بعد 3 أعوام على حكم راؤول كاسترو.. الكوبيون غارقون في مصاعب العيش

بعد 3 أعوام على حكم راؤول كاسترو.. الكوبيون غارقون في مصاعب العيش

أمضى فيجيلو العيد الوطني الكوبي في هولجوين «شرق» والعرق يتصبب منه وهو على دراجته الهوائية، بعد أن ثبت قبعة على رأسه لضمان الحماية من الشمس. وقال الرجل الذي يبلغ الـ 48 «لا وقت لدي للاستماع إلى الخطابات، علي أن أعمل».
وفيما أخذ قسطا من الراحة أمام مقهى مزين بأعلام كوبية ورقية صغيرة، أشار فيجيلو إلى أنه يؤدي وظيفتين، فهو أستاذ للرياضة في النهار ويقود «تاكسي الدراجة الهوائية» مساء وفي نهاية الأسبوع والعطل لجني بعض البيزوهات الإضافية.
وقال الرجل النحيل «حدثت تحسنات مع راؤول، لكن كل شيء بات أغلى ثمنا، وعلى الأخص الغذاء»، مؤكدا أنه يكسب على دراجته نحو 70 بيزو كوبيا في اليوم «نحو 3 دولارات، أي 84 دولارا شهريا»، ما يفوق المعدل السائد «20 دولارا شهريا».
وأضاف «لكن لحسن الحظ، يبيع عدد كبير من المتاجر في هولجوين منتجاته بالعملة المحلية» في مدينة تضم 300 ألف نسمة، «على عكس هافانا حيث كل شيء يباع أيضا بعملات أجنبية» ما يرفع من الأسعار. وتابع «عندما خلف راؤول فيدل وأعلن تغييرات، ظننت أن الأمور ستجري بسرعة كبيرة، لكن الأمور ستستغرق الكثير من الوقت».
أما رامون جونزاليس المتقاعد في الـ 64 من العمر الذي يواصل العمل كحارس مبنى، فأعرب عن «خيبة الأمل» حيال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث كان يأمل أن «يتمكن منذ وصوله إلى البيت الأبيض من الحد من» 47 عاما من الحصار الأمريكي.
وقال «عند انتخاب أوباما، اعتراني الأمل في أن يحرز تغييرات مهمة، أن يعدل العلاقات مع بلادنا. لكن مع مرور الأيام، يتراجع إيماني بذلك».
ووعد أوباما «بحقبة جديدة» من العلاقات مع كوبا ورفع القيود على السفر وتحويل أموال الكوبيين الأمريكيين إلى بلدهم الأم. واعتبرت حكومة راؤول كاسترو هذا القرار «غير مؤثر».
أما أيدر ماتوس المحامي في الـ 28 والكثير الكلام، فاعتبر أن الحصار «سبب أساسي للصعوبات الاقتصادية» في كوبا، لكنه «لا يبرر كل شيء»، وذكر أقوالا لراؤول كاسترو نفسه الذي دان ثقل البيروقراطية الكوبية التي تعوق التنمية الاقتصادية.
وقال الشاب الذي يعمل في شركة استيراد وتصدير كوبية «المشكلة هي أن الأزمة الاقتصادية العالمية طالتنا بقسوة، وإن أقل من الولايات المتحدة، علما أننا معتادون الأزمات»، وأضاف أنه بسبب الأزمة، تبدو «التغيرات البنيوية» التي أعلنها راؤول كاسترو قبل عامين التي رأى فيها الكوبيون نهاية طلب ترخيص بالخروج للسفر أو ازدواجية العملة «ليست قريبة المنال».
وتعرضت الجزيرة وإقليم هولجوين بالذات في عام 2008 لسلسلة من الأعاصير التي أدت بحسب الحكومة الكوبية إلى أضرار بقيمة عشرة مليارات دولار، ما يوازي نحو 20 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي. كما تدهورت أسعار النيكل في الأسواق العالمية، وهو المورد الرئيس في إقليم هولجوين ومنتج للتصدير الوطني، ما سدد ضربة قاسية أخرى إلى اقتصاد ضعيف في الأصل.
وفيما يبقى ماتوس متفائلا، يحلم فيجيلو على دراجته بمغادرة كوبا، على غرار ابنه الوحيد في الـ 19 الذي يدرس اللغة الإنجليزية. وقال إن «الثورة حققت الكثير لنا وأنا ممتن لها، لكن حياتنا اليومية بالغة الشقاء. ليتني كنت سائحا في بلادي».

الأكثر قراءة