رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أعمال المرأة السعودية بين الإبداع والنمطية

تتباين المجتمعات باقتصادياتها بحكم عوامل ثقافية وبيئية وجغرافية وديمغرافية وغيرها لتشكل بالتالي سمة ربما لا توجد في أحدها أو تتغلب فيها مقارنة بالآخرين. والمجتمع السعودي وبالتالي اقتصاده، له سمات من الواضح أنها توجد فيه ولا توجد في غيره. ونظراً لتلك السمات أو الخصائص تولد لدينا خصوصيات دائما ما يقال عنها إنها ربما ميزة تنافسية أو سلبية من الصعب تحديها. وحديثي هنا مقصور على الجوانب الاقتصادية فقط وما عسى ذلك المجتمع أن ينتج أو يزيد من فعالية أدائه. فحين نتحدث عن أحد محاور هذه السمات يظهر جلياً التباين في الأداء وخصوصا في توظيف هذه السمة فيما يزيد من الفاعلية والمشاركة وسد الحاجة الاقتصادية بمنهجية اقتصادية تنعكس إيجابا على زيادة الناتج للاقتصاد، وعلى وجه التحديد، تفعيل دور التقنية والتغيرات غير المسبوقة في أدواتها وبالتالي نسيج الاقتصادات ومرتكزاتها.
فالتطور التقني وثورة المعلومات والاتصال بلا شك هي واحد من تلك المحاور التي لم توظف بشكل استفادت منه خصوصية مجتمعنا واقتصادنا ومنها عمل المرأة والأعمال التي من الممكن أن تقوم بها وتزيد من مشاركتها. إن خصوصية المجتمع السعودي في عمل المرأة يجب أن تكون ميزة تنافسية وليست سلبية وذلك من جانب المرأة نفسها حيث حجبت طبيعة هذه الخصوصية من دخول الرجال إلى محيط مثل هذه الأعمال، ولذا فالمنافسة أقل من نصف المجتمع الآخر. إني لا أتحدث عن الوظائف في الحكومة أو القطاع الخاص بل الأعمال التي من خلق الشخص ذاته وتكوين منشأة اقتصادية ولو فردية تكون قائمة على مثل هذه الخصوصية والاستفادة منها من خلال تفعيل دور التقنية وقلة المنافسة. نعم هناك عقبات تواجهها المرأة السعودية من خلال الإجراءات والأنظمة للأعمال وتكوين المنشآت لكن الأمر يجب ألا يكون هو العائق أمام مثل هذه الإجراءات ولكنها روح الإبداع التي يجب أن تخرج عن النمطية. فمثلاً تجد غالب الأعمال المملوكة والتي تدار بطاقم نسائي بالكامل أعمالا نمطية كالمشاغل والصالونات أو ربما فروع لأعمال صالحة للرجال والنساء مثل العقار أو الأسهم وغيرها. ولا بأس في ذلك بل لا يوجد ما يميز الرجل عن المرأة في مثل هذه الأعمال إلا أنني أرى أن هناك فرصاً خلقتها طبيعة المجتمع وهي '' الخصوصية '' من الممكن أن تكون مرتعاً اقتصاديا يندر وجوده لمصلحة نجاح تلك الأعمال وقلة التنافسية فيها من قبل الرجل في ظل ما وفره التقدم الهائل في المعلومات والاتصال والذي يجب أن يكون آلية فاعلة وأبرز مقومات النجاح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي