من أراد صدقة جارية فليصرفها في شراء أرض مسجد وبنائه

من أراد صدقة جارية فليصرفها في شراء أرض مسجد وبنائه

أكد الدكتور خالد بن علي المشيقح الأستاذ في جامعة القصيم, أن عمارة المساجد من أجَل الأعمال وأعظمها منزلة عند الله تعالى، وأحب البقاع إليه عمارة حسية ومعنوية، حسية بتوقيف الأرض وبالبناء والترميم والتنظيف (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ).
وإنني أحث كل مسلم يريد أن يُخرج شيئا من ماله ليكون صدقة جارية له بعد مماته سواء كان ثلثاً أو أقل أن يخرجه الآن في حال الحياة والصحة وأن يصرفه في شراء أرض مسجد أو مدرسة إسلامية أو مكتب للدعوة أو سكن لطلاب العلم أو لعمارة ذلك سواء كان ذلك في جميعه أو في بعضه ليكون له أجرا مستمرا وصدقة جارية إلى يوم القيامة وليسلم ورثته من بعده من النزاع والشحناء.
وأضاف, أن العمارة المعنوية للمساجد بالصلاة فيها، وتلاوة كتاب الله، والذكر، والدعاء، وإقامة دروس العلم وحضورها، قال الله ـ عز وجل: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وقد اعتبر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد إمارة تدل على إسلام أهل البلد فقد أخرج البخاري - رحمه الله - من حديث أنس: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح).
وأبان أن المسجد له دور عظيم فهو الأساس الأول في تكوين شخصية المسلم وتكوين خلقه وعبادته وعلاقته بربه وبنفسه وإخوانه المؤمنين، فالمسجد يعتبر مركز تربية وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم.
ومن المسجد تصعد الأعمال الصالحة وفيه تنزل الرحمة وتتهذب الأخلاق وتصفو النفوس ويحصل ترابط المؤمنين وتقوى أخوتهم, ولهذا لما هاجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول ما بدأ به أن بدأ بعمارة المسجد.
وعمارة المساجد من أبرز أعمال البر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم - رجلا قلبه معلق في المسجد) رواه البخاري ومسلم.
وعمارة المسجد بالتردد عليه تعتبر كالمرآة الصافية التي تعكس أحوال الناس ومدى رغبتهم في الخير وبذلك يتضح المؤمن من المنافق فقد روى الترمذي وحسنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان).

الأكثر قراءة