موسكو تستقبل «بهدوء» اتفاق الغاز الأوروبي.. وتنتقده

موسكو تستقبل «بهدوء» اتفاق الغاز الأوروبي.. وتنتقده

لم تبد موسكو قلقها حيال الاتفاق الذي أبرم الإثنين بين أربع دول أوروبية وتركيا حول مشروع أنبوب غاز «نابوكو» المستقبلي، وهو المنافس للمشروع الروسي الإيطالي «ساوث ستريم»، كما ذكرت وكالة إنترفاكس أمس نقلا عن مصدر دبلوماسي روسي، لكنها انتقدت في الوقت نفسه هذا المشروع.
وأعلن هذا المصدر في وزارة الخارجية الروسية أن «الجانب الروسي استقبل بهدوء توقيع اتفاق حكومي في 13 تموز (يوليو) في أنقرة حول مشروع أنبوب غاز نابوكو بين تركيا وأربع دول من الاتحاد الأوروبي هي بلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا».
إلا أن هذا المسؤول انتقد مشروع نابوكو الذي يهدف إلى الحد من تبعية أوروبا في مجال الطاقة لروسيا، مشيرا إلى أن إمداده بالغاز غير مضمون، ومنددا بالاستخدام «السياسي» لهذا المشروع ضد موسكو.
وقال المصدر الدبلوماسي «نعتقد أن مسألة بناء هذا المشروع مسيسة جزئيا بصورة غير مبررة».
وأضاف «ننطلق من مبدأ أن أي مشروع لنقل الغاز ينبغي ألا يستند إلى أسس جيوسياسية، وإنما إلى مسوغاته الاقتصادية (...) وهي ليست حال نابوكو».
ويقضي مشروع نابوكو ببناء أنبوب للغاز بطول 3300 كلم ينقل تدريجا ما يناهز سنويا 31 مليار متر مكعب من الغاز المستخرج من آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي وخصوصا عبر تركيا وجنوب شرق أوروبا متفاديا المرور بالأراضي الروسية. إلا أن هذا المشروع لا يتمتع الآن بإمدادات كافية من الغاز. لكن الصحافة اعتبرت الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي أبدى، إثر توقيع الاتفاق الإثنين، معارضته لمشروع ساوث ستريم الذي سيجعل من التبعية الأوروبية للغاز الروسي دائمة.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل خط نابوكو في 2014. وتقدر تكلفة المشروع الذي أطلق في 2002 بـ 7.9 مليار يورو.
وقد أعلن مصرفان أوروبيان استعدادهما لتمويل المشروع لكن المحللين عبروا عن شكوكهم إزاء إمكانية جمع الأموال الكافية نظرا إلى الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأكد أردوغان قبل حفل التوقيع أن «العمل لم ينته مع التوقيع بل على العكس قد بدأ».
وقال مورنينجستار إن هذا الاتفاق هو «نتيجة مهمة جدا»، «لكن لا بد من الاعتراف بأنه لا يزال هناك كثير من العمل الواجب القيام به». وقدمت تركمانستان التي تملك حقولا ضخمة من الغاز دعما ثمينا لنابوكو الجمعة بإعلان استعدادها للمشاركة فيه.
وما زال الأوروبيون ينتظرون موافقة دول أساسية مثل كازاخستان وأوزبكستان. وستكون أذربيجان من المزودين الرئيسين لكنها لا تملك ما يكفي من الغاز لملء الأنبوب لوحدها. وقد وقعت باكو وموسكو لتوهما اتفاقا لشراء الغاز الأذربيجاني.
وفي الواقع يتنافس مشروع نابوكو أيضا مع مشروع خط أنابيب غاز آخر هو «ساوث ستريم» الذي أعدته المجموعتان الروسية العملاقة جازبروم والإيطالية أيني الذي سيربط بين روسيا وبلغاريا عبر البحر الأسود.
وسينقل نابوكو الغاز إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق بموجب الاتفاق كما أوضح المفوض الأوروبي للطاقة أندريس بيبالغز لصحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية، وبين أن هذا الإجراء التقني «سيسمح بتزويد تركيا بالغاز في حال أزمة» انطلاقا من الشبكة الأوروبية.
وصرح أردوغان الذي تسعى بلاده إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أن خط أنابيب الغاز «سيضع تركيا في موقع مهم» فيما يتعلق بأمن الطاقة في أوروبا كما سيساعد بلاده في جهودها إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. واعتبر باروزو أن المشروع «قد يفتح الباب أمام عهد جديد في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي».
وكان قد تم إرجاء التوقيع على اتفاق نابوكو مرات عدة خصوصا بسبب مطالبة تركيا البلد الذي يفتقر إلى موارد الطاقة بـ 15 في المائة من الغاز الذي ينقل عبر الأنبوب. إلا أن أنقرة تراجعت في نهاية المطاف عن هذا المطلب. والشركات المساهمة في المشروع هي «أو أم» في النمسا، «بوتاس» في تركيا، «بلغارغاز» في بلغاريا، «مول» في المجر، «ترانسغاز» في رومانيا، و»أر في إي» في ألمانيا. وكانت أوروبا قد عانت في مساءلة الغاز، حيث كررت موسكو وقف ضخه عبر جورجيا إلى دول أوروبية أكثر من مرة خلال العام الماضي.
إلى ذلك، أوضح ناطق علييف وزير الصناعة والطاقة الأذربيجاني أن بلاده مهتمة بمشروع خط أنابيب نابوكو في ظل رغبة أذربيجان الغنية بالغاز والمطلة على بحر قزوين في تنويع طرق تصدير الطاقة لديها.
وقال وزير البترول المصري سامح فهمي خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي والزعماء الإقليميين في تركيا من أجل التوقيع على اتفاقيات مشروع نابوكو إن خط أنابيب الغاز العربي المزمع من شأنه أن يكون مصدرا محتملا لإمداد نابوكو بالغاز.

الأكثر قراءة