دعوة لأوقاف خاصة بالمساجد والمراكز البحثية والعلمية

دعوة لأوقاف خاصة بالمساجد والمراكز البحثية والعلمية
دعوة لأوقاف خاصة بالمساجد والمراكز البحثية والعلمية
دعوة لأوقاف خاصة بالمساجد والمراكز البحثية والعلمية

دعا عدد من المشايخ والعاملين في القطاع الخيري إلى ضرورة إيجاد موارد خاصة للمساجد تستطيع بموجبها الصرف على احتياجات المساجد لتخفيف العبء على الدولة، وأكدوا أن مثل هذا سيجعل المساجد تعتمد على نفسها بإقامة هذه الأوقاف الخاصة بها، لتصبح المساجد ذات استقلالية في مصروفاتها، وفي الوقت الحاضر يوجد ذلك في بعض المساجد التي أنشأها بعض أهل الخير حيث لها بعض الأوقاف التي تصرف على أعمال المسجد واحتياجاته، وكذلك نجد أن بعض المراكز الإسلامية في الخارج تقوم على ذلك.

دور المسجد ماديا وإداريا

#2#

في البداية تحدث الدكتور علي الجهني المحامي والمستشار الشرعي قائلا: إن دور المسجد اختاره المولى ـ عز وجل ـ ليكون علاجا لمشكلات اجتماعية كثيرة ولتكوين البنية الاجتماعية الشاملة للبنات الأسر فيما حول المسجد.

المسجد مهم للدولة بقدر أو بأكثر من أهميته للأفراد فيما حوله ويمكن أن تكون الوحدة الأولى التي ترعى أنواعا من الأمن الفكري والمعيشي والاقتصادي والمعرفي وغير ذلك إذا أحسن تعميق الاتصال بين الجهات الإدارية والقائمين على المسجد, لذلك ينبغي دعم دور المسجد ماديا وإداريا بما يكفل تحقيق الأدوار المطلوبة، وهو أمر دون شك سيحدث نقلة نوعية في عمل المسجد ودوره الكبير في المجتمع.

الأوقاف الإسلامية خصصت أصلا لأعمال الخير لكن أموال الأوقاف تجمدت في خزائن الدوائر المالية دون إنفاقها في المجالات التي أوقفت من أجلها.

آن للدولة تحويل هذه الأموال الموقفة لمصلحة المحتاجين من المواطنين عبر إعطاء مبالغ معينة لإدارة المسجد لإنفاقها في أوجه الرعاية بالمواطن وتوثيق الصلات بين المواطنين في إطار مقنن تشرف عليه الدولة، وكذلك بعضها يصرف على المساجد للارتقاء بخدمات المساجد، وعندما يكون للمساجد أوقاف خاصة فإن ذلك من شأنه أن يجعلها تقوم بأدوار كبيرة في المجتمع تحت إشراف الجهة ذات الاختصاص والمنوط عملها بشؤون المساجد, نسأل الله التوفيق.

أوقاف لبرامج أو مؤسسات

من جهته, قال القاضي أحمد العميرة رئيس محكمة رجال ألمع إن اشتراط بعض الواقفين تحول أحيانا من أن تكون الأوقاف عامة, حيث كانت تأتي لنا بعض الحالات في المحكمة، كإيقاف الأراضي التي يجعلها الواقفون على ذوي القربى، وأصبح القليل الذي يجعلها وقفا لجمعية أو أي عمل خيري رغم إرشادات القضاة بأهمية توجيه الأوقاف لخدمات يستفيد منها المجتمع وفي الأمور التي يحتاج إليها الناس.

وأوضح أن المفهوم السائد عند بعض الناس بخصوص الأوقاف أنه لا بد أن تكون مقتصرة على الأبناء وعلى ذوي القربى مع أننا نوجه لهم نصحنا بتحويلها إلى أوقاف لبرامج أو مؤسسات تقدم خدمات اجتماعية وهي في حاجة إلى مثل هذه الأوقاف لكنهم يصرون على رغباتهم ونادرا ما نجد التجاوب من بعضهم.

وأشار العميرة إلى أن أهل الخير يبحثون عن الأجر الكبير في بناء المساجد وينبغي على الذين يبنون مساجد حديثة أن يضعوا لها أوقافا إذا كان لهم استطاعة لتحقيق ذلك.

لا سيما أن هناك حاجة ماسة إلى وجود هذه الأوقاف، وكما أعلم أن بعض أهل الخير الذين يقومون ببناء المساجد ما زالوا يضعون مثل هذه الأمور نصب أعينهم ويشرفون عليها بأنفسهم ويدعمونها، ونجد أن مساجدهم مميزة عن غيرها لكنني أتمنى أن يكون إلى جانب ذلك اهتمام من القادرين من أهل الخير أن يجعلوا شيئا من أموالهم وقفا للمراكز البحثية والعلمية وتخصيص منح دراسية وقفية أوفي مجالات أخرى المجتمع في حاجة إليها.

وأوضح القاضي العميرة أنه مع كثرة بناء المساجد في بعض المناطق في المملكة إلا أنه رأى من خلال تجربة قضاها في المنطقة الجنوبية أن بعض المواطنين لديهم توجه بإيقاف بعض الأراضي وجعلها مقابر لدفن الموتى فزاد عدد المقابر بصورة أكبر بعد أن كانت الحاجة ماسة إلى ذلك.

وأوضح أن من أوائل الأوقاف التي كانت موجودة تلك التي انطلقت في عهد النبوة والتي أقرها المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان منها وقف لأبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ الذي أعلن بتوجيه من المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجعل أرض له في «بيرحاء» وقفا على الأقارب, ووقف الصحابي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أرضا له في خيبر، وازدهر الوقف في العصر الأموي بعد أن اتسعت وكثرت وبالأخص في مصر والشام, وفي العصر العباسي الأول أوقفت الوقوف من الأراضي للحرمين الشريفين وللمجاهدين ولليتامى ولفك الرقاب إلى بناء المساجد والحصون والمنافع العامة كإصلاح الطرقات.

وتاريخ الأوقاف طويل على مدى التاريخ لكن عند مناقشتها في عصرنا الحاضر فيجب أن تأخذ منحى الفائدة المتحققة والجهة التي تذهب إليها، ولا بد أن يكون ذلك بموافقة أصحاب الوقف وهم أهل الشأن فليس من اللائق أن نجعل أوقافا جعلها أصحابها في جهات معينة في غير ما أوقفت له، كما أنني أؤكد ضرورة العمل على أن يكون للمساجد التي لم تنشأ بعد أوقاف تستفيد منه، وتخفف الأعباء عن الدولة، على أن تكون هذه الأوقاف تحت إشراف الدولة بحيث تصرف بالشكل المناسب, نسأل الله أن يجعلنا عاملين بما يحب ربنا ويرضى.

#3#

من جانبه, قال الإعلامي عادل المكينزي أحد القريبين من واقع العمل الخيري, إن الوقف الإسلامي من المقاصد التي جعلتها الشريعة علاجا لسد احتياجات المجتمع، ويمكن أن يضعها صاحبها في المكان الذي يراه مناسبا، لكن أرى أن الذي يريد أن يكون هذا الوقف مثمرا ومفيدا للمجتمع بأكمله أن يستشير ذوي الخبرة في هذا الجانب، أما بالنسبة لإيجاد أوقاف خاصة بالمساجد فهذا أمر مطلوب وينصب في مصلحة بيوت الله، على الرغم من أن الدولة جزاها الله خيرا لم تقصر في جانب العناية بالمساجد من حيث بنائها والاعتناء بصيانتها، لكن وجود أوقاف خاصة بالمساجد سيسهم دون شك في تخفيف العبء على الدولة، ويكون لهذه الأوقاف دور في القيام ببعض الأمور المفيدة للمسجد وجماعة المسجد، ويمكن الاستفادة منها في الصرف على المساجد، والاهتمام بجميع جوانبه وتصبح الدولة المراقبة على هذا الشأن سواء الأوقاف أو نوعية عمل المساجد، وهذا دون شك عمل مهم ويستحق أن تعتني به وزارة الشؤون الإسلامية وتضع سياسة واضحة لهذا العمل حتى يحقق أهدافه.

الأكثر قراءة