كيف فقدت سوق الأوراق المالية الأمريكية 90 % من قيمتها؟
يوضح الكتاب أنه في عام 1932 كانت الولايات المتحدة تواجه أكبر كارثة في تاريخها بخلاف الحروب، فقد كان القطاع الصناعي فيها، والذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، يمر بحالة من الركود.
عندما تولى فرانكلين روزفلت الرئاسة الأمريكية في آذار (مارس) من عام 1933، كانت معدلات البطالة تصل في المتوسط إلى 25 في المائة. ولم تكن هناك أنظمة الدعم الحكومي للمحتاجين مثل إعانات البطالة والكوبونات الغذائية، لم يكن روزفلت معروفا بالليبرالية، ولكن كان عليه ومستشاريه اتخاذ إجراءات سريعة.
كان «وكالة تقدم العمل» أحد الأعمدة الأساسية في خطة الصفقة الجديدة التي وضعها روزفلت، وكانت برنامجا مثيرا للجدل، حيث اعتبره خبراء الاقتصاد والساسة المحافظون تدخلا غير مبرر للحكومة في الاقتصاد.
إلا أن الكتاب يشير، في تحليله لهذا البرنامج الذي استغرق ثماني سنوات، إلى أن نتائجه على المدى القصير كانت هائلة، فقد قام الملايين من العاطلين الأمريكيين المشتركين في هذا البرنامج ببناء الجسور والسدود والكباري ورسم اللوحات التذكارية وتوفير وجبات غذائية للمعوزين، وكان من أهم إنجازات هذا البرنامج ما قدمه من أمل للأمريكيين.
يوضح الكتاب أنه في عام 1932 كانت الولايات المتحدة تواجه أكبر كارثة في تاريخها بخلاف الحروب، فقد كان القطاع الصناعي فيها، والذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، يمر بحالة من الركود. وامتد هذا الركود إلى أسواق الأوراق المالية لتخسر 90 في المائة من قيمتها.
كما امتد الركود إلى المصانع ومن المصانع إلى المتاجر في المدن الكبرى ومنها إلى المتاجر في الضواحي ثم إلى الريف، حيث كان المزارعون يواجهون مشكلات أخرى خاصة بهم بسبب الديون والجفاف.
كان هناك 13 مليون فرد عاطلا عن العمل وتشير بعض التقديرات إلى وصول العدد إلى 15 مليونا، وبينما أخذت مواردهم في التضاؤل لجأوا إلى شد الحزام والتقشف، وخسر الملايين خسروا منازلهم وارتدوا ملابس من الخرق المهترئة واضطروا إلى السعي كالحيوانات الضالة بحثا عن الطعام في القمامة.
وفوق كل هذه الخسارة المادية، فقد الناس الشعور بالأمان وانتابهم اليأس وازدادت معدلات الانتحار، إلا أن فلسفة السياسة الأمريكية عموما كانت تنكر على الحكومة المركزية دورها في معالجة المشكلات الاجتماعية.
كانت بدايات الأزمة في تشرين الأول (أكتوبر) 1929 عندما انهارت الأسواق المالية، وبحلول عام 1932 كانت أكثر من 3600 بنك قد أفلس مضيعا مدخرات الملايين من المودعين، ومع كل بنك أو شركة تغلق أبوابها كان المئات من العمال يتشردون.
في الوقت ذاته كان المزارعيون يعانون أزمات كبيرة تعود إلى أكثر من عشر سنوات من تراجع الطلب على المنتجات الزراعية الأمريكية التي كانت تعمل بكامل طاقتها بعد الحرب العالمية الأولي لتصدر إنتاجها إلى أوروبا التي أنهكتها الحروب ولكن بعد استعادة قطاع الزراعة في أوروبا قواه قل الطلب على المنتجات الزراعية الأمريكية.
Title: American-Made: The Enduring Legacy of the WPA: When FDR Put the Nation to Work
Author: Nick Taylor
Publisher: Bantam
ISBN-10: 0553381326
February 2009
Pages: 640