النفط يتخطى 70 دولارا للبرميل بفضل انتعاش أسواق المال
واصلت أسعار النفط ارتفاعها لدى افتتاح جلسة التداول أمس في نيويورك حيث اتجه سعر برميل النفط المرجعي إلى نحو 70 دولارا أعلى سعر منذ شهر، في سوق اتسمت بالتفاؤل المدعوم بضعف سعر صرف الدولار. وفي أثناء التداولات تم التداول ببرميل النفط المرجعي الخفيف في سوق نيويورك تسليم أيلول (سبتمبر)، بسعر 68.50 دولارا بزيادة 45 سنتا مقارنة بسعر الإقفال الجمعة.
وقال آندي ليبو من مؤسسة ''ليبو اأويل أسوشيتس'' إنه ''منذ أسبوع أو اثنين، تحسنت سوق النفط بفعل تحسن البورصات في العالم ما يعكس بعض النتائج الجيدة التي نشرتها'' شركات أمريكية، وأوضح المحلل ''لا نزال نرى مستثمرين وصناديق استثمار تعود إلى أسواق المواد الأولية ويستخدم بعضهم ضعف سعر صرف الدولار سببا لشراء النفط''.
وهكذا، ارتفعت أسعار النفط الخام في نيويورك 5 في المائة الأسبوع الماضي وسجلت أعلى مستوى لها في الأول من تموز (يوليو) حيث بلغ سعر البرميل 68.99 دولار، وفي لندن بلغ سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال ''برنت'' 71.28 دولار، وهو أعلى سعر له منذ التاريخ نفسه.
وأظهر استطلاع أجرته ''رويترز'' لعدد من كبار المحللين والمؤسسات التي ترصد تجارة النفط أن الاستهلاك العالمي للنفط سيرتفع في عام 2010 للمرة الأولى منذ عامين إذ سيعزز انتعاش الاقتصاد العالمي الطلب.
إلا أنه من غير المرجح أن تتسبب الزيادة المتوقعة عند 1.1 في المائة على مستوى العالم في سحب كل المعروض الفائض على الرغم من تباطؤ نمو الإنتاج في الدول غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك''.
وأظهر الاستطلاع الذي شمل تسعة من المحللين والمؤسسات أن من المرجح أن يرتفع الطلب على النفط بنحو 900 ألف برميل يوميا ليصل إلى 84.9 مليون برميل يوميا في عام 2010، وسجل الطلب العالمي تراجعا بنسبة 2.5 في المائة منذ أن بلغ 86.2 مليون برميل يوميا عام 2007 وذلك بفعل التأثير المزدوج لارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية التي تسببت في تراجع الاستهلاك.
وأدى التراجع الحاد في الطلب إلى انهيار أسعار النفط من مستوياتها القياسية التي قاربت 150 دولارا للبرميل الصيف الماضي لتصل إلى مستوى دون 40 دولارا للبرميل مع بداية العام الحالي.
ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار مرة أخرى لتقارب مستوى 70 دولارا للبرميل بعد أن خفضت منظمة أوبك الإمدادات. وأسهم في دعم الأسعار أيضا توقعات المستثمرين بأن يبدأ الطلب في تجاوز المعروض خلال الأعوام المقبلة. وقال عدد من المحللين إن التوقعات قد تكون سابقة لأوانها.
وقال آدم سيمنسكي رئيس الاقتصاديين في مجال الطاقة لدى دويتشه بنك ''منذ ستة أشهر كانت هناك مخاوف من أن ينكمش المعروض بدرجة كبيرة في المستقبل لكني أعتقد أن تلك المخاوف أصبحت ضئيلة في الوقت الراهن''. وأضاف ''نرى أن الطلب على النفط لن يكون قويا على وجه الخصوص العام المقبل وستظل الإمدادات من المنتجين المستقلين قوية''، ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات من المنتجين المستقلين بمتوسط 100 ألف برميل يوميا في عام 2010 لتصل إلى 50.5 مليون برميل يوميا كما أن هناك توقعات بارتفاع الطلب على النفط الخام في دول أوبك بمتوسط 400 ألف برميل يوميا ليصل إلى 29.5 مليون برميل يوميا. ويقل ذلك بنحو مليوني برميل يوميا عن الطلب العالمي على النفط في دول أوبك خلال عام 2008.
وبلغ إنتاج الصين من النفط الخام في الأشهر الستة الأولى للعام الحالي 93.49 مليون طن وهو ما يعكس انخفاضا بمقدار 1 في المائة عن الأشهر نفسها من العام الماضي. وذكرت اللجنة القومية للتنمية والإصلاح التابعة لمجلس الوزراء الصيني أن معامل التكرير كررت في تلك الأشهر 175.13 مليون طن بزيادة قدرها 1.5 في المائة على عام سبق. كما أشارت اللجنة إلى أن صناعة البترول والبتروكيماويات سجلت أثناء الأشهر الخمسة الأولى للعام ما يعادل 13.9 مليار دولار أمريكي بانخفاض قدره 35.4 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2008 ، وأن صناعة استكشاف النفط والغاز حققت في الأشهر الستة الأولى أرباحا تعادل 7.25 مليار دولار بتراجع نسبته 75.8 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للنفط ''أوبك'' أمس إن سعر سلة خامات ''أوبك'' القياسية ارتفع إلى 67.80 دولار للبرميل يوم الجمعة من 66.46 دولار يوم الخميس الماضي.