السعي وراء النهب حوّل القراصنة إلى رواد في طرق التفكير
حان الوقت لمعرفة المزيد عن القرصنة. يصطحب الكتاب القراء إلى عالم القراصنة في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر. بأسلوب يجمع بين السخرية والتهكم مع التشويق والإثارة، يكشف الكتاب الاقتصاد الخفي وراء السمعة السيئة للقراصنة وسلوكياتهم المروعة.
يدرس الكتاب مجموعة من الجوانب المعروفة عن القراصنة ليجيب عن أسئلة مثل:
* لماذا اختار القراصنة شعارهم الشهير المكون من الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين؟
* لماذا اخترعوا شفرة للقرصنة؟
* هل كان القراصنة فعلا مجرد رجال مجانين؟
ما الذي يجعلهم ناجحين في الغالب؟
يستخدم الكتاب علم الاقتصاد ليجيب عن هذه الأسئلة وغيرها. يؤكد الكتاب أن القرصنة ما هي إلا استجابة معقولة لظروف التحسن الاقتصادي سعيا وراء الربح. يلقي الكتاب الضوء على كبار القراصنة المشهورين مثل بلاك بيرد، وبلاك بارت روبرتس وكاليكو جاك راكام. كما يوضح أن السعي وراء النهب جعل من القراصنة روادا في طرق التفكير.
يعرف القراصنة ميزة الديمقراطية المؤسسية، حيث اكتشفوا هذا النموذج وتبنوه قبل أن تتبناه الولايات المتحدة بأكثر من 50 عاما. كما قام القراصنة أيضا بتطبيق نظام لأجور العاملين ووضعوا تنظيمات للتدخين وفي كثير من الحالات كانوا يتميزون بالتسامح والمساواة العرقية.
يشير الكتاب إلى أن القراصنة يمثلون أوجها مختلفة للفضيلة والرذيلة، فسعيهم وراء مصالحهم الذاتية أدى إلى تأثيرات اجتماعية إيجابية كما أن إجرامهم الجشع أمن النظام الاجتماعي. كما أثبتوا أن الفوضى يمكن تنظيمها.
تميل الثقافات الشعبية إلى تصوير القراصنة على أنهم مجموعة من اللصوص المتعطشين للدماء الفوضويين، إلا أن الدارس لأحوالهم يجدهم أنشأوا نظاما اجتماعيا متجانسا بتطبيق نظرية الاختيار العاقل.
يشرح الكتاب كيف أن السعي وراء المنفعة الذاتي كان يدفع القراصنة إلى إنشاء مجتمعات ديمقراطية منظمة ذاتيا على ظهور سفنهم. كما أن حافز الربح الذي يحركهم يكشف السر وراء لجوئهم إلى استخدام التعذيب لأطقم السفن تقاوم هجماتهم مع اتخاذهم سبيل المعاملة الحسنة والاحترام لمن يستسلم لهم، حيث إن كلا هذين الأسلوبين يهدف إلى تقليل خسائر فريق القراصنة بإحباط المقاومة التي يمكن أن تودي بالأرواح أو تدمر سفنهم أو الحمولة على ظهر السفينة التي يريدون الاستيلاء عليها والتي هي الهدف النهائي لهم.
يتضمن الكتاب الكثير من الحكايات عن القراصنة المشهورين والمغمورين ويركز على الجانب الاقتصادي من ظاهرة القرصنة والتي لم يمنعها التقدم الذي أحرزته البشرية في عقودها الأخيرة وإنما أضاف إلى أدواتها ومخاطرها وأرباحها.