مأزق قانون النفط العراقي يعوق الشركات الصغيرة

مأزق قانون النفط العراقي يعوق الشركات الصغيرة

قالت مسؤولة أمريكية كبيرة إن من المستبعد أن يعوق فشل العراق في إقرار قانون الطاقة المؤجل نشاط شركات النفط الكبرى في بلد تحفه المخاطر بالفعل لكنه قد يعطل الاستثمار في الحقول الصغيرة.
وقالت باتريشيا هاسلاك التي تشرف على الجهود الأمريكية للمساعدة في إنعاش الاقتصاد العراقي في مقابلة إن «قانون النفط والغاز العراقي مهم بالتأكيد لكنه ليس حاسما بالنسبة لشركات الطاقة الكبرى». سيكون حاسما إذا أراد (العراق) تطوير حقول صغيرة لأن الشركات الصغيرة هي التي قد تأتي إلى محافظة من المحافظات وتختار حقلا يدور إنتاجه بين 35 ألفا و40 ألف برميل يوميا. تلك الشركات هي التي تحتاج إلى حماية أكبر ومناخ عمل تقليدي بدرجة أكبر».
وتشتد حاجة العراق إلى النقد الأجنبي لتطوير قطاعه النفطي الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث حجم الاحتياطيات لكنه غير قادر على نفض آثار عقود من الحرب والعقوبات والتدهور الذي حل منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وكان من المفترض أن تؤدي الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين الذي أمم صناعة النفط وطرد الشركات الأجنبية إلى تدفق شركات النفط الكبرى على العراق لتضعه على قمة المصدرين. لكن معظم الشركات أحجمت عن العمل في العراق خلال سنوات العنف والفوضى منذ 2003، إذ عانت صناعة النفط المحلية من هجمات متكررة من جانب المسلحين وكافح المسؤولون لمجرد إعادة الإنتاج إلى مستويات ما قبل الغزو. ومع تراجع وتيرة العنف بشكل كبير في الآونة الأخيرة دعت وزارة النفط بعض شركات الطاقة الكبرى في العالم للتنافس في جولتي ترسية عقود للفوز بصفقات لأهم حقول النفط الواعدة. وتعد مؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي» التي تنقب عن النفط بالفعل في حقل الأحدب جنوب شرق العراق هي الشركة الأجنبية الوحيدة التي تدير حقلا في العراق خارج منطقة كردستان شبه المستقلة. وتعمل شركتا رويال داتش شل وميتسوبيشي على إبرام صفقة غاز في جنوب العراق. وأعطى العراق موافقته المبدئية هذا الأسبوع على عقد فازت به شركتا «بي بي» و»سي إن بي سي» لتطوير حقل الرميلة العملاق وهو العقد الوحيد الممنوح في جولة العطاءات الأولى.
من جهة ثانية، قال مسؤول في قطاع النفط أمس إن وزارة النفط العراقية تدرس عروضا معدلة بخصوص حقل نفط غرب القرنة من «اكسون موبيل» و»لوك أويل» وإنه من المتوقع أن تقدم شركة توتال عرضا جديدا. وقال عبد المهدي العميدي نائب المدير العام لإدارة العقود والتراخيص في وزارة النفط، إن «ايني» قدمت عرضا جديدا لحقل الزبير وهو حقل نفط آخر لم تفز به أي شركة في مزاد طرحته الوزارة في حزيران (يونيو). وبشكل منفصل نقل متحدث باسم الوزارة عن وزير النفط حسين الشهرستاني قوله إن استثمارات الشركات الأجنبية في الحقلين إلى جانب حقل الرميلة العملاق ستجلب إلى العراق 100 مليار دولار. وقال المتحدث عاصم جهاد إن الوزير توقع أن يصل إنتاج الحقول الثلاثة مجتمعة إلى سبعة ملايين برميل يوميا في غضون ست سنوات.

الأكثر قراءة