الإطارات تهدّد بتفجير حرب تجارية بين واشنطن وبكين
ظهرت بوادر حرب تجارية جديدة بين واشنطن وبكين، حيث فرضت أمريكا رسوما جمركية على وارداتها من الإطارات المصنعة في الصين، وهي ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن مثل هذا الإجراء إذ سبق خطوات مماثلة تخص الصلب والمنسوجات وغيرها، مستندة في ذلك إلى أن الصادرات الصينية مدعومة وأن اليوان مقوم بأقل من قيمته وبالتالي فإن الصادرات القادمة من الصين تباع بأسعار متدنية.
وأمام ذلك، قال البيت الأبيض إن القرار الأمريكي بفرض رسوم إضافية كبيرة على واردات الإطارات من الصين تهدف إلى تنفيذ اللوائح التجارية وليس إلى إثارة حرب تجارية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية ''يتعلق هذا الأمر ببساطة بتنفيذ اللوائح وإيجاد نظام تجاري يعتمد على تلك اللوائح ويكون عادلا للجميع''.
وقبل أقل من أسبوعين على اجتماع القوى الاقتصادية العالمية في بيتسبرج لمناقشة جهودهم لمساعدة الدول على التعافي من الركود العالمي يهدد الخلاف بشأن الإطارات بأن يلقي بظلاله على الاجتماع، لكن رغم الانتقاد الحاد من الصين قال البيت الأبيض إن الرسوم الجديدة لن تخاطر بإثارة حرب تجارية مع واحد من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وقال جيبز ''لكي تكون التجارة مجدية للجميع يجب أن تكون قائمة على العدالة واللوائح''، وأضاف ''نحن ببساطة ننفذ تلك اللوائح ونتوقع أن يفهم الصينيون تلك اللوائح''.
وستسري الرسوم الجديدة البالغة نسبتها 35 في المائة اعتبارا من 26 أيلول (سبتمبر) علاوة على الرسم الحالي البالغة نسبته 4 في المائة، وسينخفض الرسم الإضافي إلى 30 في المائة في السنة الثانية و25 في المائة في السنة الثالثة.
وهاجمت الصين القرار الأمريكي ووصفته بأنه نظام حماية جمركية صارخ يبعث برسالة خطأ قبل الاجتماع المقبل لقمة مجموعة العشرين ويجازف ''بسلسلة من ردود الفعل'' التي يمكن أن تبطئ الانتعاش الاقتصادي.
وقال ياو جيان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت أمس الأول بعد ساعات من إعلان إدارة الرئيس باراك أوباما هذه الخطوة إن ''الصين تدين بقوة هذا العمل الخطير من أعمال الحماية التجارية من قبل الولايات المتحدة''.
من جهة أخرى، قال مسؤول مصرفي صيني كبير إنه على الرغم من علامات التعافي إلا أن الاقتصاد لا يزال هشا ولا تزال هناك حاجة إلى السيولة، وطمأن تشو مين نائب محافظ بنك الصين ثالث أكبر بنوك البلاد المدرجة في حديث لصحيفة ''تشاينا ديلي'' الصينية قادة الأعمال من الداخل والخارج إن السيولة لن يتم سحـبها بتهور واندفاع هذا العام.
وألمح تشو في وقت سابق إلى أن تغيرا دراماتيكيا في الإقراض في النصف الثاني من هذا العام ليس مرجحا بعد عروض الائتمان الهائلة في أول ستة أشهر. وقالت الصحيفة إن ثقة تشو بالاقتصاد الصيني تكمن إلى حد كبير في حزمة تحفيز الأربعة تريليونات يوان (نحو 586 مليار دولار) التي أقرتها الحكومة العام الماضي التي تدعم البناء في سكك الحديد ومحطات الطاقة النووية والمرافق الحضرية.