خطط لمسارك التعليمي من الفوضى إلى المستقبل المهني
هل حدث أن سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟ يعد هذا السؤال هاجسا لكل من يصل إلى مرحلة التعليم الثانوي وربما حتى لمن أنهى شهادته العليا حيث يأخذ السؤال عادة صيغة أخرى هي: ما الذي سأفعله بهذا التخصص؟
بسبب هذا السؤال القلق للكثير من الطلاب أيا كان مجال دراساتهم، سواء أكانت دراسة نظرية مجالاتها التطبيقية غير واضحة تماما أم دراسة عملية مجالات العمل فيها متشبعة أو لا تلقى إقبال كبيرا من الباحثين عن عمل. ولكن من المهم أن نعرف أن هذا السؤال في حد ذاته يتضمن مغالطة كبيرة، فالتخصص لا يعني الوظيفة.
مؤلفة الكتاب مستشارة مهنية، وتحاول في كتابها هذا أن تهدم الأفكار الخاطئة القديمة المتعلقة باختيار المسارات المهنية والدراسية بما يحقق طفرة ونقلة إلى العالم الحقيقي الفوضوي.
طورت كاثرين خبرتها الوظيفية خلال أكثر من 20 عاما من التدريس وإرشاد الطلاب إلى المهن الناجحة المناسبة لهم، ووضعت نظاما للإرشاد المهني لمساعدة الأفراد على التفكير في خبراتهم الأكاديمية والحياتية لتحقيق التفوق المهني عبر مجموعة من التقنيات المبتكرة والعملية بما فيها التخطيط المرئي وسرد الحكايات والتجريب.
يمكن عن طريق تطبيق هذا النظام تدشين طريقة جديدة للبحث عن عمل أيا كان التخصص الذي اختارها المرء في السابق، حيث إن عملية البحث عن عمل يجب ألا تثقل كاهل جدول أعمال الفرد. وكل ما عليك أن تفعله هو أن تهتم بالنظر لما حولك من الظروف في سوق العمل والتفكير في الاحتمالات المختلفة.
يتمكن البعض من اكتشاف ميولهم في عمر مبكر من حياتهم ويكون لديهم من وضوح الرؤية ما يحددون به مجالهم وتخصصهم الدراسي بسهولة، فمن يهتم مثلا بالهندسة الكهربائية ويتفوق في الرياضيات والفيزياء في المرحلة الثانوية يمكنه أن يتخصص بسهولة في الهندسة الكهربائية، ولكن للأسف لا ينطبق هذا على جميع الناس ولا على جميع المجالات.
التخصص لا تكفي فيه الرغبة أو الحلم بوظيفة معينة، وإنما يجب أن تتفق ميول المرء وقدراته مع التخصص الذي يرغب فيه. فقد يرغب أحدهم في تخصص معين لمجرد الوضع الاجتماعي الذي يوفره أو لأنه يعرف أحد المتخصصين الناجحين في هذا المجال.
والطالب الذي يتخصص في المجال الذي يحبه من المتوقع أن يحقق فيه درجات أعلى ويكون أكثر تفاعلا في العملية التعليمية، لذلك فإنه كما قد يبدو للوهلة الأولى تخصصا صعبا واختيارا غير عملي إلا أن الدارس يحبه، قد يتحول في النهاية إلى مهنة ناجحة في مجال نادر ويكون أفضل من التخصص في مجال لا يحبه الدارس لمجرد كثرة الطلب عليه في سوق العمل.