مركز الأمير سلطان الثقافي في نيامي بوابة للمعرفة والثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا

مركز الأمير سلطان الثقافي في نيامي بوابة للمعرفة والثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا
مركز الأمير سلطان الثقافي في نيامي بوابة للمعرفة والثقافة الإسلامية في غرب إفريقيا

مثلي مثل كل الذين زاروا هذه العاصمة الفقيرة، أثار مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز الثقافي انتباهي كونه يمثل الجانب الأحدث وسط البنايات الفقيرة التي تتكدس في أنحاء نيامي عاصمة جمهورية النيجر التي تعد واحدة من أفقر دول العالم، شكّل لي هذا البناء هاجساً طوال إقامتي هناك وذلك قبل شهور حتى قبل افتتاحه، إلى أن رافقني أحد النيجريين لزيارته في منتصف نهار يوم جمعة، قال لي أحمد وهو طبيب نيجري متطلع إلى مزيد من العلاقات مع أشقائه العرب والمسلمين ''هذا البناء يلخص سنوات من العلاقات المتينة بين النيجر والسعودية, وهو صورة كبيرة تختزن في داخلها كل صور المساعدات التي يقدمها هذا الشعب يمكنك مشاهدة المزيد على أطراف القرى'' وهذا بالفعل ما يمكنك مشاهدته, أعدادا من المساجد الأنيقة المتناثرة على طول طرق البلاد ووسط قراها.

في وسط صحن المسجد الذي يمثل النقطة الأهم والأساسية للمركز سنحت لي الدقائق التي سبقت دخول الإمام الفرصة لمشاهدة كل وجوه الغرباء الساكنين في نيامي، فالمسجد حتى قبل افتتاحه في ذاك الحين مثل المكان المناسب لكل المسلمين الزائرين للمدينة بمن فيهم السفراء والدبلوماسيون المعتمدون لدى النيجر، وفيما بعد عرفت مدى احتفاء الناس هناك بهذا البناء الذي مثل إضافة مهمة للجميع كونه يتميز بتوفير عديد من الخدمات التي تصب في مصلحة الجميع وفي مقدماتها المصالح الثقافية النابعة من الإسلام.

فكرة المركز ـ وحسبما عرفت لاحقاً ـ تتركز بوضوح حول وضع أساس متين وراسخ للثقافة الإسلامية في النيجر وما حولها وجعلها مكاناً للالتقاء ونقطة انطلاق للمعرفة والثقافة الإسلامية يزود الراغبين في ذلك من مختلف أبناء القارة الإفريقية وليس النيجر فقط، وذلك تعزيزا للتعاون الإسلامي بين المسلمين، ولعل هذا ما يمكن تحقيقه بالنظر إلى نسبة المسلمين في النيجر التي تفوق 97 في المائة ليعد البلد الثاني من حيث هذه النسبة في عدد المسلمين بعد السعودية، وكذلك بالنظر إلى طبيعة الشعب الذي يتميز بالطيبة الشديدة, إضافة إلى حبه الشديد لكل ما هو عربي.

#2#

يمتد المركز الذي تم بناؤه على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على مساحة 23 ألف متر مربع، حيث بلغ إجمالي تكاليف بنائه 24 مليون ريال.

يشتمل المركز الذي تم افتتاحه أخيرا على جامع يتسع لأكثر من أربعة آلاف مصل, ومصلى في الدور العلوي للنساء ومبنى للإدارة وجناح للمكتبة, إضافة إلى قاعة للندوات والمحاضرات تتسع لـ 300 شخص، كما يضم المركز مدرسة تتألف من طابقين وفيها 12 فصلا دراسيا يتسع الفصل لـ 30 طالبا, إضافة إلى المكاتب الإدارية للمدرسة, علاوة على عيادات طبية يتألف مبناها من جناحين متداخلين في الخدمات المشتركة مثل المختبر والصيدلية والسجلات الطبية لتقديم الخدمات للمرضى من النساء والرجال على حد سواء, إلى جانب مبنى للضيافة وسوق مركزية تحتوي على عدد من المحال التجارية لخدمة مرتادي المركز, ومغسلة أموات وغرف مضخات وبرج ماء وشبكات الخدمات العامة لتطوير الموقع ومبنى سكني للعاملين في المركز والقائمين على المسجد.

الجميع في نيامي متفائل وطامح إلى ما يمكن أن يقدمه هذا المركز ليس للنيجريين فقط ولكن لكثير من المسلمين في غرب إفريقيا وإلى المساهمة في التعليم والتوعية الاجتماعية والصحية لدى الطبقات الفقيرة في هذه المناطق من عالمنا المسلم المحتاج, والمساعدة كذلك على تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية.

الأكثر قراءة