سوق الأسهم وشبابية المتعاملين؟
ترتبط المخاطرة عادة بالعائد مما يجعلها محدداً له في كميته ونوعيته وجودته فمن المعروف أنه يفترض أنه كلما زادت المخاطرة زاد العائد إذا كان المفترض أصلاً لصانع القرار هو ممن يعرِّف في تقسيمات العلوم المالية بالأشخاص الذين لا يحبون المخاطرة بل ويكرهونها Risk Averse . وصنع القرار الاستثماري بلا شك مرتبط بجوانب الشخصية للإنسان فهناك من هو متخوف جداً، وهناك الأكثر عقلانية وفيه من الناس من هم في عداد المتهورين باتخاذ القرار الاستثماري، حيث يعوِّل على احتمالية ضعيفة جداً في سبيل مكاسب وعوائد كبيرة للغاية. ولن ندخل في تقسيمات الأشخاص من الناحية النظرية في قراراتهم الاقتصادية، إذ ما يهمنا في هذه السطور الأكثر شيوعاً من الناس وهم الصنف الذين يكرهون المخاطرة في طريقة تصرفاتهم الاستثمارية والاقتصادية وهذا بالطبع أيضاً يرتبط مثلما ذكر آنفاً بالجوانب الشخصية فالذين في الأعمار اليافعة والشبابية تكون لديهم روح المخاطرة أكثر تقبلاً من الذين في الأعمار المتقدمة، حيث تتباين بين الفئتين أصلاً حاجاتهم ورغباتهم. وفي سوق الأسهم السعودي يلاحظ ارتفاع مخاطره، مقارنة بالأسواق الأكثر نضجاً نظراً لبلوغ مستويات المضاربة فيه حدودا عليا، إضافة إلى بعض الأسباب المهمة الأخرى حتى وصل بمقياس مخاطره (الانحراف المعياري) إلى أكثر من غيره من أسواق المنطقة والتي تفتقر حتى إلى الاستقرار السياسي مثل سوق فلسطين فهل من جوانب التفسير لذلك الارتفاع الربط ربما بين تلك المخاطر وتقبل الذين يشتغلون في السوق بمستوى تقبلهم للمخاطر تلك من واقع خصائصهم الشخصية وبالذات فئتهم العمرية؟ بالطبع ليس هذا كل التفسير لارتفاع هذه المخاطرة، لكن حقيقة ارتباط الفئة العمرية للإنسان ومقدار المخاطرة المقبول بلا شك هو في الشباب أكثر والذي أتوقع أن يكون جزءاً من واقع الحال والذي تمنيت أن تتكرم هيئة السوق أو شركة تداول بإطلاعنا على الأقل على مثل هذه المعلومات التي أتمنى ألا تكون أيضاً مختومة بخاتم ''سري للغاية''.