سوء التسويق "يهمش" وثيقة تأمين السفر الدولي لدى السعوديين
أفاد خبراء ومتعاملون في مجال التأمين في السعودية، أن عدم التسويق الجيد لوثيقة تأمين السفر الدولي أسهم بشكل كبير في عدم الاستفادة من هذه الوثيقة التي تشمل تغطية تأمينية متعددة وبتكلفة متواضعة مقارنة بالوثيقة الأحادية التي تغطي نوعا واحدا من التأمين وهو التأمين الصحي.
وفيما رصدت "الاقتصادية" وجود طلب ملحوظا على اقتناء وثيقة تأمين السفر الدولي خاصة تلك التي تشمل تغطية التأمين الصحي تحديدا، تحسبا لمرض إنفلونزا الخنازير الذي بدأ ينتشر في الكثير من البلدان العربية والأجنبية المحببة لدى السياح السعوديين خلال فصل الصيف، إلا أن عددا من المتعاملين عزا هذا الطلب إلى اشتراط معظم سفارات الدول الأجنبية تضمين مستندات طالبي الحصول على التأشيرات وثيقة رسمية للتأمين الصحي الذي تدرجه الشركات المصدرة لهذا النوع من التأمين ضمن وثيقة واحدة تشمل تأمين السفر الدولي.
إن وثيقة تأمين السفر الدولي عبارة عن تعهد من شركة التأمين بتغطية المخاطر المتعلقة بسفر المستفيد إلى خارج المملكة مقابل قسط يتم دفعه إلى شركة التأمين وفقاً للنطاق والتحديدات والشروط والاستثناءات التي يتم الاتفاق عليها بين العميل وشركة التأمين.
وقال لـ "الاقتصادية" عبد العزيز أبو السعود عضو اللجنة الوطنية للتأمين مدير عام مجموعة الموارد للتأمين، إن الطلب على وثيقة تأمين السفر الدولي التي تشمل حزمة من التأمينات المختلفة في السعودية لا يزال متواضعا، مقارنة بالدول الأخرى، إذ إنه لا يتجاوز10 في المائة مقارنة بالطلب على التأمين الصحي وغيره من أنواع التأمين الأخرى. لافتا إلى أن عدم التسويق الجيد لوثيقة تأمين السفر الدولي أسهم بشكل كبير في عدم الاستفادة من هذه الوثيقة التي تشمل تغطية تأمينية متعددة وبتكلفة متواضعة وأكثر شمولية.
واعتبر أبو السعود التوجه الملحوظ في طلب وثيقة تأمين السفر الدولي ليس إلا استجابة لشروط سفارات الدول الأجنبية التي تلزم المسافرين إلى دولها بضرورة استخراج وثيقة تأمين صحي ـ والتي عادة ما تروجها شركات التأمين ضمن وثيقة تأمين السفر الدولي ـ كشرط أساسي للحصول على تأشيرة السفر.
وزاد: إن البعض يفضل استخراج وثيقة التأمين الصحية أو الطبي التي تغنيهم عن وثيقة تأمين السفر الدولي التي تشمل حزمة من أنواع التأمين كالتأمين الصحي والتأمين على الحوادث والتأمين على الممتلكات والعفش وغير ذلك، وقال: "لا أعتقد أن يكون مرض إنفلونزا الخنازير سببا مباشرا لزيادة نشاط الطلب على وثيقة تأمين السفر الدولي".
وأشار أبو السعود إلى أن المسافرين والسياح الذين يريدون السفر إلى الدول التي تطلب تأشيرات فإنه يلزمهم استخراج وثيقة تامين صحي وهناك القليل منن يحرص على استخراج وثيقة تأمين السفر الدولي، إذ إن هذه الدول تعتمد على شركات التأمين فيها لتغطية كثير من المخاطر التي يتعرض لها مواطنوها وهي بالتالي تشترط على من يدخل أراضيها أن يكون مغطى تأمينياً عن بعض المخاطر حتى لا تتحمل هذه الدول التبعات المالية التي تترتب على حصول هذه المخاطر لمن يدخل أراضيها.
في المقابل يرى الدكتور فهد بن حمود العنزي عضو مجلس الشورى السعودي والخبير في مجال التأمين، أن وثيقة تأمين السفر الدولي لا تقل أهمية عن جواز السفر وتذاكر السفر أيضا، إذ إن هذه الوثيقة تمثل - بعد الله - غطاء ضروري لكثير من المخاطر التي يتعرض لها المسافر في الخارج، والتي قد تربك وقته أو ميزانيته الموضوعة للسفر أو أنه لا يستطيع أصلاً مجابهتها دون وجود مثل هذا النوع من التأمين.
وقال: لقد أصبحت هذه الوثيقة إلزامية في السفر إلى بعض الدول كما هو الحال بالنسبة لكثيرٍ من الدول الأوروبية، حيث أصبحت هذه الوثيقة شرطا أساسيا للحصول على تأشيرة الدخول إليها، وهو أمر منطقي، حيث إن هذه الدول تعتمد على شركات التأمين فيها لتغطية كثير من المخاطر التي يتعرض لها مواطنوها وهي بالتالي تشترط على من يدخل أراضيها أن يكون مغطى تأمينياً عن بعض المخاطر حتى لا تتحمل هذه الدول التبعات المالية التي تترتب على حصول هذه المخاطر لمن يدخل أراضيها.
واعتبر الدكتور العنزي أن إلزامية وثيقة تأمين السفر الدولي لها انعكاس إيجابي فيما يتعلق بنشر ثقافة التأمين بوجه عام في المملكة، على اعتبار أن وثيقة تأمين السفر تتضمن في ثناياها حزمة من أنواع التأمين المفيدة كالتأمين الصحي والتأمين على الحوادث والتأمين على الممتلكات، ولها كذلك انعكاس إيجابي على نشر ثقافة التأمين في حالة السفر مما يعود بالفائدة على مواطنينا في الخارج.
وأضاف قائلا: "إن هذا الأمر فيه ميزة حتى بالنسبة للمملكة فهي ستضمن كذلك تغطية مواطنيها بالتأمين في الخارج وعدم تعرضهم للمهانة أو ابتزازهم من أجهزة تلك الدول أو حتى معاناتهم من مزاجية بعض موظفي سفاراتنا في الخارج".
وبالنسبة لفوائد وثيقة تأمين السفر الدولي أفاد العنزي أن فوائد هذه الوثيقة تبدأ من مرحلة قبل صعود الطائرة وذلك في حالة إلغاء الرحلة، حيث يستحق العميل مبلغاً من المال تعويضا عن إلغاء الرحلة أو فواتها نتيجة حصول ظرف طارئ أو اختصار مدة الرحلة، كما تغطي التكاليف العلاجية المترتبة على الحوادث التي تحصل للمسافر، وتتضمن كذلك التعويض في حالة الوفاة أو العجز أو فقدان الأطراف.