دعوة لأئمة المساجد لمضاعفة الأنشطة والبرامج في شهر رمضان

دعوة لأئمة المساجد لمضاعفة الأنشطة والبرامج في شهر رمضان
دعوة لأئمة المساجد لمضاعفة الأنشطة والبرامج في شهر رمضان
دعوة لأئمة المساجد لمضاعفة الأنشطة والبرامج في شهر رمضان
دعوة لأئمة المساجد لمضاعفة الأنشطة والبرامج في شهر رمضان

دعا عدد من الدعاة إلى استغلال المساجد في شهر رمضان المبارك لتوعية الناس وإرشادهم من خلال إقامة المحاضرات والكلمات فيها، ولا سيما أن هذا الشهر المبارك يشهد إقبالا من الناس على العبادة، وأكدوا أهمية الاهتمام بالجاليات المسلمة وإرشادها وتوجيههم من خلال التنسيق مع مكاتب الدعوة بإقامة محاضرات خاصة بهم، وتقديم صورة الإسلام الصحيحة لهم, خصوصا أن بعضهم يحتاج إلى التوجيه الصحيح في العبادة. وأشاروا إلى ضرورة الاستفادة من روحانية هذا الشهر والمبادرة إلى أداء الصلوات والذهاب المبكر للصلاة في المساجد، وحثوا المصلين على ضرورة الاستماع والإنصات لقراءة الأئمة ومتابعتهم أثناء الصلوات المفروضة حتى يتحقق لهم الخشوع فيها، وكذلك صلاة التراويح التي يذهب بعض الناس لأدائها عند بعض الأئمة والقراء الذين يذهبون للصلاة معهم، وتمنوا لهم مزيدا من التوفيق والنجاح في هذا الشهر العظيم.

#2#
##رمضان شهر الرحمة والغفران
في البداية تحدث الشيخ الدكتور مسعود الغامدي الداعية الإسلامي المعروف عن دور المساجد في رمضان فقال: الحقيقة أن نشاط المساجد في رمضان يقوم على مقدار العمل الذي يقوم به إمام المسجد وجماعة المسجد, فالإمام يقع على عاتقه دور كبير في هذا الجانب, لعل أهمها أن يتهيأ في المواظبة بالقيام بجميع الفروض في مسجده طوال أيام الشهر, وأن يعتني بالصوتيات من خلال صيانة الميكرفونات والاهتمام بدورات المياه والقيام على تجهيزها وتنظيفها والعمل على حث جماعة المسجد بالمواظبة على أداء الصلوات في المسجد طوال الشهر من خلال توجيههم مباشرة, أو القيام باستضافة بعض العلماء وطلبة العلم في المسجد لإلقاء الكلمات والمواعظ في شهر رمضان, شهر الرحمة والغفران والبركات ومضاعفة الحسنات والأجور. وبين أن لهذه الأعمال البسيطة أثرا مشاهدا, حيث تسهم في تهذيب سلوك الناس، وارتباطهم الكبير بالمسجد في رمضان، والتعاون على الخير والبحث عن المحتاجين، ويلاحظ كذلك حرص بعض الناس على توزيع المياه والمشروبات داخل المساجد وتنفيذ ذلك في بعض الأحيان من قبل هؤلاء المتبرعين مباشرة، وهي مساهمة جميلة تحقق الكفاية للمسجد وجماعته لما يحتاجون إليه في رمضان، كما ينبغي على أئمة المساجد في الحي الواحد التكاتف والتعاون فيما بينهم وتنسيق اجتماعات تعود بالفائدة على الناس، وتنظيم برنامج العيد لجمع أبناء الحي الواحد، ونتمنى أن يكون هناك أيضا وجود حلقات لتحفيظ القرآن للكبار, لأن شهر رمضان هو شهر القرآن، ومثل هذه الحلقات تصب في مصلحة مرتادي المساجد, خصوصا في شهر رمضان, نسأل الله أن يتقبل من جميع المسلمين صومهم وعبادتهم وكل ما يقومون به في سبيل التقرب إلى ربهم، رغبة في عطائه وإحسانه على عباده إنه جواد كريم.

#3#

##شهر عظيم

من جهته, يرى الدكتور خالد الدايل المشرف على قناة «روائع» الفضائية, أن شهر رمضان المبارك شهر عظيم تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ولهذا فإني أنصح نفسي وكل مسلم بأن نستفيد من هذا الشهر العظيم، ونعمل على استغلال أيامه ودقائقه الثمينة، وفي هذا الشهر نجد المساجد مفتوحة طوال الليل والنهار، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الناس لاستغلال أيام هذا الشهر فيما يعود عليهم بالخير والنفع، وينبغي على أئمة المساجد أن يبذلوا جل جهدهم في خدمة بيوت الله وتوعية الناس وتوجيههم وإرشادهم وتنظيم الكلمات القصيرة, خصوصا بعد صلاة التراويح أو بعد الصلاة مباشرة أو قبلها، يختار الوقت المناسب الذي يستطيع من خلاله القيام بمهامه على الوجه المطلوب، وعلى مرتادي المساجد أن يبذلوا الوقت والجهد في سبيل توجيه الناس ودلالتهم على الخير، ونتمنى التوفيق للجميع في هذه الأعمال النافعة التي لها آثارها الطيبة في الناس.

ويوضح التربوي محمد القرني أن الفرحة كبيرة في قلوبنا بقدوم شهر رمضان المبارك، وخاصة أنه الشهر الذي نجد معظم الناس يتجهون إلى العبادة فيه، ويتنافسون في قراءة القرآن وبذل الجهود. ونرى أن بعض الشباب يقبلون على العبادة في رمضان وتجد المساجد مكتظة بهم، وهناك من يتنقل بين المساجد للبحث عن الصوت الحسن، وإن كان لي ملاحظة على بعض أئمة المساجد وبالذات في رمضان وهي التقليد لغيرهم مع التكلف في ذلك, وأتمنى أن يقرأ إمام المسجد بصوته وأن يكف عن التقليد وإصلاح النية، فيقرأ القرآن محسناً به صوته من غير تكلف، وكذلك بعض الأئمة يسرع في القراءة فلا يفهم منه المصلي؛ وهذه ملاحظة شاهدتها من بعض أئمة المساجد وأتمنى أن تختفي، وأنا لا أتكلم إلا كملاحظة فقط دون الإفتاء في هذا الشأن.

#4#

من جانبه, أكد الشيخ الدكتور أسامة خياط إمام المسجد الحرام, أنه ينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة, وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى», كما ينبغي عليه أن يتدارس القرآن مع غيره من المتقنين للقراءة ليفوزوا بما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ من أجر عظيم - بقوله «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم. وأشار فضيلته إلى أنه ينبغي على كل مسلم أن يحرص على القيام بالصلوات المفروضة في المسجد ويستغل أوقات رمضان الثمينة لعله يظفر بما عند الله من أجور كبيرة، وقال إن رمضانَ لا يستَقبَل بهذا ولا بأمثالِه مما يعظُم ضررُه ويقبح أثرُه، وإنما يستَقبَل بالتّشمير عن سواعِدِ الجدّ في استباقِ الخيرات وبِعقدِ العزمِ على اغتنامِ فرصته، في تزكيةِ النفس وتهذيبها وإِلزامها بسلوكِ الجادّة، وقطعِ الصّلَة بماضي الخطايَا وسابقِ الآثام، وانتهاج السبيلِ الموصِل إلى رضوان الله والحظوَة عنده بالدرجات العُلى والنعيمِ المقيم.

وأوضح خياط أنَّ مِن أظهر ما يعين على حُسن استقبالِ هذا الشّهر فَهمَ المقصودِ من الصيام الذي هو كما قالَ العلامة الإمام ابن القيم رحمه الله: «حبسُ النفس عن الشهواتِ، وفِطامها عن المألوفات، وتعديلُ قوّتها الشهوانيّة؛ لتستعدَّ لطلَب ما فيه غايةُ سعادتها ونعيمها، ولقَبول ما تزكو به مما فيهِ حياتها الأبديّة، ويكسِر الجوعُ والظّمَأ مِن حِدّتها وسَورتها ويذكِّرها بحالِ الأكبادِ الجائعة من المساكينِ، وتُضيَّق مجارِي الشيطان من العبدِ بتضييق مجاري الطّعام والشّراب ، فالصائمَ إنما يترُك شهوتَه وطعامَه وشرابه من أجلِ معبودِه، فهو تركُ محبوباتِ النّفس وتلذُّذاتها إيثارًا لمحبّة الله ومرضاتِه، وهو سِرّ بين العبدِ وربّه لا يطَّلع عليه سواه، والعِبادُ قد يطّلِعون مِنه على تركِ المفطّرات الظّاهرة، وأمّا كونه ترك طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلِ معبودِه فهو أمرٌ لا يطَّلع عليه بشرٌ، وتلك حقيقةُ الصوم، وهي التي أشار إليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أخرجَه البخاريّ ومسلمٌ في صحيحَيهما واللفظُ لمسلمٍ عن أبي هريرةَ ـ رضي الله عنه ـ أنّه عليه ـ الصلاة والسلام ـ قال: (كلُّ عملٍ ابنِ آدمَ يضاعَف؛ الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلاَّ الصّومَ فإنّه لي وأنا أجزِي به، يدَع شهوتَه وطعامَه من أجلي) الحديث.
وحث فضيلته أئمة المساجد على القيام بواجباتهم والحرص عليها وعدم التخلف عن أداء الصلوات وتعطيل المساجد.

##المسؤولية كبيرة

من جهته, يرى الشيخ محمد علي زبرماوي إمام مسجد, أن المسؤولية كبيرة على عاتق إمام المسجد ولا بد من الاعتناء بالمهام المنوطة به بشكل يتناسب مع مكانته الكبيرة، وقال زبرماوي إنه يجب على الإمام أن يقوم ببعض الأنشطة, خصوصا الأيام هذه التي تتوافق مع قدوم شهر رمضان, ولعل من الاقتراحات التي ستصب في مصلحة جماعة المسجد والمصلين بشكل عام إعداد المسابقات اليومية والأسبوعية لجماعة المسجد وإعداد برامج للجاليات من مطويات وأشرطة, وإعداد برنامج ترفيهي لشباب الحي, وإعداد برنامج لعيد الفطر المبارك, ويكون فيه اجتماع للجيران بعد صلاة العيد في المسجد, هي حقيقة من البرامج التي يكون لها تأثير في الناس في المسجد, ومثل هذه الأنشطة البسيطة يكون لها أثر كبير في المستقبل ـ بمشيئة الله، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان، وأن يجعلنا من صوامه وقوامه، وأن يتقبل منا جميعا ويجعلنا من عتقاء النار إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة