شباب وفتيات يطلقون حملة لتنظيف المساجد على الطرق
عندما تلقي نظرة سريعة وخاطفة على عدد من المساجد المصطفة في الطرق التي تربط بين المدن السعودية أو حتى بين الأحياء في بعض الأحيان، فأنت لا تتعب كثيرا في معرفة مستوى النظافة والعناية بهذه المساجد، فمنظرها المؤسف يدفعك دفعا للألم، وربما حاولت أن تصلح مالا يمكن إصلاحه، ولو بجزء يسير.
هذه الصورة المؤلمة وغيرها دفعت أعدادا كبيرة من الشباب، شكلوا فرقا تطوعية، أطلقوا على أنفسهم اسم (شباب المملكة)، وانطلقوا يجوبون شوارعها، بحثا عن أعمال تطوعية، وكانت هذه المرة، المساجد هي الهدف المقصود، ليطلقوا حملة تطوعية أسموها (معا.ً.. للعناية بالمساجد3).
#4#
وطبقا لما أفاد به مؤسس المجموعة وجدي خياط فهذه هي السنة الثالثة على التوالي، ويتولى خياط الحديث عن حجم استعدادات الحملة فيقول: قدم الشباب والفتيات ترشيحهم للمشاركة في هذه الحملة ووصل العدد إلى 50 شابا و20 شابة، حيث تختص الفتيات بتنظيف المصليات النسائية والتي تكون عادة ملحقة بالمساجد، وكانت الخطة تستهدف ما يقارب 75 مسجدا وتنظيفها خلال 15 يوما، وبعد توزيع المهام على أفراد المجموعة، انطلق كل فريق وهو يحمل معه فكرة كبيرة عن حجم الأجر الذي سيحصل عليه، فتنظيف مسجد الله، يعد شرفا حقيقيا ووساما يضعه كل أعضاء الفريق، وكما قلت سابقا إن هذه الحملة تقام للمرة الثالثة على التوالي، ونتمنى أن تنتشر هذه الفكرة عند كل الشباب في أنحاء المملكة، ويبادروا إلى تطبيقها، فمساجد الله عز وجل تستحق منا أن نبذل كثيرا من الجهد.
وعن المساجد المستهدفة في الحملة أكد الخياط أن حصر هذه المساجد يصعب كثيرا فعددها كما أسلفت يربو على 75 مسجدا، لكن من أشهرها جامع العناني في الكورنيش وجامع الملك عبد العزيز وجامع البر، وبالتأكيد مساجد الخطوط السريعة سواء على طريق المدينة إلى جدة والعكس وكذلك مكة إلى جدة والعكس أيضا.
وقدم الخياط شكره إلى إدارة مجموعة العيسائي لتقديمها الدعم اللازم فقد منحتهم ما يقارب 200 موظف وقامت مشكورة بتحفيزهم للعمل التطوعي ودعمنا في هذا الشهر الفضيل.
وحول ما يقوم به الفريق تحديدا من أعمال، يقول الخياط: أما ما يقوم به الفريق من أعمال فهي بالتحديد تنظيف دورات المياه وساحات المسجد إن وجدت، كذلك تنظيف سجادات المساجد والشبابيك ومنابر الجمعة، وكل ما يتعلق بالمسجد تقريبا، ولدينا ضمن خطتنا أن نستبدل بعض صنابير المياه غير الصالحة، بأخرى جيدة ونبحث عن تاجر يوفرها لنا ونحن نتولى تركيبها، كما نتوق إلى الحصول على موافقة عدد من المقاولين ليعملوا بشكل تطوعي، للإشراف وتولي مسؤولية إعادة تأهيل بعض المساجد، التي وصلت إلى حالة يرثى لها.
#5#
وفي الصدد ذاته، أوضح مكي حداد أمين المجموعة أن النادي نظم لهذا الشهر الكريم السفرة الرمضانية الثالثة وهي أيضا للموسم الثالث على التوالي، حيث كان الموسم الأول عشرة أمتار والموسم الثاني 20 مترا وهذا الموسم 30 مترا، والمقصود بالطول هو عدد الأشخاص المستهدفين بالحضور، حيث يشهد كل عام تزايدا ملحوظا، وهي صورة تبرز كثيرا لتحديد ملامح التعاون والتواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان المبارك.
#2#
فكرة رائعة
من جهته، أيد الشاب محمد الحبشان (ناشط في مجال التطوع) هذه الفكرة، وقال: تظل فكرة رائعة ورائدة في العمل التطوعي، وهي من الأعمال غير المألوفة أحيانا في مجتمعات أخرى في بلد مثل السعودية، لكن من خلال نقل الصورة، ستكون فرضية تطبيقها في أنحاء المملكة أمرا مطلوبا وملحا، وهي بالتأكيد فرصة كبيرة لكي ينال الشاب الأجر من الله، وكذلك خوضه تجربة العمل التطوعي، وأشار الحبشان إلى ضرورة تبني مثل هذه الحملات، ومحاولة تقديمها كنموذج لما ينبغي عليه أن يكون الشباب، فبدلا من التسكع في الشوارع وأذية المارة، عليهم أن يبادروا إلى عمل تطوعي كهذا أو غيره، وحول مدى نجاح مثل هذه الفكرة ودخولها حيز التطبيق في مدن المملكة المختلفة، أكد الحبشان أن النجاح مرهون بمدى حماس الشباب، واقتناعهم بالفكرة، وتطوعهم لتقديم مثل هذا العمل الخيري، وساق الحبشان تجربته من خلال نادي القراءة في جامعة الملك سعود، ووصف العمل الذي كان عليه أعضاء النادي من التفاني في خدمة أهداف اللقاءات، والسباق المحموم نحو تقديم الخدمات للآخرين، وأن تجربته تعد برهانا على إمكانية نجاح تجارب أخرى لشباب يمكنه أن يغير كتابة هدفه، وخطته من الحياة.
#3#
وأيد الشيخ محمد صالح المنجد الأعمال التطوعية واعتبرها ذات أساس في الدين الإسلامي، وهناك أمثلة كثيرة لهؤلاء المتطوعين في السيرة النبوية، ولعل المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد، والتي ظهرت مكانتها عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، عندما وافتها المنية، وتوبيخه - عليه الصلاة والسلام - الصحابة لأنهم دفنوها دون أن يعلموه، بل سارع النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى قبرها، فصلى عليها ودعا لها، ولعل في هذا الموقف النبوي الكريم، تحفيزا لمثل هؤلاء المتطوعين، وطالب الشيخ المنجد إلى ضرورة تحقيق الجودة في مثل هذه الأعمال التطوعية، ولا يكون مجرد التطوع مسوغا للتساهل في تجويد العمل وتقديمه بشكل مناسب، وحول الأعمال التطوعية المنتشرة والتي تنظمها جمعيات متعددة، قدم فضيلته اقتراحا مباشرا لمثل هذه الجمعيات، بالتواصل فيما بينها، وتوحيد الجهود خاصة أن بعض هذه الأعمال تكون متفقة في الأهداف والتوجهات، فيكون من المناسب الاتحاد، لتقليل التكلفة، وتجويد العمل أكثر فأكثر.