تقرير: النفط يبقى حبيس النطاق السعري رغم ضعف الدولار .. والغاز الطبيعي يتعافى
من جديد، كان الدولار الأمريكي - الذي وصل إلى انخفاض قياسي جديد لسنة 2009 أمام اليورو - علاوة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 - الذي حقق ارتفاعا قياسيا جديدا لسنة 2009 - هما المحركان الرئيسان لأسواق السلع.
وبعد مرور عام كامل على انهيار بنك ليهمان، نجد السوق مملوءة بما كانت تفتقر إليه منذ عام مضى، ألا وهو السيولة، حيث تواصل هذه السيولة البحث عن فرص استثمارية كما ساعدت على دفع سعر صرف الدولار الأمريكي إلى أسفل خلال الأسبوع الماضي عندما حققت السلع والعملات الأخرى ذات المخاطر الأكبر مكاسب طيبة. كما شهدت هذه البيئة المناسبة من حيث المخاطر تحقيق أسواق الأسهم ارتفاعات قياسية جديدة في ضوء عودة الشهية إلى عمليات الاندماج وأنشطة عروض الأسعار. وقال أمس الأول هانسن الخبير في «ساسكو بنك» في تقرير حول أسواق السلع، أخفق النفط الخام في كسر نطاقه الذي مضى عليه فيه ثلاثة أشهر. وقد أنهى النفط الخام هذا الأسبوع بنبرة ضعيفة نسبيا بعد أن أدت التحركات السعرية يوم الجمعة إلى خسارته 5.5 في المائة خلال الساعات القليلة الأخيرة من التعاملات. وربما كان السبب الرئيس من وراء البيع هو الإحساس بخيبة الأمل لأن هذه العوامل الإيجابية فشلت في دفع السوق إلى الارتفاع.
وأصبح التعامل ضمن النطاق هو الاستراتيجية المفضلة على مدى الثلاثة الأشهر الأخيرة، وفيما يبدو فإن هذا الوضع عازم على الاستمرار لفترة أطول قليلا، مما يترك النفط الخام تسليم تشرين الأول (أكتوبر) عالقاً بين 66.50 و75.25 دولار للبرميل. ويمكن الحصول على مقاومة إضافية عند مستوى 72.90 دولار للبرميل، في حين أن أي تجاوز لهذا النطاق دون مستوى 66.50 دولار للبرميل من شأنه أن يستهدف مستوى 64.70 دولار للبرميل. ويضيف التقرير: واصلت المخزونات العالمية انخفاضها، وإن كان ذلك بوتيرة شديدة البطء، في حين أبقت منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبك» على أهدافها الإنتاجية دون تغيير وأعربت عن رضاها عن مستويات الأسعار الحالية. ولا يشير هذا إلى حدوث ارتفاع في الأسعار خلال الشهرين المقبلين، ونحن مازلنا نخشى ألا يتمكن الارتداد، الذي شوهد بالدرجة الأولى في البرازيل وروسيا والهند والصين دون غيرها، من دعم حدوث ارتفاع في الأسعار. وتعافى الغاز الطبيعي الأسبوع الماضي حيث حقق عقد تشرين الأول (أكتوبر) حركة تصحيحية retracement بنسبة 50 في المائة تراوح بين 4.42 و2.41 دولار أمريكي للمليون وحدة حرارية بريطانية لا لشيء إلا ليصادف موجة أخرى من البيع. وقد اتخذ المتعاملون مراكز قصيرة قبل تدوير الصناديق (مراكز طويلة فقط)، الذي يبدأ في 14 أيلول (سبتمبر)، واضطروا إلى التدافع بحثاً عن غطاء مع ارتفاع السوق بقوة يوم الخميس الماضي بعد أن أظهرت بيانات التخزين الأسبوعية تراكماً أقل من المتوقع. وقد تركت هذه التصفية الآن السوق معرضة للانخفاض من جديد، حيث إن التدوير والبيع الفوري سوف يؤثران في السوق هذا الأسبوع. من ناحية تقنية، يعتبر الدعم عند مستوى 2.91 دولار هو الدعم المهم الوحيد الذي يقف في طريق محاولة أخرى لبلوغ الانخفاضات القياسية الأخيرة. ومع اقترابنا من نهاية عقد تشرين الأول (أكتوبر) في 28 أيلول (سبتمبر)، مازال خطر الانخفاض طاغياً إلا إذا رأينا استمرار تراكم المخزون في التباطؤ. وأوصيكم الآن بإبقاء عيونكم مفتوحة على شاشاتكم يوم الخميس المقبل الساعة 14.30 بتوقيت جرينتش.
وشهد الذهب تعاملات قرب مستوى 1000 دولار للأوقية خلال الأسبوع الماضي بأكمله حيث أخفق في التحرك أعلى من ذلك في ضوء استمرار سعر صرف الدولار في الضعف. وهناك شعور في السوق بأن هذا التحرك حدث في الوقت غير المناسب وأنه جاء - في المقام الأول - مدفوعا برهانات المضاربين في قسم كومكس في بورصة نيويورك التجارية. وبلغ مركز المضاربة الطويل في كومكس ارتفاعاً قياسياً جديداً، وهو أعلى منه عندما كان الذعر يسيطر على السوق في شباط (فبراير) من العام الجاري وكان شراء الملاذ الآمن حديث الجميع.
ويبدو أن ضعف سعر صرف الدولار كان المحرك الرئيس خلال هذه الجولة الزمنية حيث كان الاستعداد للمخاطر وأسواق الأسهم يشهدان ارتفاعا. ومن منظور تقني، نوصي بالاستمرار في المراكز الطويلة حاليا، ولكن مع إبقاء عيونكم مفتوحة على الدولار الأمريكي والدعم عند مستوى 974.30 دولار لأوقية الذهب تسليم كانون الأول (ديسمبر). وتواصل أسواق الحبوب الأمريكية معاناتها، إذ من المتوقع أن يحقق محصول فول الصويا المقبل إنتاجاً مرتفعاً قياسياً وأن يحقق محصول الذرة إنتاجاً شبه قياسي. خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سوف تملي نشرة الأحوال الجوية في منطقة الغرب الأوسط اتجاه أسعار المحاصيل، ونوصي على الأخص بترقب أي توقعات بحدوث صقيع حيث إن السوق جاهزة لحدوث ارتداد ولكنها تجد صعوبة في ذلك بسبب التوقعات المتعلقة بالإمدادات. وتشكل الأخبار الحالية الآتية من الصين تأثيرات قوية في الأسواق، حيث أشارت التقارير إلى أنها تعاني جفافا شديدا في أجزاء من المناطق المنتجة للذرة وتترافق مع هذا توقعات بحدوث انخفاض في إنتاج الحبوب مما يزيد احتمال اضطرار الصين إلى زيادة وارداتها مما يساعد بالتالي على دعم الأسعار عالمياً.