بورصة الكويت تتفاعل سلبا مع قانون سوق المال وتقود موجة هبوط جماعية للأسهم الخليجية
قادت بوصة الكويت موجة الهبوط الجماعية التي تعرضت لها أسواق الأسهم الخليجية وأفلتت منها سوق دبي في الساعة الأخيرة من التعاملات بعدما حولت مسارها من الهبوط كبقية أسواق الخليج إلى الارتفاع بنحو 0.73 في المائة بدعم من سهم إعمار الذي واصل تسجيل مستويات سعرية جديدة للعام الجاري.
وتعرضت بورصة الكويت لتراجع قوي بنسبة 1.5 في المائة متأثرة سلبا وعلى غير المتوقع بإقرار اللجنة المالية في مجلس الأمة لقانون هيئة سوق المال، إضافة إلى تداعيات صفقة بيع أسهم زين والجدل القانوني حول ملكية وحدتها في نيجيريا، كما هبطت بورصة الدوحة بنفس النسبة في حين جاءت نسب الهبوط في كل من سوقي أبو ظبي والبحرين بأقل من نصف في المائة وفي مسقط بأقل من ربع في المائة.
ومن الواضح حسب عدد من المحللين أن الأسواق تمر بمرحلة من التقلبات بين ارتفاع وهبوط تحت وقع تحركات المضاربين الذين يستغلون فترة الترقب التي تعيشها الأسواق حاليا لنتائج الربع الثالث كما يلاحظ أن الأسهم القيادية هي التي تؤثر في حركة المؤشرات سواء بالصعود أو الهبوط وهو ما شهدته سوق دبي فما إن عاد سهم إعمار للحركة الصعودية حتى دعم المؤشر لاسترداد خسائره والتحول للارتفاع في قيادت أسهم ثقيلة مثل زين هبوط البورصة الكويتية وسهما صناعات وقطر الوطني تراجع البورصة القطرية.
وقال لـ «الاقتصادية» هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلفمينا للاستثمارات البديلة أن الأسواق تتحرك بقوة دفع من الجو الإيجابي الذي يسود المنطقة والأسواق العالمية كما أن هناك قناعة لدى المستثمرين بأن الأسعار الحالية مغرية بالفعل، وأن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا في أداء الشركات مما يعني تحسنا أفضل في أسعار الأسهم.
ويضيف أن ارتفاع الأسعار يعني وجود سيولة تدخل للأسواق سواء من داخل المنطقة أو خارجها وهو ما يوفر الدعم للأسواق التي توفر بالفعل فرصا استثمارية مغرية لكنها فقط للراغبين في الاستثمار على المدى الطويل. وظلت سوق دبي لفترات طويلة من الجلسة تتعرض لعمليات بيع طبيعية بعد المكاسب القوية التي سجلتها خلال الجلسات الماضية، ولم تشهد السوق أية مفاجآت حيث واصل سهم إعمار دعم المؤشر في الارتداد الصعودي بعدما ارتد من الهبوط عند أدنى سعر 4.49 درهم إلى الارتفاع عند أعلى سعر 4.70 درهم وأغلق مرتفعا بنحو 2.8 في المائة إلى 4.69 درهم. وتباين أداء بقية الأسهم النشطة والقيادية حيث استقر سهم بنك الإمارات دبي الوطني صاحب الوزن الثقيل دون تغير عند 4.50 درهم وكذلك سهم دريك آند سكل عند 1.19 درهم في حين ارتفعت أسهم دبي المالي 3.5 في المائة إلى 2.65 درهم ودبي الإسلامي 0.3 في المائة إلى 3.31 درهم وأرابتك 1.6 في المائة إلى 3.63 درهم، وانخفض سهما دبي للاستثمار بنحو 0.70 في المائة إلى 1.43 درهم وشعاع كابيتال 1.3 في المائة إلى 2.14 درهم، وبحسب تقارير صحافية فإن إحدى شركات الاستثمار الأمريكية أقامت دعوى قضائية على «شعاع» في المحاكم الأمريكية تطالبها بنحو مليار إلى ملياري دولار فيما تقول «شعاع» إن حجم المطالبات لا يتجاوز مليوني دولار.
وخالفت سوق أبو ظبي مسار سوق دبي متعرضة لعمليات بيع من أسهم العقارات والبنوك بالتحديد وسط تداولات محدودة بقيمة 347 مليون درهم مقارنة مع أكثر من مليار درهم لسوق دبي.
وسجلت جميع أسهم العقارات تراجعا بقيادة سهم صروح 1.4 في المائة إلى 4.07 درهم ورأس الخيمة العقارية 1.1 في المائة إلى 88 فلسا، والدار 4 فلوس إلى 6.39 درهم، في حين ارتفع سهما الإمارات لقيادة السيارات وعمان والإمارات بالحد الأعلى 10 في المائة.
وتعرضت بورصة الكويت لحالة من البيع المكثف طالت جميع القطاعات المدرجة خصوصا قطاع الاستثمار الأكثر انخفاضا في وقت أقرت اللجنة المالية في مجلس الأمة قانون لهيئة سوق المال، وبحسب وسطاء ومحللين فإن السوق تفاعلت سلبا مع القانون كما ألقت تداعيات صفقة بيع أسهم زين بتداعياتها على السوق بعدما قالت مجموعة الأوراق المالية إن هيئة الاستثمار رحبت بعرضها شراء حصتها في زين.
كما أثرت الأخبار المتعلقة بدعاوى قانونية ضد الشركة حول شرعية ملكيتها لوحدتها في نيجيريا لتزيد من الضغط على السهم والسوق حيث فقد السهم 4.3 في المائة من قيمته إلى 1.340 دينار.
وبالنسبة نفسها هبط مؤشر البورصة القطرية الذي تخلى عن مستوى 7550 نقطة بضغط من تراجع كافة الأسهم الثقيلة خصوصا سهم صناعات قطر بنسبة 2.7 في المائة وسهم بنك قطر الوطني 2.3 في المائة ووسط تداولات ضعيفة بقيمة 330 مليون ريال من تداول 13.6 مليون سهم منها 7.6 مليون لأربعة أسهم هي السلام والمواشي والريان وناقلات.
وضغطت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات على مؤشر السوق البحرينية التي سجلت تعاملات متدنية بقيمة 161 ألف دينار من تداول 877 ألف سهم، ولم تشهد السوق سوى ارتفاع لسهم فنادق البحرين بنسبة 3.6 في المائة إلى 0.57 دينار.
وقاد سهم بتلكو موجة الهبوط في السوق مسجلا أكبر نسبة انخفاض 2.3 في المائة إلى 0.625 دينار والاستيراد 1.6 في المائة إلى 0.316 دينار والسلام 1.7 في المائة إلى 0.116 دينار والمصرف الخليجي 1.4 في المائة إلى 0.135 دينار وناس 0.74 في المائة إلى 0.268 دينار.
وجاء الضغط على سوق مسقط من أسهم الصناعة والبتروكيماويات التي تباين أداؤها بين ارتفاع وهبوط وسط بقاء التعاملات على نشاطها بقيمة 14 مليون ريال من تداول 31 مليون سهم.
وانخفض سهم عمان للكيماويات بنسبة قياسية 50.7 في المائة إلى 0.1 ريال والخليج للكيماويات 3.5 في المائة إلى 0.413 ريال وعمان كلورين 2.5 في المائة إلى 0.386 ريال. في حين ارتفع سهم جلفار الأكثر نشاطا من حيث القيمة والحجم بنسبة 3.6 في المائة إلى 0.664 ريال.