منظمة التجارة: الازدهار لم يحقق مزايا وظيفية تذكر في الدول الفقيرة
قالت منظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، أمس، إن الطفرة التي شهدتها التجارة العالمية على مدى العقدين الماضيين لم تؤد إلى تحسن في نوعية معظم الوظائف في الدول الأكثر فقرا.
ووجد التقرير المشترك - الذي قد تزيد نتائجه من صعوبة تقبل البعض لأي اتفاق عالمي جديد للتجارة الحرة - أن معظم العاملين في الدول النامية مازالوا يواجهون مشكلات انخفاض الدخل وعدم الاستقرار في العمل حتى في القطاعات المرتبطة بالصادرات.
وبينما نمت التجارة الدولية لتمثل أكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2007 مقابل أقل من 30 في المائة في منتصف الثمانينيات فإن عدد العمالة غير الرسمية ظل ثابتا أو حتى نما في الدول الأكثر فقرا. وقالت المنظمتان ومقرهما في جنيف «لم يؤد النمو القوي في الاقتصاد العالمي حتى الآن إلى تحسن مماثل في ظروف العمل ومستويات المعيشة للكثيرين».
وبوجه عام لا تدفع العمالة غير الرسمية في مجالات البناء والزراعة والتعدين ضرائب ولا يتمتع هؤلاء العمال بمزايا، مثل التأمين ضد العجز أو المعاشات. وقال التقرير إنهم مازالوا عرضة للأخطار الآن كما كانوا من قبل.
وقال باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية وخوان سومافيا مدير منظمة العمل الدولية في التقرير «حتى في الاقتصاد الرسمي، فإن عددا متزايدا من العاملين غير معلن عنه ويعمل في ظروف محفوفة بالمخاطر»، وقالا إن «هذه النتائج من المرجح أن تزداد سوءا نتيجة الأزمة المالية العالمية».
وعملت حكومات الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية البالغة 153 دولة لثماني سنوات على التوصل إلى اتفاق جديد للتجارة الحرة يختتم جولة الدوحة هو ما من شأنه أن يفتح الأسواق العالمية أمام بضائع وخدمات عن طريق تخفيض الرسوم الجمركية والغرامات الأخرى التي تفرض على الحدود.
ومن شأن الاتفاقية التي بدأت مفاوضاتها في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2001 أن تخفض أيضا الدعم الذي تدفعه الدول لحماية عمال المزارع والمصانع بها من المنافسة الخارجية. لكن اقتصادات كبيرة مثل الهند والصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أبدت تحفظات بشأن ذلك ما جعل الاتفاقية التي تتطلب إجماعا كاملا بعيدة المنال.
وأقر تقرير أمس الإثنين بأن النمو الذي أعقب جولات محادثات منظمة التجارة والعديد من الاتفاقات الثنائية والإقليمية الأخرى صب بالأساس في مصلحة العمال المهرة ولم يحقق سوى مكاسب ضئيلة لمن يقومون بأعمال تتطلب قوة بدنية.