهرباء في هذا المشروع هو ثمرة تفاهم وتطابق في الأهداف لجميع الأطراف وسيكون نواة لمشاريع أخرى قادمة إن شاء الله «
إلى ذلك أكد المهندس عبد الله السيف رئيس مجلس إدارة شركة التعدين العربية السعودية (معادن) «أن هذه الاتفاقية تؤكد أن التعاون المشترك بين القطاعين الخاص والعام يعطي نتائج مثمرة وملموسة ذات دلالات اقتصادية عالية بما في ذلك الاستخدام الأمثل للطاقة».
من جهته، أوضح المهندس علي البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء «أن هذا المشروع يعد ثمرة للتعاون والمشاركة بين قطاع الكهرباء وقطاع المياه وقطاع الصناعة الذي سيوفر نحو ألف ميجاواط من الكهرباء لتعزيز قدرات التوليد في المملكة لمقابلة الطلب المتنامي على الطاقة».
من جانبه، أشار الدكتور عبد الله الدباغ رئيس شركة التعدين العربية السعودية «معادن» وكبير إدارييها التنفيذيين «إلى أن ذلك يعد مثالا رائعا للتنوع في الصناعات ويشكل أساسا قويا لجذب مزيد من فرص الصناعات التحويلية وإيجاد الفرص الوظيفية في منطقة رأس الزور».
وقال الدباغ «إنه سبق وذكرنا بأن شركة معادن بعد بداية الأزمة المالية العالمية عكفت على إعادة مراجعة المشروع لفترة محدودة للنظر في تخفيض التكاليف وتمكنا ولله الحمد من تحقيق ذلك وتحسين اقتصاديات مشروع الألمنيوم بما يحقق العائد الأفضل للمساهمين وفي الوقت نفسه تحقيق القيمة المضافة وتوفير فرص العمل للسعوديين الناتجة عن تطوير صناعات الألمنيوم ويساعد معادن على الدخول في فرص جديدة في هذا المجال».
الجدير بالذكر أن شركة معادن وقعت أخيرا اتفاقية نقل تقنية مصهر الألمنيوم كما وقعت اتفاقية أخرى للتعاون الفني.