مجموعة العشرين تشكل جبهة موحدة قبل القمة الثالثة بالرغم من بعض المناوشات

مجموعة العشرين تشكل جبهة موحدة قبل القمة الثالثة بالرغم من بعض المناوشات

بالرغم من استمرار بعض المناوشات بين دول مجموعة العشرين حول وضع حد أقصى للمكافآت أو إصلاح صندوق النقد الدولي، تمكنت المجموعة السبت في لندن من التوصل إلى توافق يعتبر جوهريا في سبيل مفاوضات حقبة ما بعد الأزمة التي بدأت ترتسم.
واجتمع وزراء المال ورؤساء المصارف المركزية في الدول الكبرى الناشئة والصناعية للإعداد لقمة رؤساء دول مجموعة الثماني المقررة في 24 و25 أيلول (سبتمبر) في بيتسبرج في الولايات المتحدة.
ونجح المجتمعون في الاتفاق على مسألة مكافآت موظفي المصارف، في إطار مبادئ الشفافية الشاملة وعلى توزيع المكافآت على عدة أعوام والامتناع عن تسديد بعضها في حال سوء الأداء.
غير أن المسألة الشائكة التي يشكلها وضع حد أقصى لتلك المكافآت، التي تطالب بها فرنسا على الأخص وجزء كبير من القارة الأوروبية، خضعت لتسوية لإنقاذ ماء الوجه. فبريطانيا والولايات المتحدة اللتان تعترضان على المشروع وافقتا على دراسته.
وما زال الجدل قائما حول نقاط أخرى، ولا سيما إصلاح صندوق النقد الدولي، فالاتحاد الأوروبي الذي يبدو الضحية التالية لإعادة جدولة الحصص التي تقدمها المؤسسة، وافق على الإقرار بأن حصص الدول الناشئة والنامية «ينبغي تعزيزها إلى حد كبير». لكنه أطلق نقاشا حول طريقة التوصل إلى ذلك سيؤدي إلى تأخير البدء في التطبيق.
لكن نقاطا أخرى سمحت بتوافق سلس على غرار تحديد موعد لسريان العقوبات على الجنات الضريبية غير المتعاونة، وأعربت منظمة أوكسفام الإنسانية عن «الترحيب بإقرار مجموعة العشرين للمرة الأولى بالحاجة إلى مكافحة الجنات الضريبية في مجهود متعدد الأطراف».
من جهة أخرى، أبدت مجموعة العشرين في هذا الاجتماع الوزاري توافقا تاما في تشخيص الأزمة بعد أن كانت مقسومة في الربيع إزاء الأهمية التي ينبغي منحها لخطط الإنعاش.
وخلصت المجموعة إلى ضرورة الاستعداد بجدية لوقف آليات الانعاش يوما ما، والتي قدرت قيمتها بنحو خمسة آلاف مليار دولار، ولكن الوقت لذلك لم يحن بعد، وشدد الجميع بشكل خاص على مخاطر تطور البطالة على الرغم من بوادر تراجع الأزمة، كما شددوا على ضرورة المحافظة على التوافق على المبادئ الكبرى.
وطلب وزير الخزانة الأمريكي تيم غايتنر من نظرائه السبت «استعدادا لقمة بيتسبرج، إثبات الاهتمام نفسه بالمصلحة المشتركة» من أجل التفاوض على المنعطف «الصعب» الذي يمثله الانتعاش الاقتصادي «كما في أوج الأزمة»، وأضاف «لنتجنب تباطؤ اندفاع الإصلاحات مع تراجع الأزمة».
من جهته، نوه مدير عام صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان «بمستوى التعاون غير المسبوق بين الدول المختلفة»، مشيرا إلى أن ذلك ما «ستدرجه كتب التاريخ» حول الأزمة الحالية.

الأكثر قراءة