تحذير: تنامي سطوة الملكية الفكرية يؤثر في عجلة الابتكار

يعترف الكتاب بالحاجة إلى قوانين الملكية الفكرية، إلا أنه لا يعد الملكية الفكرية "حقا طبيعيا"، بل هي من وجهة نظره حقا قانونيا يجب على الدولة أن تديره وتقيده بحرص.

اتسع مجال قانون الملكية الفكرية والذي يشمل براءات الاختراع وحقوق النسخ والعلامات التجارية ليغطي الابتكارات البشرية في مختلف المجالات. وأخيرا أضاف قانون الملكية الفكرية الأمريكي بنودا كثيرة من شأنها أن تعوق الابتكارات المستقبلة.
يعد كثير من الناس أن قانون الملكية الفكرية من الأمور التي لا يهتم بها إلا المحاميين، إلا أن الطريقة التي يستوعب بها المجتمع الملكية الفكرية تساهم في تحديد سرعة التقدم التكنولوجي والابتكاري. يحذر الكتاب من تنامي سطوة وهيمنة مثل هذه القوانين إلى الحد الذي يتسبب في توقف عجلة الابتكار.
يعترف الكتاب بالحاجة إلى قوانين الملكية الفكرية، إلا أنه لا يعتبر الملكية الفكرية "حقا طبيعيا"، بل هي من وجهة نظره حقا قانونيا يجب على الدولة أن تديره وتقيده بحرص. ويقول إن الملكية الفكرية تختلف عن الملكية المادية، مثل العقارات والممتلكات، في ثلاث نقاط:
* أنها لا تعطي مالكها أي استحقاق.
* أنها تمثل أخطارا احتكارية.
* أنها يجب دائما أن يتم توصيفها بعناية.
إلا أن الاتجاه القانوني السائد في السنوات الأخيرة كان يميل إلى حماية الملكية الفكرية بكل أنواعها. وهذا يحطم "المجال العام" أي تلك الأفكار والتطورات التي يجب أن تكون ملكيتها جماعية.
إذا كنت تمتلك منزلا فلا يمكن لآخر أن يمتلكه في الوقت ذاته، ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه يمتلك سيارتك أو وجبة الطعام الموجودة في طبقك، فيسكون هذا أمرا غير عملي. أما بالنسبة للملكية الفكرية فإن قيمة برنامج الكمبيوتر الذي تستخدمه مثلا لن تنقص إذا ما استخدمه شخص آخر.
في الوقت نفسه، تستحق الملكية الفكرية حماية قانونية مثلها مثل الملكية العادية، فلا بد أن يستفيد الناس من ابتكاراتهم واختراعاتهم. في الوقت نفسه فإن قانون العلامة التجارية يمنع الشركات المحتالة من سرقة واستخدام العلامات التجارية للشركات الأخرى لخداع جمهور المستهلكين.
والواقع أن غياب الحماية عن الملكية الفكرية من شـأنه أن يؤدي إلى تقليل الابتكار، فدون هذه الحماية سيتعثر كل من التقدم التكنولوجي وكذلك العلمي والثقافي، لذلك فإن الاتجاه الحالي هو تشريع قوانين لحماية الملكية الفكرية تكون صارمة وشاملة بقدر الإمكان، وكان لهذا تبعات كارثية غير مقصودة فيما يتعلق بسرعة الابتكار والإنتاج الثقافي والفني. فقد تسبب في الحد من إتاحة المعلومات وقلل من شفافية الشركات.
في الواقع فإن براءات الاختراع وحقوق الطبع والنشر كما هي موجودة حاليا تعد أنواعا من "حروب الشركات المتوالية" التي تمنع المخترعين بدلا من أن تشجعهم لتكون النتيجة هي إعاقة التقدم. كما يتناول الكتاب أيضا التهديد الذي يمثله الإنترنت على حقوق الملكية الفكرية.