المخاوف من تراجع أرباح «العقارات» تضغط على الأسواق الإماراتية
أجمع محللون ماليون على أن المخاوف ستظل مسيطرة على أسواق الأسهم الخليجية مع توالي الشركات بالإعلان عن نتائجها النصفية التي ستتواصل حتى منتصف الشهر المقبل، وإن كانت نتائج شركات العقارات الثلاثة إعمار والدار وصروح هي التي تستحوذ على الجانب الأكبر من اهتمامات المتعاملين خصوصا أرباح إعمار التي يخشى من أن تواصل تراجعها على غرار نتائج الربع الأول التي انخفضت بأكثر من 50 في المائة .
وارتفعت المخاوف أكثر مع إعلان شركتي ديار للتطوير العقاري ورأس الخيمة العقارية عن انخفاض أرباحهم النصفية بين الثلث والثلثين مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي وهو ما دفع المحللين إلى توقع انخفاض مساو لأرباح بقية الشركات العقارية الكبرى .
ولم تسجل شركات العقارات مبيعات جيدة في الربع الثاني على غرار الربع الأول بسبب استمرار تأثر القطاع العقاري بتداعيات الأزمة المالية , ورفض البنوك تقديم أية تمويلات للراغبين في شراء وحدات سكنية , علاوة على تراجع حركة الشراء رغم انخفاض أسعار العقارات خصوصا في دبي .
كما تزداد المخاوف أيضا مع استمرار الغموض بشأن صفقة الاندماج بين إعمار والشركات العقارية الثلاثة التابعة لمجموعة دبي القابضة ارتدت الأسواق المالية وكما يقول نبيل فرحات الشريك في الفجر للأوراق المالية، إن إخبار دمج إعمار مع شركات شبه حكومية لا تزال تثير الهواجس لدى المستثمرين وذلك بعد ظهور عدة تقارير محلية توحي بأن عملية الدمج ليست من مصلحة مساهمي إعمار لأنها تعوم حصص المساهمين بالشركة بشدة نتيجة لعملية الدمج على الرغم من تأكيد إعمار على حماية حقوق مساهمي الشركة إلا أنها لم توضح الآلية التي ستتبعها في ذلك.
ويرى المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية أن حالة القلق والترقب التي تسود المستثمرين في انتظار إعلان نتائج الشركات للنصف الأول بدأت في التحسن في النصف الثاني من الأسبوع الماضي مع ظهور نتائج جيدة لبعض الشركات في قطاعي العقار والمصارف أو التي أظهرت معظمها تحقيق نتائج جيدة وأفضل من توقعات بعض المحللين خلال الفترة الماضية ، مع ارتداد أسعار برميل النفط من دون مستوى 60 دولارا للبرميل لتعود وتغلق وتتداول فوق مستويات 61 دولارا .
وبحسب ياسين فإنه كان لظهور النتائج المالية للبنوك السعودية عن أعمال النصف الأول من العام الحالي، التي أتت أيضا أفضل من التوقعات ، الدور الإيجابي لتبديد مخاوف المستثمرين المحليين من انخفاض أرباح بعض البنوك الرئيسية نتيجة لحاجتها إلى توفير مخصصات كبيرة لتغطية التسهيلات الائتمانية الممنوحة لمجموعتي سعد والقصيبي.
وأضاف أن استمرار ظهور النتائج الجيدة للشركات والبنوك الإماراتية خلال الأيام القادمة وتحقيقها أرباحا أفضل من المتوقع سيساهم في استمرار ومحافظة الأسواق على مكاسبها السعرية وكذلك قوة الدفع الايجابية التي تولدت خلال الأيام الماضية، مع ملاحظتنا لوجود عمليات تجميع أسهم منتقاة من قبل بعض المحافظ الاستثمارية التي ستستمر حتى نهاية الربع الثالث لكي تستفيد من النشاط المتوقع للأسواق مع بداية الربع الرابع للعام الحالي.
ويتوقع الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية أن تشهد الأسواق الإماراتية ارتفاعات قوية خلال الأسابيع القادمة على الرغم مما يشيعه البعض كما يقول بأن الصيف سيشهد ركودا في التداولات، قد تستمر حتى النصف الأول من أيلول، كما أن ارتفاع أسعار النفط وارتفاع مؤشرات الأسواق العالمية سيخفف من حالة الاستنساخ الكامل لأسواقنا المحلية لأداء الأسواق العالمية ليس بمعنى فك الارتباط وإنما بمعنى إلتفات الأسواق المحلية للعوامل الداخلية المؤثرة في العادة في أداء المؤشرات وهي بشكل خاص مضاعفات الربحية والتي نعتقد أن دورها كان محدودا جدا عندما كانت الأسواق في اتجاه نزولي.
كما يتوقع أن تكون نتائج الشركات عن الربع الثاني أفضل من الربع الأول خصوصا لقطاعي البنوك والعقار وقد ظهر إفصاح بعض البنوك والشركات العقارية ليؤكد هذه الحقيقة حيث حققت نموا لا يستهان به مقارنة بأرباح الربع الأول ومع ذلك فإن التماثل في الأداء أو لنقل الأداء المستنسخ للأسواق الخليجية والإماراتية عن أداء الأسواق العالمية سيبقى لفترة طويلة هو الظاهرة الأهم قي تحديد مسارات الأسواق المحلية وإلى أن تتلاشى آثار الأزمة المالية العالمية. فهذه التبعية لم تبرز إلا مع ظهور الأزمة المالية العالمية وتفجرها، بحيث انعكست نفسيا وموضوعيا على أداء الأسواق المحلية.