طرق استهلاك المعلومات والاستفادة من شبكات الإنترنت الاجتماعية
في دراسة مثيرة لعلم الاقتصاد السلوكي، يكشف الكتاب أن الاتجاهات التوحدية نحو التصنيف والتخصص والتقسيم إلى فئات يمكن أن تستخدم كوسيلة لفهم طريقة استخدام الناس للمعلومات. قضى مؤلف الكتاب تايلور كوين الكثير من الوقت في محاولة محو الوصمة الاجتماعية للمصابين بمرض التوحد، مؤكدا أن المجتمع عموما يمكنه أن يجني فوائد محاكاة نقاط القوى المعرفية للمتوحدين.يعد الكتاب دليلا أساسيا للنجاح في عصر المعلومات المتصلة على الشبكات. ففي هذا العصر، بكل منتجاته التكنولوجية، يغرقنا فيض المعلومات والقدرات الخيالية على التواصل، إلا أنه لا يتسم بالمنطقية أو التعقل. والطريقة الوحيدة للمعرفة فيه هي فهم كيفية تغير الطريقة التي نفكر بها.
فكما يوضح الكتاب، تغيرت الطريقة التي نفكر بها في العصر الحديث بسرعة أكبر من سرعتها في التغير على مر العصور السابقة، فلم يحدث منذ عصر الثورة الصناعية أن كان لأحد مخترعات الإنسان (وهو شبكة الإنترنت في حالتنا هذه) مثل هذا التأثير الهائل في الطريقة التي تعمل بها عقولنا وقدراتنا البشرية. يؤكد الكتاب أننا نقسم المعلومات الثقافية إلى مجموعة من القطع القصصية الصغيرة التي نستدعيها ونعيد استدعاءها مرارا وتكرارا في عقولنا (وعلى أجهزة الكمبيوتر) لتوفر لنا احتياجات معينة.
يوضح الكتاب كيف أن الجيل الثالث من شبكة الإنترنت سيكون مفيدا للغاية، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة صارت ضرورية وأنه يمكن للإنترنت الإسهام في تحسين التعليم والارتقاء بالأنشطة السياسية والأدبية والفلسفية. يرى مؤلف الكتاب أن العقل البشري يكتسب باستمرار معلومات يتقلص حجمها شيئا فشيئا ويتم توصيلها أسرع متواكبا مع التقدم التكنولوجي، وكلما تلقى الناس معلومات أكثر كلما صاروا أكثر توقا للمزيد من المعلومات وهو ما يتيح لهم تحقيق المزيد من طموحاتهم وأهدافهم. يوضح الكتاب ملاحظاته التحليلية برسوم لنظام الأرشفة العقلي في المخ البشري لمساعدة القراء على فهم الاستهلاك الجماعي للمعلومات. يقدم الكتاب سببين لطريقة الناس في عصر الإنترنت في استهلاك المعلومات:
* السبب الأول اقتصادي: فعندما تصير الثقافة مجانية على بعد ضغطة بالفأرة يميل الناس إلى أخذ زهرة من كل بستان؛ قطعا صغيرة من المعلومات من هنا وهناك. وعندما يكون الوصول إلى المعلومات شاقا يميلون إلى استهلاك المعلومات بكميات كبيرة.
* السبب الثاني هو التحفيز العقلي والفكري الذي نمر به عند تجميع فيض من قطع المعلومات. يشير مؤلف الكتاب لهذه العملية بوصفها ''الجمع الذاتي اليومي للتجارب الاصطناعية''، فبالنظر إلى حصيلة المعلومات التي يجمعها مستخدم الإنترنت في جلسة واحدة قصيرة يكون قد زار فيها مثلا أحد المواقع الإخبارية وموقع للتواصل الاجتماعي وفتح فيه صندوق البريد الخاص به. هذه الحصيلة قد تبدو عشوائية تتسم بالفوضى، إلا أنها تجمع بين كل نقاط اهتمامه.