أزمات توقف نمو الشركات: 4 عوامل داخلية شديدة التدمير و7 مخارج
واحد من أصعب الدروس التي يتعلمها أي قائد شركة هو مدى صعوبة تحقيق النمو المستدام. فتوقف النمو هو القاعدة وليس الاستثناء، حتى بالنسبة لأفضل الشركات من حيث الإدارة. ينطبق هذا بصفة خاصة على البيئات الاقتصادية التي يصعب التنبؤ بها، مثل تلك الظروف الاقتصادية التي نمر بها اليوم.
هناك سيناريوهان مختلفان لقصص نجاح الشركات الناشئة. في إحداها تكون هناك فكرة مبتكرة لدى أحد الشباب، يتمكن من توفير التمويل لها محققا نجاحا سريعا كبيرا متواصلا. وفي الثانية تكون الظروف صعبة ولكن بعد جهود مضنية تنطلق الشركة إلى معدلات نمو متواصلة لا تنقطع.إلا أن الأمر لا يكون هكذا دائما، حيث أثبتت الأبحاث أن 87 في المائة من الشركات الناشئة تصل إلى نقطة توقف النمو، وهناك 13 في المائة فقط تحقق نموا مستمرا في الأرباح. والمؤسف في الأمر أن نحو 90 في المائة من كل الشركات التي تمر بتوقف النمو ينتهي أمرها تماما ولا تستطيع أن تبدأ من جديد.يقدم ماكي في هذا الكتاب أسلوبا فريدا لفهم ما يحدث عندما يتوقف النمو، إذ أجرت شركته دراسة شملت 700 من الشركات التي سبق أن كانت من أسرع الشركات نموا في أعمالها التجارية في الولايات المتحدة. تمت هذه الدراسة بالتنسيق مع واحدة من الشركات الرائدة في مجال البحوث والاستشارات، تشمل الدراسة مجالات متنوعة مثل هيكل الشركة، والمنافسة، والعلامات التجارية، والإدارة المالية، والاستراتيجية. تتضمن قائمة القادة المستهدفين من الدراسة: الرؤساء التنفيذيين، الملاك، المديرين، المديرين التنفيذيين، ورؤساء مجلس الإدارة. قدمت المقابلات الشخصية مع أولئك الأشخاص قصصا مثيرة وتعليقات مهمة من مسؤولين تنفيذيين كانوا على خطوط المواجهة في أزمات النمو الحقيقية. يقدم ماكي معلومات مقنعة بشأن كيف ولماذا تضل الشركات طريقها، ويقدم نصائح عملية حول كيفية تنشيط النمو. يوضح الكتاب أن تباطؤ النمو غالبا لا ينتج عن تخبط الإدارة أو سوء الإستراتيجية، ولكن بسبب قوى السوق الطبيعية وديناميكيات الإدارة التي غالبا ما يصعب التعرف عليها.
يعرض الكتاب سبع خصائص ترتبط عادة بتوقف النمو والإجراءات التي يمكن اتخاذها حينها. تتضمن هذه القوى الخارجية التي سقطت ضحيتها الكثير الشركات: التقلبات الاقتصادية، تغيير الديناميكيات الصناعية، وزيادة المنافسة. ومع ذلك يشير الكتاب إلى أن هذه الظروف غالبا ما تصيب الشركات وهي غير مساعدة لها.
الأكثر إثارة للدهشة أن هناك أربعة عوامل داخلية شديدة التدمير تتآمر لإبقاء الشركات على مستوى منخفض من النمو، هذه العوامل هي: عدم وجود توافق في الآراء بين فريق الإدارة، فقدان الأعصاب، فقدان التركيز، وعدم اتساق الجهود التسويقية. يؤكد ماكي، أنه بغض النظر عما يحدث خارج المؤسسة، ما يحدث داخلها هو الأهم.