كيف نستفيد من برامج المسجد
تنظم بعض المساجد عديدا من البرامج النافعة، خصوصا في الإجازات الصيفية، حيث تجد المساجد مكتظة بالحضور لهذه البرامج سواء كانت دروسا علمية أو محاضرات أو برامج أخرى، ويفوت بعض الناس الذين لديهم أوقات فراغ الكثير من خير هذه البرامج المنوعة التي يحرمون أنفسهم منها. ويمكن أن يستفيد هؤلاء من هذه البرامج خصوصا برامج دورات تعليم القرآن الكريم وتجويده، لاسيما أنه تنظم دورات مكثفة لمدة شهر في بعض المساجد، ويعتبر وقتها من الأوقات المناسبة للموظف وللطالب معا. وهذه الدورات تساهم في تعديل قراءة أحدنا وتحسينها في القرآن وكذلك تجويده، فيستطيع القراءة الصحيحة لكتاب الله الكريم، ويتعلم جديدا ربما كان خافيا عليه. والملاحظ أن أكثر المستفيدين من هذه البرامج التعليمية ذات النفع الكبير بعض المقيمين من جنسيات مختلفة، وتجدهم وفقهم الله يقبلون عليها بنهم كبير، ولا تفوتهم مثل هذه البرامج ويبذلون الوقت والجهد في سبيل المشاركة فيها، فيما المواطنون أقل إقبالا على ذلك وربما ذلك لظروف مختلفة يصعب حصرها، علما بأن بعضهم لديه من الوقت الكثير الذي يمكن أن يستغله للمشاركة فيها، لكنهم يفضلون قضاءها في أشياء أخرى قد تكون أقل فائدة في نظرنا، كمشاهدة برامج القنوات الفضائية بشتى مسمياتها. والبعض الأخر يقضيها في النوم وما أدراك ما النوم، ويحرم نفسه من خير عظيم فيما لو خصص ساعة من وقته يوميا للاستفادة من مثل هذه الدورات والبرامج النافعة التي نحن على موعد دائم طوال السنة في بعض المساجد، وقد لا تتاح الفرصة بسبب المشاغل خلال العام، لكن الفرصة تتكرر في الإجازات، خاصة الصيفية للاستفادة من مثل هذه الدورات، ولا أبالغ حين اذكر ثناء بعض من حضروا هذه الدورات والبرامج على حجم الفائدة منها، مع اختلاف مسميات الدورات التي حضروها بحسب أهميتها لدى كل متلق، كل في الفن الذي اختاره فهناك من يشارك في دورة تعليم القرآن من تجويد وقراءة، والبعض الآخر يشارك في دورات علمية مكثفة، وآخرون في دورات تدريبية تقيمها المساجد ضمن أنشطتها العامة، وصنف آخر يحرص على حضور المحاضرات الثقافية كسندوتشات يستفيد منها بين الحين والآخر. وهناك صنف لا يستفيد من أوقاته البتة فيما ينفعه، وتضيع سدى دون أن تعدل مسار حياته، وهذا الصنف بعض الشباب الذين ليس لديهم أي ارتباط آخر، وبعضهم محسوب على أهل الخير والصلاح، وفائدته لمجتمعه لا تذكر، ووقته يذهب سدى، والأوقات في حياتنا كثيرة لكن الفرق في كيفية الاستفادة منها من شخص لآخر، وهذا هو مربط الفرس، ولذلك علينا ألا نغفل المقبلات الإيمانية في حياتنا التي تعزز نشاطنا وهي بمثابة الغذاء الروحي لنا، فلنحاول أن تكون ضمن برامجنا اليومية الخاصة ولو عبر تنقلاتنا بالسيارة، نسأل الله التوفيق.