أكبر بنك يخسر مليار دولار وربحية «جولدمان ساكس» محبطة
سجل بنك اوف أمريكا ثاني خسائر فصلية في أقل من عام بسبب خسائر ائتمان مرتبطة بالمستهلكين. وأعلن أكبر بنك في الولايات المتحدة أنه تكبد خسائر صافية بلغت مليار دولار أو 26 سنتا للسهم في الربع الثالث مقارنة بأرباح صافية بلغت 1.18 مليار دولار أو 15 سنتا للسهم في الفترة المقابلة من العام الماضي خلال ذروة الأزمة المالية. وجاءت أحدث نتائج فصلية للبنك في الوقت الذي ظهرت فيه مؤشرات على استمرار ضعف المستهلكين الأمريكيين وعدم قدرتهم على سداد ديون. ويشكل المستهلكون نحو 60 في المائة من محفظة قروض البنك من رهون عقارية إلى بطاقات ائتمان.
وقدمت وحدة «ميريل لينش» التابعة لبنك أوف أمريكا مساهمة إيجابية في الربع الثالث حيث قال البنك إن «ميريل لينش» عزز النتائج الإجمالية. وانخفضت أسهم بنك أوف أمريكا 3.6 في المائة إلى 17.45 دولار في تعاملات قبل فتح السوق الرسمية. وزادت أسهم البنك 29 في المائة في الربع الثالث مواصلة الصعود بوتيرة مؤشر كيه بي دبليو للبنوك نفسها. غير أنها منخفضة بنسبة 23 في المائة خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
في الوقت ذاته، ارتفعت الأرباح الفصلية لمجموعة جولدمان ساكس إلى ما يقرب من أربعة أمثالها متجاوزة التوقعات لكن أسهم البنك تراجعت لأن جانبا كبيرا من الأرباح تحقق بفضل معاملات في البورصة وهي مكاسب قد لا تكون قابلة للاستمرار. وحقق البنك الذي يتخذ من نيويورك مقرا ربحا صافيا قدره 3.03 مليار دولار أي ما يعادل 5.25 دولار للسهم في الربع الثالث من العام مقارنة بـ 845 مليون دولار أو 1.81 دولار للسهم في الفترة المقابلة من 2008.
المعلوم أن مجموعة سيتي جروب المصرفية أعلنت قبل أيام أنها منيت بخسائر في الربع الثالث، إذ تكبدت ثمانية مليارات دولار من خسائر الائتمان ما أثار التساؤلات بشأن متى سيتمكن البنك من تحقيق أرباح مستدامة.
وقالت «سيتي جروب»، التي سجلت خسائر تزيد على 100 مليار دولار بسبب خفض قيمة أصول وخسائر القروض الشخصية منذ بدأت أزمة الائتمان إن صافي خسائر المساهمين في الربع الثالث بلغ 3.2 مليار دولار أو 27 سنتا للسهم.
في الوقت نفسه، أعلن بنك جي بي مورجان تشيس آند كو ارتفاع أرباحه في الربع الثالث من العام الجاري لتصل إلى 3.59 مليار دولار، وهو ما يفوق توقعات المحللين كثيرا. وجاءت زيادة الأرباح بعد أشهر فقط على قيام ثاني أكبر بنك من حيث الأصول في الولايات المتحدة بسداد ديون بقيمة 25 مليار دولار حصل عليها بموجب خطة الإنقاذ الحكومية. وبلغت أرباح البنك في الفترة نفسها من العام الماضي، 527 مليون دولار فقط في أوج اشتعال الأزمة المالية. وتأثرا بهذه النتائج تراجعت أسعار الأسهم الأوروبية أمس عن أعلى مستوياتها في عام بعد أن خيبت نتائج أعمال بنك أوف أمريكا و»جنرال إلكتريك» المستثمرين وأضرت بقوة الدفع في السوق بعد إعلان نتائج أعمال «أي بي ام» و»جوجل». وأثناء التعاملات نزل مؤشر يوروفرست لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.4 في المائة إلى 1013.75 نقطة. وارتفع المؤشر بنسبة 57 في المائة منذ أن بلغ انخفاضا قياسيا في أوائل آذار (مارس) الماضي ونزل بنسبة 45 في المائة العام الماضي وارتفع بنسبة 22 في المائة حتى الآن هذا العام.
وكانت أسهم المؤسسات المالية من أكبر الخاسرين فنزلت أسهم «ستاندارد تشارترد»، HSBC، «باركليز»، «رويال بنك أوف سكتلند»، «بي ان بي باريبا»، و»سوسيتيه جنرال» بما بين 0.1 و 1.7 في المائة. لكن سهم «لويدز» ارتفع 2.7 في المائة بعد موافقتها على بيع وحدة هاليفاكس الخاسرة مقابل سعر رمزي يبلغ جنيها استرلينيا وستتخلص من 360 وظيفة في هذه العملية. ونزلت أرباح «جنرال إلكتريك» أكبر شركة في العالم لتصنيع محركات الطائرات بنسبة 42 في المائة وانخفضت إيراداتها بنسبة 20 في المائة.
وتراجعت الأسهم الأمريكية عند الفتح أمس، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 1 في المائة بعد نتائج فصلية مخيبة للآمال من كل من «جنرال إلكتريك» و»بنك أوف أمريكا». وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 103.91 نقطة أو ما يعادل 1.03 في المائة ليصل إلى 9959.03 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 9.33 نقطة أو 0.85 في المائة إلى مستوى 1087.23 نقطة. وكذلك انخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 14.13 نقطة أو ما يعادل .65 في المائة ليصل إلى 2159.16 نقطة.