تحليل: البنوك السعودية الكبيرة امتصت نتائج الصغيرة وجمعت 12.7 مليار ريال
كشفت البيانات المجمعة للبنوك السعودية المدرجة في سوق الأسهم ــ عشرة بنوك حيث يستثنى مصرف الإنماء ــ أن أرباحها للنصف الأول من العام الجاري تراجعت بنسبة 4.4 في المائة إلى 12.76 مليار ريال, مقارنة بأرباح الفترة نفسها من العام الماضي.
وأظهرت البنوك المقيدة في السوق السعودية قدرتها على الوقوف في وجه الأزمة المالية العالمية التي أحاطت بجميع المؤسسات المالية وغيرها حول العالم، وذلك بعد أن استطاعت أن تحقق أرباحا في الربع الثاني من العام الجاري بلغت 6.47 مليار ريال. وأشار تحليل مالي أعده الدكتور ياسين الجفري إلى أن البنوك السعودية تجاوزت السيناريوهات السلبية التي كانت متوقعة في الربع الثاني، ويعتقد التحليل أن البنوك الكبيرة امتصت النتائج السلبية للبنوك الصغيرة وبالتالي خرج القطاع بتراجع محدود في ربحيته. وحسب التحليل، تصدر بنك الجزيرة في نمو الربحية حيث حقق خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 120.773 مليون ريال بنسبة نمو ربعي 18.14 في المائة ونمو مقارن 20.91 في المائة.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
التطلعات الحالية للسوق المالية تستند إلى عدد من التوقعات المتضاربة بسبب عدد من الأحداث على الساحة المالية بداء من التوقعات حول تأثير الأزمة المالية وعدم كفاية كمخصصات البنوك وربما زيادة الاحتياج لتكوينها، مرورا بالضغوط من القروض المحلية التي استخدمت لتمويل أنشطة استحواذ ومالية في السوق ولمصلحة رجال أعمال محليين وربما تأثروا بالأزمة، مما ربما ينجم عنها الاحتياج لتكوين مخصصات. وبالتالي تركز التوقعات السلبية حول عدم كفاية المخصصات نتيجة لعمق التأثير المالي من الأزمة العالمية. وبالتالي ترى جهات أن الأرباح ستتراجع للبنوك السعودية في الربع الثاني من عام 2009 وربما بأحجام كبيرة ولن نشاهد أي نوع من التحسن خلال الربع. في حين تتناول جهات أخرى سيناريو أقل سلبية، حيث ترى أن حجم ربحية البنوك والهوامش المتوافرة والتي نجمت من تخفيض سعر فائدة الاقتراض ورفع فائدة الإقراض ستمتص وبصورة كبيرة السلبيات الموجودة نتيجة للأزمة العالمية، وبالتالي ستحافظ البنوك على مستويات ربحيتها ولن نشاهد أي تراجع ربحي يذكر. وفي المقابل هناك من يرى أن الربع الثاني من عام 2009 سيكون نقطة تحول بفعل كفاية مخصصات البنوك وقوة الربحية الناجمة عن ارتفاع الهامش الربحي لعمليات البنوك وخاصة الإسلامية.
مع اكتمال صدور نتائج القطاع البنكي وإعلان الربحية للربع الثاني من عام 2009 تتضح الصورة الكلية للقطاع. حيث ومن خلال الجدول المرفق نجد أن القطاع البنكي حقق خلال الربع الثاني من عام 2009 أرباحا تجاوزت 6.472 مليار ريال (دون أرباح بنك الإنماء والبنك الأهلي التجاري) مقابل أرباح الربع الأول من عام 2009 بلغت 6.289 مليار ريال وبنسبة نمو ربعية بلغت 2.91 في المائة، ولكن مقارنة بالربع الثاني من عام 2008 البالغة 6.827 مليار ريال كانت نسبة النمو سالبة وعند 5.19 في المائة. وبالتالي بلغت أرباح البنوك لنصف عام 2009 نحو 12.762 مليار ريال مقابل 13.231 مليار ريال لعام 2008 أي تراجعت بنحو 3.54 في المائة. ويتضح لنا أن هناك تراجعا طفيفا في ربحية القطاع نتيجة للضغوط مما يرجح إمكانية مشاهدة السيناريو الثاني ليصبح أكثر واقعية من السيناريوهات الثانية.
البنك السعودي للاستثمار
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 187.414 مليون ريال بنسبة نمو ربعي سالب 22.1 في المائة ونمو مقارن سالب 34.13 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 428 مليون ريال بتراجع بلغ 21.69 في المائة. ويبقى السؤال هنا هل تراجع الربح نتيجة للمخصصات أو لفقدان مصادر إيرادات ومع إعلان النتائج في موقع تداول يمكن التعرف على هذه النقطة.
بنك الجزيرة
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 120.773مليون ريال بنسبة نمو ربعي 18.14 في المائة ونمو مقارن 20.91 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 223 مليون ريال بتراجع بلغ 11.94في المائة. الملاحظ أن الربع الثاني من عام 2009 حقق البنك فيه نتائج إيجابية وربما يعكس اتجاه البنك نحو نتائج أفضل خلال العام الحالي وتجاوز أزمة انحسار سوق الأسهم.
بنك الرياض
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 917.941 مليون ريال بنسبة نمو ربعي 108.12 في المائة ونمو مقارن 1.28 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 1.359 مليار ريال بتراجع بلغ 14.91 في المائة. كثرت الشائعات حول نتائج البنك والمخصصات ولكن نتائج الربع الثاني توحي بوجود تحسن في أداء البنك وكفاية مخصصاته لمواجهة أي ضغوط ائتمانية مستقبلية.
بنك الراجحي
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 1.771 مليار ريال بنسبة نمو ربعي 2.29 في المائة ونمو مقارن 10.01 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 3.503 مليار ريال بنمو بلغ 9.06 في المائة. ويعد البنك واحدا من ثلاثة بنوك أصدرت بيانات تعكس نتائج إيجابية وتدعم السيناريو الإيجابي حول مستقبل القطاع ونموه للاستفادة من الفرص التي أتيحت لهم.
البنك السعودي الفرنسي
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 692.247 مليون ريال بنسبة نمو ربعي سالب 6.55 في المائة ونمو مقارن سالب 10.57 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 1.433 مليار ريال بتراجع بلغ 4.93 في المائة. ويبقى السؤال هنا هل تراجع الربح نتيجة للمخصصات أم لفقدان مصادر إيرادات؟ ومع إعلان النتائج في موقع تداول يمكن التعرف على هذه النقطة فيما بعد. ولكن ككل شركات القطاع النتائج تعد لكل شركة إيجابية.
البنك العربي الوطني
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 746.171 مليون ريال بنسبة نمو ربعي 7.39 في المائة ونمو مقارن سالب 0.8 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 1.441 مليون ريال بنمو بلغ 1.17 في المائة. ويعد البنك الثاني من حيث تحقيقه نموا إيجابيا وبالتالي استطاع أن يدعم نتائجه واستفاد من الفرصة المتاحة حاليا.
البنك السعودي البريطاني
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 676.046 مليون ريال بنسبة نمو ربعي سالب 11.04 في المائة ونمو مقارن سالب 14.97 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 1.436 مليار ريال بتراجع بلغ 7.48 في المائة. ويبقى السؤال هنا هل تراجع الربح نتيجة للمخصصات أو لفقدان مصادر إيرادات ومع إعلان النتائج في موقع تداول يمكن التعرف على هذه النقطة.
مجموعة سامبا المالية
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 1.243 مليار ريال بنسبة نمو ربعي سالب 2.22 في المائة ونمو مقارن 1.79 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 2.515 مليار ريال بنمو بلغ 3.84 في المائة. ويعد من البنوك التي حققت نتائج جيدة ولكن ليست بقوة البنوك الأخرى مما يوضح استفادته من الفرص وتحقيقه نتائج جيدة.
البنك السعودي الهولندي
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 90.582 مليون ريال بنسبة نمو ربعي سالب 68.15 في المائة ونمو مقارن سالب 72.24 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 375 مليون ريال بتراجع بلغ 38.39 في المائة. ويبقى السؤال هنا هل تراجع الربح نتيجة للمخصصات أم لفقدان مصادر إيرادات؟ ومع إعلان النتائج في موقع تداول يمكن التعرف على هذه النقطة.
بنك البلاد
حقق البنك خلال الربع الثاني من عام 2009 نحو 26.85 مليون ريال بنسبة نمو ربعي 20.13 في المائة ونمو مقارن سالب 52.89 في المائة. نصفيا بلغت ربحية البنك لعام 2009 نحو 49.2 مليون ريال بتراجع بلغ 54.47 في المائة. ويبقى السؤال هنا هل تراجع الربح نتيجة للمخصصات أم لفقدان مصادر إيرادات؟ ومع إعلان النتائج في موقع تداول يمكن التعرف على هذه النقطة.
مسك الختام
نتائج البنوك السلبية عوضتها البنوك الكبيرة وامتصت بالتالي عثرات غيرها في القطاع وانتهت نتائج القطاع بالإيجاب على الرغم من أن هناك نوعا من عدم تصديق النتائج من قبل السوق والخوف من المفاجآت.