ماذا يفعل رئيس «ليمان» وزوجته.. بعد ضرب الاقتصاد العالمي في مقتل؟

ماذا يفعل رئيس «ليمان» وزوجته.. بعد ضرب الاقتصاد العالمي في مقتل؟
ماذا يفعل رئيس «ليمان» وزوجته.. بعد ضرب الاقتصاد العالمي في مقتل؟

أنت لا تحمل سلاحا .. هذا أمر طيب. هكذا استقبل ريتشارد فولد الرئيس التنفيذي السابق لبنك ليمان براذرز صحافي «رويترز» الذي تمكن من الوصول إليه في منزله الريفي بجوار أحد الأنهار ووسط منحدرات تغطيها الأشجار في بلدة كيتشوم بولاية ايداهو يوم الجمعة الماضي.

وبدا الرجل الذي شوهت سمعته بسبب انهيار بنك ليمان براذرز قبل عام تقريبا وما تبعه من أزمة اقتصادية عالمية مهموما ولكن لم تسحقه الضغوط مع اقتراب ذكرى انهيار البنك.

وأشار فولد إلى أنه غير مرتاح للحديث مدافعا عن نفسه ويرجع ذلك جزئيا للقضايا التي تنظر حاليا إلى جانب شعوره بان العالم غير مستعد للاستماع بعد. وقال هل تعلم الذكرى تقترب.. هوجمت وأهنت وسوف يحدث ذلك مرة أخرى. يمكني أن أتعامل مع ذلك. دعهم يصطفون.

وأكد فولد مرة أخرى قلقه بشأن ما سوف يقال أو يكتب عنه في الأيام السابقة
على 15 أيلول (سبتمبر) الذي يوافق الذكرى الأولى لانهيار ليمان براذرز ولكنه أكد أيضا قدرته على تجاوز ذلك.

وقال يبحثون عن شخص يحقرونه الآن. أنا أتدري ماذا يقولون.. هذا أيضا سيمر.

وتولى فولد 63 عاما قيادة ليمان في عام 1994 حين كان يعاني مشاكل وأعاد بناءه ليصبح رابع أكبر بنك استثمار أمريكي وقوة كبيرة في وول ستريت فأثارت إليه الرهن العقاري المصرفي الضخمة والمربحة التي أرساها حسد المنافسين بل وقلق جولدمان ساكس .

#2#

واضطر البنك إلى رفع أضخم قضية إشهار إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة بعدما أثقلت كاهله أصول خاسرة وفقد ثقة المستثمرين فيما فشلت الحكومة الأمريكية ومجلس الاحتياطي الاتحادي في العثور على مشتر، وقررا عدم التقدم بخطة لإنقاذ البنك.

وتعرض فولد للإهانة أمام لجنة تابعة للكونجرس في تشرين الأول (أكتوبر) في الوقت الذي تراجعت فيه أسواق الأسهم تراجعا حادا ووصفه أحد الساسة بأنه رمز للشر، وهتف محتجون مطالبين بإيداعه السجن، وغاب عن الأضواء منذ ذلك الحين.

ويوم الجمعة في كيتشوم أبدى فولد استعداده للحديث ولكنه لم ير فائدة من ذلك. وقال لا أحد يريد الاستماع، الحقائق موجودة ولكن ما من أحد يريد سماعها بصفة خاصة مني.
وبدا الحزن على وجه ونبرات صوت الرئيس التنفيذي السابق الذي أطلق عليه اسم الغوريلا لما تميز به أسلوب عمله من ضراوة وترهيب وهو يسير مع الزائر الذي هبط عليه فجأة خارج منزله الواقع بجوار نهر وسط جبال روكي.

ورفض فولد التحدث عن عمله الحالي إلا أن أصدقاء ومعارف قالوا إنه بدأ شركة استشارات خاصة باسم ما تريكس ادفيزورز مقرها نيويورك كما يقوم ببعض الأعمال لشركة الفاريز ومرسال لإعادة الهيكلة بهدف المساعدة في إنهاء معاملات ليمان حسبما ذكرت مصادر.

وورد اسم الرئيس التنفيذي السابق في نحو 40 دعوى قضائية مختلفة منذ إفلاس ليمان ورفع معظمها مدن وصناديق معاشات تقاعد زعمت أنه وغيره من المسؤولين التنفيذيين في ليمان براذرز قادوها للدخول في استثمارات سيئة.

ورفع عاملون سابقون في ليمان براذرز أكثر من 12 دعوى زاعمين أن المسؤولين التنفيذيين في البنك سمحوا باستثمارات غير حكيمة من جانب برامج الادخار للعاملين في أسهم البنك.

وفولد واحد من 12 مسؤولا تنفيذيا في ليمان براذرز استدعوا أمام ثلاث لجان خاصة مكلفة بالتحقيق في انهيار البنك. وأحجم فولد عن التعليق على وضع هذه التحقيقات.

ولم يكن فولد محصنا ضد التأثير المالي للانهيار ويقدر أنه خسر أكثر من مليار دولار حين هوت أسهم ليمان وباع فولد وزوجته كاثي عقارات فخمة وقطعا فنية غالية في الأشهر التي أعقبت إفلاس البنك.

وباع الزوجان شقتهما في بارك افنيو في نيويورك مقابل 25.87 مليون دولار في آب (أغسطس) وكان قد اشترياها بمبلغ 21 مليون دولار في كانون الثاني (يناير) 2007 واجريا فيها تجديدات تكلفت ملايين الدولارات.

وقال مصدر مقرب من الزوجين إن كاثي التي كثيرا ما كانت تشاهد تتسوق في متاجر مثل هيرميس حيث تشتري حقائب وأوشحة ببضعة آلاف دولارات للقطعة الواحدة لم تشاهد في مثل هذه المتاجر في الأشهر القليلة الماضية.

وقال المصدر ربما يخفضان نفقاتهما أو ربما لا تريد أن يراها أحد تنفق أموالا لذا ربما كانت تكلف آخرين بالتسوق نيابة عنها. وباعت كاثي وهي عضو في مجلس أمناء متحف الفن الحديث واشتهرت بحبها للوحات مالا يقل عن 16 لوحة لفنانين أمثال أرشيل جوركي وبارنيت نيومان مقابل نحو 13.5 مليون دولار.

وخلال الفترة نفسها انسحب فولد من مجلس إدارة مؤسسة روبن هود التي تدعم جماعات مناهضة للفقر في نيويورك والشراكة من أجل نيويورك سيتي وهي شبكة للتنمية الاقتصادية وغيرهما.

ويقول بول أسايانتي الذي كان يلعب الاسكواش مع ريتشارد فولد والتنس مع زوجته كاثي على مر الأعوام إنه لم يغلب ولا مباراة اسكواش واحدة منذ انهيار ليمان براذرز.

كذلك لا يستأجر طائرات خاصة لرحلاته إلى ايداهو بل يستقل طائرات شركة دلتا إير حسب قول سكان كيتشوم وهي بلدة صغيرة من سكانها المعروفين أيضا الممثل توم هانكس، كما دفن فيها الكاتب ارنست هيمنجواي.

وبالفعل عاد فولد إلى نيويورك في وقت مبكر من صباح الأحد على متن رحلة لشركة دلتا وكان صحافي «رويترز» معه على متن رحلته من هايلي في ايداهو إلى سولت ليك سيتي في يوتا التي استقل منها الطائرة إلى نيويورك.

وعلى متن الطائرة كان يقرأ كتاب ديفيد ويسيل نثق في مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يعرض دور مجلس الاحتياطي في الأزمة المالية وشوهد يضع خطوطا تحت فقرات معينة.

ويحقق الكتاب من بين أمور أخرى في أسباب عدم إنقاذ السلطات الأمريكية ليمان، بينما كانت مستعدة لإنقاذ شركة التأمين العملاقة مجموعة التأمين الأمريكية أيه.أي. جي.

وحين سئل عن رأيه في الشخصيات التي اتخذت هذا القرار وهم وزير الخزانة السابق هنري بولسون ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي ووزير الخزانة الحالي تيموثي جايتنر طلب من الصحافي أن يقرأ الكتاب ويعود لشهادته أمام الكونجرس.
وقال فولد أمام لجنة من الكونجرس أنه سيتساءل حتى يذهب إلى قبره لماذا لم تنقذ الحكومة شركته كما ساعدت آخرين.

وفي شهادته ألقي مسؤولية انهيار ليمان على سلسلة من التطورات من بينها بيع على المكشوف بشكل ينم عن استغلال وشائعات كاذبة وخفض وكالات تصنيف ائتماني تصنيف البنك وفقد ثقة العملاء والمتعاملين معه. وتقريبا أجمع كل العاملين في ليمان براذرز في لقاءات صحافية أنهم لا يزالون محطمين بسبب انهيار البنك الذي ظل يعمل على مدار 158 عاما وأعربوا عن شعور بالصدمة تحول إلى شعور بالمرارة لترك الحكومة ليمان ينهار بينما ساعدت على اندماج بير ستيرنز وميريل لينش ودعمت أيه.أي.جي وأنقذت جولدمان ساكس ومورجان ستانلي.

وقال مسؤول تنفيذي عمل مع فولد عن قرب ما كان ينبغي لهم أن يدعونا نشهر إفلاسنا. كان مجرد خطأ كبير وهائل.

بينما هناك من يدافع عن فولد ألف لورانس مكدونالد نائب رئيس ليمان براذرز للديون المتعثرة والتعاملات في الأسهم القابلة للتحويل سابقا كتابا عن انهيار ليمان بعنوان فشل ذريع للفطرة السليمة ووصف فيه فولد بأنه متعجرف وغير مسؤول.

وصرح مكدونالد في مقابلة مع رويترز يتبنى فولد موقفا دفاعيا. يلوم الأسواق ومن يبيعون على المكشوف. الحقيقة أن أشخاصا أكفاء حذروه أكثر من مرة ولم يستمع.

ويضيف أنه لا يزال هناك الكثير من الغضب في المجتمع تجاه فلود. وفي حديث مع صحافي «رويترز» في اليوم التالي في مطار سولت ليك سيتي وصف فولد كتاب مكدونالد بأنه افتراء محض وأضاف أتدري لم يغادر ديك مكتبه قط. حسنا كنت أغادر مكتبي ..كنت أغادر مكتبي كثيرا. ويضيف لست انهزاميا. أؤمن بأن من على حق سيفوز في النهاية. أؤمن بذلك.

الأكثر قراءة