عمليات تدوير ومضاربات للأجانب ترفع تعاملات الأسهم الإماراتية فوق 10 مليارات درهم
سجلت أسواق الأسهم الإماراتية تعاملات أسبوعية تجاوزت عشرة مليارات درهم للمرة الأولى للعام الجاري أرجعها محللون ماليون إلى عمليات المضاربة والتدوير التي يقوم بها مستثمرون أجانب ساهموا في حالة التذبذب التي شهدتها الأسواق خصوصا سوق دبي.
وخرجت الأسواق الإماراتية بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بمفردها دون بقية أسواق الخليج رابحة بنسبة 1.7 في المائة وبتعاملات قيمتها عشرة مليارات درهم منها 7.5 مليار لسوق دبي التي اتسمت تداولاتها بالمضاربة كما يقول الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية، مضيفا أن تعاملات الأجانب من غير الخليجيين والعرب اتسمت بالتدوير المستمر في عمليات البيع من الأعلى والشراء من الأدنى.
وأضاف أن عمليات المضاربة والتدوير التي قام بها الأجانب غير العرب أدت إلى تذبذب المؤشر العام للأسواق، كانت واضحة في سوق دبي فقد انخفضت نسبة صافي عمليات الأجانب غير العرب إلى 0.5 في المائة من 4.8 في المائة في الأسبوع قبل الماضي، مضيفا أن هناك عوامل مساعدة تدفع باتجاه تعميق هذه التذبذبات التي قد تخدم بعض شركات الوساطة دون أن تخدم الأسواق فارتفاع قيمة التداولات بسبب تدوير الأسهم يرفع من هامش العمولة التي يتقاضاها الوسيط ومن هنا فإن من المحتمل أن يقوم بعض المقربين للوسطاء الذين يقومون بالتداول للأجانب بتسريب أخبار عن بيع أو شراء على عدد من الأسهم، الأمر الذي يدفع بدوره عديدا من المتداولين إلى اتخاذ إجراءات استباقية بالبيع أو الشراء وبما يعمق من التدوير والمضاربة ويحول السوق إلى ساحة مضاربة يومية بدلا من أن تكون سوقا للاستثمار.
ويرى المحلل المالي محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية أن الأسواق حققت مكاسب بمؤشراتها السعرية من حيث أحجام التداولات وارتفاع المؤشرات السعرية مع محافظتها على معدل التداول اليومي البالغ ملياري درهم يومياً إلا أن نسبة التذبذبات ارتفعت حدتها ففي الوقت الذي كان فيه مؤشر دبي ينخفض في إحدى الجلسات 1.6 في المائة نجده في اليوم التالي يرتفع 3 في المائة مما يعني تباينا أكبر في قرارات المستثمرين في المرحلة الحالية وهو ما بدا واضحاً بتسجيل الاستثمار الأجنبي صافي بيع خلال الأسبوع ولأول مرة منذ آب (أغسطس) الماضي بينما كان صافي الاستثمار المحلي والعربي إيجابياً خلال الفترة نفسها وهو دليل على أن هذا الاستثمار هو المحدد الآن لاتجاه الأسواق ومحافظاً على قوة الدفع الإيجابية فيها. وفي رأينا أن هذا التحول في دور فئات المستثمرين المختلفة وتناوبهم في قيادة حركة الأسواق أمر إيجابي في استمرار موجة التداولات الإيجابية كونها لا تعتمد على فئة مستثمرين معينة دون أخرى وتعطي تأكيدات بأن هذه الموجة قد تستمر حتى لو انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي على الأسواق في بعض المراحل. ويرى ياسين انخفاض نسبة ارتباط حركة مؤشرات الأسواق الإماراتية مع مؤشرات الأسواق الأمريكية حيث عاكس المؤشر السعري للأسواق المحلية في ثلاث جلسات اتجاه مؤشر الأسواق الأمريكية، خاصة نهاية الأسبوع عندما أغلق مؤشر داون جونز الأمريكي حاجز عشرة آلاف نقطة لأول مرة منذ عام مضى.