«ناسداك دبي» تتوقع تحسن سوق الاكتتابات الأولية العام المقبل ومفاوضات مع شركات إقليمية وعالمية للإدراج
توقع جيف سينغر، الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك دبي تحسن سوق الاكتتابات الأولية خلال العام المقبل، مؤكدا أن الأزمة المالية أجبرت العديد من الشركات العالمية والإقليمية على تعليق خططها بشأن طرح أسهمها للاكتتاب العام.
وكشف سينغر في حوار مع «الاقتصادية» عن مباحثات تجريها «ناسداك دبي» مع شركات إقليمية وعالمية شهيرة للإدراج في البورصة عقب تحسن الوضع الاقتصادي بعدما أبدت ترحيبا بالقواعد التي تعمل بها «ناسداك دبي» وأبرزها إمكانية طرح 25 في المائة أو أقل من أسهمها للاكتتاب العام.
ونفى أن يكون سهم شركة موانئ دبي العالمية الذي فقد أكثر من 80 في المائة من قيمته من أدنى سعر بلغ دون الـ 20 سنتا مقارنة بسعر الاكتتاب قبيل نهاية عام 2007 عند 1.30 دولار قد خسر الكثير من قيمته العادلة بسبب إدراجه في بورصة دبي العالمية التي تعرف الآن باسم «ناسداك دبي» مرجعا السبب إلى أن الإدراج جاء في وقت غير مناسب، حيث كانت أسعار الأسهم عالميا تتجه نحو الانخفاض.. وفيما يلي نص الحوار:
«ناسداك».. اسم له احترامه
بعد مرور شهور قليلة من العمل بالاسم الجديد «ناسداك دبي»، هل لنا أن نتعرف على أداء البورصة خلال الفترة التي سبقت العمل تحت اسم بورصة دبي العالمية؟ ما الذي تغير؟
في واقع الأمر، حققت البورصة تطورات كبيرة على جميع المستويات وقد أعطتنا عملية إطلاق الهوية الجديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) زخماً جديداً لا يزال يدفعنا إلى الأمام باعتبارنا البورصة العالمية التي تقدم خدماتها لهذه المنطقة إذ ارتفع حجم تداول الأسهم قياساً بالعام الماضي، وقمنا بإطلاق سوق للمشتقات يشهد نمواً ملحوظاً في كل شهر، وهناك إمكانيات هائلة للنمو المستقبلي كما قمنا بإدراج أسهم متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية هي أسهم دبي للذهب، والتي تتيح للمستثمرين فرصة لشراء أسهم تمثل مادة الذهب.
أما بالنسبة لاسم ناسداك، فهو اسم له تقديره واحترامه في جميع أنحاء العالم، ويتجلى ذلك في ردود الفعل الإيجابية التي عبر عنها المصرفيون، والوسطاء، والشركات، والمسؤولون الحكوميون، سواء على الصعيد الدولي أو داخل المنطقة.
ولا شك أن وراء هذا التغيير في الاسم يكمن سبب جوهري فمن حيث الفريق الإداري، عملت أنا في بورصة ناسداك في نيويورك لمدة خمس سنوات في إدراج شركات جديدة قبل أن أتولى منصب الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك دبي منذ عام مضى قبيل إطلاق الهوية الجديدة، كما أن اثنين من أعضاء مجلس الإدارة في «ناسداك دبي» يعملان في بورصة ناسداك أو إم إكس، ومن بينهما بوب جريفيلد، الرئيس التنفيذي لبورصة ناسداك أو إم إكس، كذلك قمت بتوظيف رئيس عمليات الإدراج من هناك هذا العام ونحرص دائماً على التعاون في مجال التسويق الدولي مع «ناسداك أو إم إكس»، ولدى الشركة إدراج ثانوي في سوق ناسداك دبي، كما نقوم باستخدام تكنولوجيا منصة التداول في «ناسداك أو إم إكس» ونتيجة لكل ذلك، فإن عملية إطلاق الهوية الجديدة تظهر أن «ناسداك دبي» تجمع بين الفهم العميق لطبيعة هذه المنطقة والخبرات والمعارف الدولية، وهو ما يمثل المزيج الذي نحتاج إليه لتحقيق المزيد من النجاح.
تأثر سوق الاكتتابات
كثيرون كانوا يعولون كثيرا على دخول اسم ناسداك البورصة الأمريكية المعروفة في نقل بورصة دبي العالمية إلى آفاق أوسع عن طريق جذب شركات شهيرة إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.. هل هناك أسباب لذلك؟
لقد تأثرت خطط الاكتتاب الأولي في البورصة، كما حدث في البورصات الأخرى، بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي اجتاحت المنطقة والعالم في العام الماضي ولم تتجاوز قيمة الاكتتابات الأولية العامة في منطقة الشرق الأوسط 84 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2009، أي 2 في المائة فقط من قيمتها في الفترة نفسها من عام 2008، وفقاً لمؤسسة أرنست آند يونج.
غير أن المباحثات التي نجريها مع شركات إقليمية كبرى أبدت رغبتها في الاكتتاب العام في البورصة مع بدء تحسن الأوضاع، وهو أمر مشجع ويدعو للتفاؤل وبعض هذه الشركات تتخذ من الإمارات مقراً لها، في حين يعمل بعضها الآخر خارج الدولة، وقد أبدت هذه الشركات اهتمامها وتقديرها للميزات التي نقدمها والتي تجعل من البورصة سوقاً فريدة من نوعها في المنطقة، بما في ذلك إمكانية التواصل غير المقيد مع المستثمرين الأجانب، والقدرة على إعداد سجلات أوامر الشراء المرتبطة بعملية الاكتتاب العام، ما يضمن للجهة المصدرة الحصول على القيمة السوقية لأسهمها، وإمكانية طرح 25 في المائة أو أقل من أسهم الشركة للاكتتاب العام، والمعايير العالية لحوكمة الشركات التي تعتمدها الشركات المدرجة في البورصة، الأمر الذي يمنح المستثمرين والشركاء التجاريين الثقة بإطلاعهم على جميع التطورات وحماية حقوقهم.
كثيرون يرون أن الأزمة المالية أثرت سلبا في البورصة في استقطاب شركات أجنبية خصوصا من أوروبا وأمريكا للإدراج في «ناسداك دبي», وآخر شركة سجلت كانت في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي وهي شركة الأمان الصينية، وكم عدد الشركات التي تتوقعون إدراجها على الأقل خلال النصف الثاني من العام الجاري؟
تم إدراج أسهم ثلاث شركات في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، كما أدرجت أسهم دبي للذهب في آذار(مارس) من هذا العام ومع ذلك، وبسبب الأزمة الاقتصادية، فإن العديد من الشركات العالمية الإقليمية لجأت إلى تعليق خططها المتعلقة بطرح أسهمها للاكتتاب العام ونحن نتوقع أن المناخ المناسب لعمليات الاكتتاب العام سيتحسن في العام المقبل، ولكن الإطار الزمني سيكون مختلفاً بين شركة وأخرى وفقا لنقاط القوة التي تملكها والأسواق التي تعمل فيها ولا نستطيع أن نتوقع أعداد الشركات منذ الآن.
حتى الآن لا تزال هناك فجوة بين المستثمرين في المنطقة و»ناسداك دبي»، حيث لا يزال المستثمرون بمن في ذلك المؤسساتيون بعيدين تماما عن التعامل في «ناسداك دبي» تماما مقارنة بالبورصات المحلية؟
أعتقد أن هذا التصور ليس دقيقاً، فقد أسهمت الاستثمارات المؤسسية في البورصة في رفع حجم التداول بشكل كبير ففي حين شهدت بورصات الأسهم في كل دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضاً في حجم التداول بين الربع الأخير من عام 2008 والربع الأول من عام 2009، باستثناء زيادة طفيفة في بورصة الدوحة بنسبة 6 في المائة، حققت «ناسداك دبي» ارتفاعاً كبيراً في حجم التداول خلال الفترة نفسها بلغ 62 في المائة، كما تشهد البورصة أيضاً نشاطاً وحيوية بالنسبة لاستثمارات الأفراد، التي تمثل نحو ربع حجم التداول ومن بين 29 عضو تداول في البورصة، هناك 16 عضواً دولياً، معظمهم من لندن، و13 عضوا إقليميا وتعد إي إ ف جي هيرميس، وشعاع كابيتال، ومباشر من بين الوسطاء الإقليميين الذين يتداولون بشكل نشط في البورصة.
نشاط غير مسبوق
على الرغم من أن التغييرات التي أدخلتموها على طريقة التداول في البورصة مثل استخدام الدرهم في التعامل، إضافة إلى إلغاء عطلة الأحد إلا أن النشاط لا يزال ضعيفا للغاية، وعدد محدود لا يتعدى ثلاث شركات فقط هي التي يجرى التداول عليها..ما تفسيرك لذلك؟
وصل حجم تداول الأسهم في النصف الأول من عام 2009 إلى 1.76 مليار سهم، مرتفعاً بنسبة 61 في المائة عن 1.09 مليار سهم سجلت في النصف الأول من عام 2008، وبزيادة 35 في المائة من 1.3 مليار دولار سجلت في النصف الثاني من عام 2008 وقد بدأنا بتطبيق سياسة إلزامية الإبلاغ عن عمليات التداول التي تتم عبر الكاونتر في أيلول (سبتمبر) الماضي وتشهد أسهم موانئ دبي العالمية أكبر شركة مدرجة في البورصة تداولاً نشطاً من قبل المستثمرين، بمن في ذلك مستثمرون إقليميون. وخلال الربع الأول من عام 2009، سجلت موانئ دبي العالمية أحجام تداول أعلى من 89 في المائة من الشركات المدرجة في سوق دبي المالي، وأعلى من 95 في المائة من الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية. كما حققت شركة دبا، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، حجم تداول أعلى من 70 في المائة من الشركات المدرجة في سوق دبي المالي وسوق أبوظبي ومن هنا يظهر جلياً أن «ناسداك دبي» نجحت في الوصول إلى المستثمرين في مختلف أنحاء المنطقة.
سهما موانئ دبي و»الذهب»
هناك من يرى أن شركات شهيرة مثل «موانئ دبي» خسرت كثيرا بإدراجها في البورصة في حين أن سهمها كان سيحصل على قيمته العادلة وأكثر في حال أدرج في سوق دبي المالي ويدللون على ذلك بضعف النشاط في «ناسداك دبي» مقارنة بسوق دبي المالي.. ما تفسيرك؟
أعتقد أيضاً أن هذا التصور خاطئ فقد بلغ حجم التداول على أسهم موانئ دبي العالمية مستوى أعلى من 89 في المائة من الشركات المدرجة في سوق دبي المالي خلال الربع الأول ولا شك أن العلاقات الوثيقة التي تربط «ناسداك دبي» مع الوسطاء والمستثمرين تتيح الوصول إلى قيمة عادلة للأسهم، كما أن المستثمرين الأفراد يمكنهم التداول في البورصة من خلال أعضاء التداول الإقليميين، تماماً كما تتاح الفرصة للمستثمرين من المؤسسات في مختلف أنحاء العالم ولعل المؤسف في الأمر أن إدراج أسهم موانئ دبي العالمية جاء في وقت بدأت فيه أسعار الأسهم بالانخفاض على الصعيد العالمي، والأمر ذاته تعرضت له أسعار الأسهم الإقليمية منذ ذلك الحين. وأعتقد أن سعر سهم موانئ دبي العالمية يتوافق مع هذه الاتجاهات.
ما تقييمك لتجربة إدراج أسهم دبي للذهب بعد مرور فترة من التعامل عليها..هل هناك نشاط عليها؟
تم تداول أكثر من 24.400 سهم من أسهم دبي للذهب منذ إدراجها في البورصة في آذار (مارس) الماضي من قبل مجلس الذهب العالمي ومركز دبي للسلع المتعددة، وتعد أسهم دبي للذهب منتج الذهب الوحيد من نوعه في المنطقة المتوافق مع الشريعة وتبلغ قيمة كل سهم 1/10 من السعر الفوري لأونصة الذهب، كما أن كل سهم مدعوم بعُشر أونصة من الذهب الحقيقي ويمكن تداول أسهم دبي للذهب في بورصة ناسداك دبي عن طريق وسيط، كما هي الحال بالنسبة للأسهم الأخرى، وقد استقطبت عمليات التداول فيها مستثمرين أفرادا ومؤسسات وتعد هذه الأسهم نموذجاً جيداً لآليات السوق المبتكرة التي تجلبها بورصة ناسداك دبي إلى أسواق المنطقة، ونتوقع إدراج المزيد من المنتجات المماثلة في المستقبل.
جولات تسويقية
هل لنا أن نتعرف على الجهود التي تبذلونها لنقل البورصة إلى مرحلة جديدة سواء فيما يتعلق بزيادة عدد الشركات المدرجة أو من حيث إدخال تشريعات وأنظمة تداول جديدة؟
نقوم بالترويج والتسويق للبورصة بشكل فعال في المنطقة وقد قمت شخصيا هذا العام بزيارة إلى السعودية، الكويت، الأردن، عمان، ولبنان، إضافة إلى الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، كما قام زملائي في «ناسداك دبي» بزيارة العديد من الدول أيضا ونقوم حالياً بمراجعة قواعد الإدراج وضبطها بدقة بما يعزز مصالح الشركات المصدرة والمستثمرين، وفي العام الماضي انتقلنا للتداول عبر منصة التداول «إكستريم» في «ناسداك أو إم إكس»، والتي تستخدمها البورصات في مختلف أنحاء العالم. ونعد مبادرة إطلاق سوق أسهم المشتقات في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي من أهم المبادرات حيث بدأ التداول في عقود الأسهم الآجلة على مؤشر «إف تي إس إي ناسداك دبي الإمارات 20»، وهو مؤشر معياري يضم أسهماً مدرجة في بورصات الأسهم الثلاث في الإمارات كما قمنا بإدراج عقود آجلة في أسهم 20 شركة مفردة في الإمارات وفي نيسان (أبريل) من هذا العام بدأنا بتقديم خدمة خيارات الأسهم، وتعد مشتقات الأسهم أداة مهمة لمساعدة المستثمرين على إدارة المخاطر.
لكن هل هناك نشاط في سوق المشتقات؟
هذه السوق تتمتع بإمكانيات نمو هائلة وخلال الربع الثاني من العام الجاري بلغ إجمالي حجم التداول في العقود الآجلة 26.196 عقدا، مرتفعاً من 7.292 عقداً في الربع الأول ونتوقع أن تشهد السوق توسعاً ملحوظاً مع انضمام عضو للمقاصة العامة قريباً، وزيادة عدد أعضاء التداول وفي الوقت الحالي لدينا عضو تداول وحيد هو شركة أرقام كابيتال، وصانع واحد للسوق هو شركة ساسكويهانا إنترناشيونال سيكيوريتيز، كما بدأت «سن غارد»، الشركة العالمية لتكنولوجيا المعلومات، بتوفير خدماتها للوسطاء لإدارة مشتقات الأسهم المتداولة في السوق، كما أن «ناسداك دبي» أكبر بورصة في العالم للصكوك المدرجة من حيث القيمة، حيث يتداول في البورصة 20 صكاً تبلغ قيمتها أكثر من 16 مليار دولار ونحن نضع عملية توسيع المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في مقدمة أولوياتنا.