مياه المساجد في خطر
تواجه بعض المساجد صعوبات كبيرة نتيجة شح المياه في الإجازات وأوقات العمرة، خصوصا في مكة المكرمة، حيث يبقى بعض هذه المساجد بلا ماء نتيجة استنزاف المياه من المجاورين للمساجد، ولا سيما في الأحياء الشعبية، حيث يلجأ البعض إلى تعبئة منزله ببعض جراكل الماء نتيجة انقطاعها عن الأحياء الشعبية، فيسهم ذلك في نفاد الماء ببعض المساجد فلا يستطيع المارون على هذه المساجد الوضوء لأداء الصلاة، والغريب أن القائمين على المساجد من إمام أو مؤذن لا يحركون ساكنا إزاء ذلك الاستغلال من بعض ضعاف النفوس لمياه المساجد ومنعهم من القيام بذلك، يضاف لذلك أن بعض الذين يأخذون هذه المياه يقومون باستخدامها لغسل السيارات، فلا بد من التنبه لهذا الأمر، وقيام أئمة المساجد بدورهم تجاه ذلك للحفاظ على ثروة المساجد من المياه التي هي خاصة بها، أما ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام كل من هب ودب لشفط مياه المساجد واستغلالها لمصالحهم الخاصة في البيوت وغسل السيارات بها ، فإن ذلك يدل على عدم الاهتمام من قبل القائمين على المسجد، وقد يترتب على ذلك خروج روائح كريهة من المساجد في حال استنزاف المياه، وتعلل العاملين بذلك في حالة عدم نظافة المساجد. وما سبق ليس خاصا بمكة المكرمة فقط، بل إنه قد يكون حدث في مساجد أخرى في بلادنا الحبيبة، وما تحدثت عنه كان من واقع مشاهد في بعض الأحياء الشعبية في مكة المكرمة، ولا سيما في المدينة التي تجد معاناة كبيرة من شح المياه، كما ذكرت مسبقا، للضغط الكبير عليها من ضيوفها الأكارم الذين يأتون إما لأداء العمرة أو الحج، وهذا الشح في الماء يجعل هناك استغلالا كبيرا للمواطنين من وايتات الماء، كما أن الوقوف في وجه هؤلاء الذين يسحبون الماء من المساجد يجب أن يكون معنيا به كل مواطن، فالاهتمام ببيوت الله يجب أن يكون همنا جميعا ولا نترك ذلك فقط للإمام والمؤذن وحارس المسجد، فأحيانا قد لا يكونون متواجدين أو أنهم مهملون، فمسؤوليتنا تجاه بيوت الله تحتم علينا الانتباه لهذا الأمر، ونصح من يستغلون موارد المسجد من المياه وجلبها عبر وسائل مختلفة لبيوتهم، ويجب ألا يقتصر الأمر على هذا، بل لا بد الوقوف والإبلاغ عن كل من نرى أنه يعبث بكل محتويات المسجد، سواء المصاحف أو النوم في المساجد ليلا فقد يكون من يفعل ذلك صاحب فكر منحرف وضال، ويريد استغلال المسجد، وقد يكون له مآرب أخرى كسرقة شيء من المسجد، فالحذر مطلوب جدا، ولا بد من التنبه لهذا، كما أن مهمة مراقبي المساجد ومتابعتهم ينبغي أن تكون دائمة من أجل مصلحة بيوت الله، والمحافظة عليها، بعيدا عن متناول أيدي العابثين الذين يستغلون أي غفوة أو إهمال لتحقيق مآربهم السيئة، فلا بد أن يكون الوعي قائما ولفت نظر الأئمة والمؤذنين الذين يهملون في بيوت الله كمسؤولية ملقاة على عواتقهم.