تمثيل في تمثيل

تثير الدراما المحلية في رمضان شهية الناس للحديث والثرثرة، وأحيانا تكاد بعض هذه الثرثرة تنسى أن الأمر لا يعدو كونه تمثيلا في تمثيل.
ولعل العمل الذي كتب قصته الكاتب عبد الله البخيت ويحمل اسم «هوامير الصحراء» من الأعمال التي سوف تثير نقاشا بين الناس، جزء من هذا النقاش ربما يأخذ منحى سلبيا. فالقصة التي بدأت بجريمة قتل في باريس يبدو أنها تشي بكثير من المفاجآت التي تذكرك بالمسلسلات العربية والأجنبية، غير أن أبطالها يتحدثون بالمحكي المحلي والمخرج يعرض مشاهد لمبان فارهة في العاصمة الرياض.المصريون أنتجوا هذا العام 60 مسلسلا رمضانيا، والسعوديون أنتجوا 20 مسلسلا، والكويتيون 20 مسلسلا..وعلى من يريد أن يستسلم لسباق الفضائيات على عينيه أن يتمتع بكثير من الجلد والصبر حتى يتحمل حالات اللامعقول التي تسيطر على الدراما المحلية والعربية.
شاهدت من هوامير الصحراء حتى الآن حلقتين، وما زلت مصرا على أنه في الوقت الذي تنحو فيه الدراما السورية والمصرية - بشكل لا يخلو من توجيه- إلى عكس صور إيجابية يتم تصديرها عن قصد. تتوخى الدراما المحلية تصدير صور يطغى فيها الجانب السلبي على الجانب الإيجابي. وتكاد لا تستثني من ذلك أيا من المسلسلات بدءا من «طاش ما طاش» الذي عالج في حلقته الثانية مشكلة الفقر من خلال لجوء مواطن إلى إشراك وافد معه في شقته لأنه لا يستطيع سداد أجرتها وحده، وانتهاء بهوامير الصحراء الذي أراد أن يصور مجدا جديدا لنا فنحن لا نتورط في الإرهاب فقط بل حتى عارضات الأزياء غير المطيعات نقتلهن أيضا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي