رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


«مساجد غير» في رمضان

تتغير حياة كثير من الناس في رمضان، فيصبح ليلهم نهارا ونهارهم ليلا، ويندرج ذلك على المساجد حيث إن فتح أبوابها طيلة (24 ساعة ) يجعلها تعج بالناس، بين قارئ للقرآن وقائم يصلي، فتصبح كخلية النحل شعلة من النشاط ، وهناك عديد من المساجد يكون له أدوار دعوية متميزة تجعل ارتباط الناس به أكثر من السابق من ناحية المواظبة على الصلاة وعدم الانتقال للصلاة في مسجد آخر مع موجة التنقل للذهاب إلى مساجد أخرى بحثا عن أصوات أخرى جديدة لقراء جدد في رمضان بسبب نشاطه الطيب في الشهر الفضيل، كما نجد أن بعض المساجد تحرص على أن يكون بها نشاط ثقافي ملفت للنظر مثل إقامة المحاضرات والندوات الثقافية والكلمات الوعظية بعد صلاة التراويح, ويضيف بعضها لذلك تنظيم مسابقة الحي وهي منتشرة في بعض المساجد بشكل كبير ، وتجد التسابق من أهل الحي على المشاركة فيها, ومثل هذه المسابقات تهدف إلى نشر الوعي والتوجيه بين أبناء الحي الواحد ، وتتركز الأسئلة غالبا حول الأمور المهمة في حياة المسلم ، ولاسيما الصلاة والمحافظة عليها ، وهي تصل للبيوت عن طريق زيارة أهل الحي في بيوتهم وتسليمهم هذه الأسئلة ، وأحيانا تصل إلى بعض الناس الذين يكونون من السكان الجدد بالحي أو الذين لا يرتادون المسجد ، فيكون لها تأثيرات إيجابية، وكثيرا ما ساهمت هذه المسابقات بما تحتويه من أسئلة تكون برفقة أحد الأشرطة والكتيبات المفسوحة من وزارة الإعلام في التأثير في بعض المبتعدين عن المحافظة على صلاة الجماعة ، ليكونوا من المحافظين، ويستغلوا في ذلك روحانية هذا الشهر العظيم ، وبعض المساجد يكون بها أنشطة لحلقات القرآن الكريم للنشء، وفي الأغلب أنها تكون حلقات للكبار.
وأذكر قبل سنوات كنت معتادا زيارة فضيلة الشيخ صالح السدلان متعه الله بالصحة والعافية، كان مسجده يعج بكبار السن لحضور حلقات لتحفيظ القرآن في رمضان، وأعتقد أنها مستمرة حتى الآن، وكان يحضرها فئات مختلفة من الشباب وكبار السن وتوزع على عدة أقسام للمبتدئين والمجودين والتلاوة ، فكان الجميع يستفيد من هذه الحلقات من منسوبي حي العليا قبل أن ينتقل الشيخ السدلان إلى جامع الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم ، حيث شهدت الحلقات هناك إقبالا أكثر وأصبح يقصدها البعض من نواح مختلفة من الأحياء المجاورة، لأنه تقدم فيها جوائز مناسبة للمتسابقين والمتميزين في القراءة في هذه الحلقات ، ويعمل لها حفل ختامي يقام في رمضان، وأذكر أنه كان يحضر بعضها وزير الشئون الإسلامية الدكتور عبد الله التركي ، وحتى الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حضر بعض هذه الحفلات الختامية وذلك تشجيعا لحفظة كتاب الله الكريم. وعموما يجب أن تستفيد المساجد من روحانية هذا الشهر في جذب الناس للمسجد خصوصا الذين يحضرون للمساجد في رمضان فقط وتوجيههم التوجيه الصحيح. نسأل الله للجميع القبول في هذا الشهر العظيم والعتق من النار, إنه سميع مجيب الدعاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي