رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


اصرفوا صدقاتكم عبر الجمعيات النظامية

إن من نعم الله علينا السيطرة الفعليَّة والوطنية والأمنية والاجتماعية على الإرهاب فسمعنا بالأمس عبر الوسائل الإعلاميَّة ما حصل من إنجاز كبير في الإطاحة بمجموعة كبيرة من الإرهابيين ولا شك أن هذا الإنجاز لم يحصل إلا بملاحقة وملاحظة وإعداد الخطط والدراسات السليمة من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله، وكذا حرص جنودنا البواسل على هذا الوطن وعمق انتمائهم الوطني الذي تحمله نفوسهم وَلَكَم نأسى ونحزن عندما قرأنا نحن المواطنين خبر وجود مجموعة من المثقفين والأساتذة الذين يحملون التخصصات العلمية وكان لهذا الوطن فضل عليهم، كم الحزن سيزداد لمثل هذا، وهنا لفتة كبيرة للقارئ العزيز بأنه يجب علينا ألا نخدع أمام أي إنسان يحاول أن يدس السم في العسل فمثل هؤلاء ينخدع بهم الناس لكونهم أهل شهادات أو مناصب منحوها في الدولة فكانوا ليسوا أكفاء لها فحاولوا أن يطعنوا الوطن الذي منحهم تلك الامتيازات وكانوا أيادي قذرة لمجموعات إرهابية حاقدة على وطننا وأمتنا. فالواجب علينا كأولياء أمور أن نهتم بأبنائنا وأن نوعيهم لكل من يحاول أن يرميهم في شباك الإرهاب بكل أشكاله ووسائله سواء كانت مباشرة تلك الطرق أو غير مباشرة، ولابد من النظرة الفاحصة من قبل ولي الأمر الخاص (الأب أو الأم) لابد من الملاحظة لما يقوله أبناؤهم أو يقرؤونه أو يصاحبون من أناس قد كُبِّلوا بالإرهاب ومن ثم يحاولون أن يجروا غيرهم لهذا الوحل السيئ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، ولاشك أن الوالدين مسؤولون أمام الله عن النظر في أحوال أبنائهم فيما يتعلق بالشقاق على أمتهم وإسلامهم فالإرهاب وسيلة إلى الإطاحة بالإسلام وأهله خصوصاً إذا علمنا أن وراءه أياد خارجية فلقد ذكر بعض الباحثين في المجال الإرهابي أن إسرائيل داعمة للإرهاب ومقيمة له، انظر الدكتور أدونيس العكرة، الإرهاب السياسي، أيضا تعميق المواطنة في نفوس الناشئة حتى يشبوا ويشب معهم حب الوطن كحب الأب والأم بالنسبة لهم حتى لا يستطيع أن يخترق الأعادي المغرضون ويصلوا بسمومهم لمبتغاهم فيهدموا ويسفكوا دماء من يعيش على الوطن وهذه مسؤولية الأب والأم والمعلم والداعية وكل فرد من أفراد المجتمع. ومما تجدر الإشارة إليه في هذه المرة العدد الذي ألقي القبض عليهم، نجد أنه من العناية بمكان أن نشدد النظر ونفحص الحالة فيمن ألقي القبض عليهم فهم أناس ذوو مكانة علمية فأتمنى من وسائل الإعلام أن تنظر لهذا وتعطيه اهتماما بالغاً فإن الأمر ليس سهلاً وأريد أن أركز أيضاً على أمر وهو أننا في هذه الأيام نستقبل شهر رمضان المبارك أسأل الله أن يجعله حالاً علينا وعلى أمتنا الإسلامية باليمن والبركات، ففي هذا الشهر المبارك تكثر الصدقات ويتم فيه البذل والجود فلربما تسلق أحد الأعداء وأخذ يجمع باسم الصدقات والتبرعات لقنوات إرهابية في الداخل والخارج فالظاهر أن يجمع صدقات وتبرعات لأهل الفاقة والعوز، ولكن في حقيقة الأمر دعم لجبهات وقنوات إرهابية، فلذا يجب التركيز على مثل هذا ولابد من توعية أفراد المجتمع من قبل الدعاة ومن قبل الأجهزة الحكومية الرقابية المعنية بالمتابعة والملاحقة سواء كانت أمنية أو دعوية أو رقابية، فلذا أنصح أبناء هذا الوطن بأن يصرفوا صدقاتهم عبر الجمعيات النظامية التي أسسها ولاة أمرنا وألا نستغل عاطفياً من قبل أناس ظاهرهم التدين وباطنهم الخبث والمكر والفساد وطلب الإطاحة بنا فيجب الوقوف بصدق مع أنفسنا ومع أبنائنا ونسائنا وتنبيههم إلى خطورة مثل هذا الأمر فقد يستغلهم مستغل وقد يثير عواطفهم الطيبة بمشاهد وصور كاذبة أو تكون صادقة ولكن هدفه هو جمع المادة لأجل خرطها في القنوات الإرهابية وعلى أئمة المساجد والمؤذنين الانتباه إلى مثل هذا وتفعيل تعميم وزارة الداخلية بأنه لا يجوز السماح بالجمع داخل المساجد وإنما هناك الجمعيات النظامية ذات الاختصاص فالمواطن يذهب إلى مقر تلك الجمعية ويعطيهم ما يريد من صدقته.
بقي أن أختم بأمر أجد أنه من الضرورة بمكان ذكره في هذا المقال وهو أن هذا الخبر الذي أسعدنا ينبئنا بأن الإرهاب قادم على السقوف وأن وسائله المتعددة الحقيرة بدأت تتجلى وأن القيادة والشعب والمسؤولين قادرون على مواجهته بكل ثقة وأن الرفض للإرهاب وأهله هو السمة الواضحة على أبناء هذا الشعب مهما كانت دسائسه أو قوة ونفث سمومه وأن الأمة السعودية ترفضه ومستعدة للوقوف بأبنائها في سبيل التخلص منه، أسأل الله باسمه الأعظم أن يجزي ولاة أمرنا عنا خيراً فيما يقومون به من أعمال ظاهرة، في سبيل إزالة ما يشوب هذا الوطن من العطاء والبناء والخير للأمة الإسلامية والعالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي