رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


هوامير الصحراء!

كتبت في مقالة سابقة تحت عنوان «تمثيل في تمثيل» حول الدراما المحلية، التي تنامت وأصبحنا نشهد تسابق الفضائيات العربية على عرضها. وهذا أمر ينطوي على إيجابيات، فهو يعطي مشروعية للدراما لدينا، ويفتح أمامها آفاقا كي تتطور(الاقتصادية 26/8/2009). لكنني عبرت عن تخوفي من طغيان الصور السلبية، باعتبار أن هذه الدراما لا تعرض في معظمها سوى السلبي. ولعل مسلسل «هوامير الصحراء» الذي تعرضه قناة روتانا خليجية خير شاهد على ذلك. المسلسل يعرض ممارسات عدد من رجال الأعمال لدينا، ويسهب في استعراض حياة البذخ التي يعيشونها، والتجاوزات التي تصل إلى حد القتل. هذا الأمر يكرس صورة نمطية أظن أن فيها جورا على قطاع كبير من رجال الأعمال لدينا، فالمسلسل لا يعكس إلا صورا سلبية، ولا تكاد تلمح في حلقاته أي شخصية سوية.
إنه لأمر غريب ونحن لا نزال في بداية ما يمكن تسميته طفرة درامية محلية أن يقتصر حديثنا على حالات شاذة. هذا الأمر ينطبق أيضا على مسلسل (بيني وبينك) الذي تعرضه قناة الـ mbc ومن خلاله يريد المؤلف والممثلون أن يقنعونا بفكرة ساذجة تتجاوز حدود المنطق وتلعب على نجاحات مسلسل تركي فتستعين ببطلتين منه بحثا عن نجاح لا يمكن أن يتكامل مع هشاشة الفكرة والحبكة وطغيان الارتجال، والناتج النهائي مجموعة من الأحداث الساذجة التي لا يمكن لعاقل أن يستسيغها.
وبالنتيجة فالمجتمع المحلي لمن يشاهده فضائيا، يبدو من خلال مسلسلات رمضان وكأن شخوصه مجموعة من المهرجين كما في مسلسل بيني وبينك أو أناس يطاردون شهواتهم بين لندن وباريس وغيرها من دول العالم، وإن استقروا فلا هم لهم سوى زواج المسيار أو ممارسة النهب والاستيلاء على حقوق الآخرين كما في «هوامير الصحراء».هذا الجور يأتي في الوقت الذي نشهد فيه دراما سورية ومصرية وكويتية تطرح الأجمل عن هذه المجتمعات، ولا أجد حرجا في الإشارة إلى باب الحارة والشام العدية سوريا ومسلسل الهدامة كويتيا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي