"المدرس الخصوصي" .. القلة تولد الجشع

"المدرس الخصوصي" .. القلة تولد الجشع

استغل عدد من المدرسين الخصوصيين ضيق الوقت واضطرار الطلبة الراسبين في اختبارات الدور الأول إلى الاستعانة بخدماتهم لتجاوز اختبار الدور الثاني من العام الدراسي المنصرم، ليفرضوا أسعارا خيالية تفوق إمكانات الكثير من الطلبة، والذين دفعتهم الحاجة الملحة لهم إلى تلبية بعض تلك المطالب فيما حاولوا إلغاء المطالب المتبقية.
وأكد عدد من الطلبة أن الندرة الشديدة للمدرسين واستغلال الوقت والحاجة كانت الدوافع لهذه الأسعار التي ارتفعت إلى أكثر من 50 في المائة بحسب أقوال الطلبة.
وأوضح عبد الله السهيمي الطالب في المرحلة الثانوية، أنه رسب في مادتي الفيزياء والرياضيات في امتحانات هذا العام، وبعد خروج النتائج اضطر إلى الاستعانة بأحد أولئك المدرسين تجنبا لتكرار النتيجة والتي ستحتم عليه إعادة العام الدراسي كاملا، "إلا أنني فوجئت بسفر غالبيتهم، وهو ما جعلني أمضي أسبوعا في البحث عن أحدهم"، ما جعل الفرصة سانحة أمام القلة التي فضلت البقاء والتحكم في أسعار الحصص الخصوصية.
وقال "بعد البحث والتمحيص اهتديت إلى أحد المدرسين الذي شرحت له الوضع ووافق على تدريسي، لكن الصدمة لدي تمثلت عندما طلب مني 3500 ريال نظير خضوعي إلى حصص خاصة معه لمادة الرياضيات، وهذا المبلغ غير قابل للفصال إلى جانب تحديد أوقات لا تناسبني، وتواجد طلاب آخرين معي في نفس الوقت المخصص، وعبثا حاولت لإنقاص المبلغ أو البحث عن البديل، إلا أن سفر غالبية المدرسين أجبرني على الاستعانة به لتدارك الوقت، خاصة أنني استعنت بأحدهم قبل نحو أسبوعين مقابل 2800 ريال.
من جهته أكد بدر الخضير الذي يدرس في السنة الأخيرة من الثانوية العامة، أنه لم يتمكن من النجاح في مادة الفيزياء، نظرا إلى صعوبة المادة بالنسبة له، وهو ما أجبره على الاستعانة بأحد المدرسين الخصوصيين في حي آخر غير الحي الذي يسكن فيه، بعد أن غادر المدرس الذي تولى تدريسه قبل أسبوعين إلى بلاده للتمتع بالإجازة السنوية، وهو ما مكن البقية الباقية من المدرسين إلى اتخاذ أسلوب لي الذراع للطالب والاقتصاص من ماله ما يشاؤون دون حسيب أو رقيب.
وناشد الخضير وزارة التربية والتعليم إلى التدخل بفرض رسوم ثابتة، أو اعتماد مجموعات تقوية بأسعار رمزية ليتمكن الطالب من الاستفادة والنجاح بأقل الأسعار، مطالبا الوزارة بعدم ترك الأمور في يد أولئك المدرسين والذين يفرضون أسعارا خيالية من شأنها أن تثقل كاهل الأسرة.
الحال نفسه انطبق على مرشد المسلم الطالب في المرحلة الجامعية، والذي أكد أنه وجد صعوبة بالغة في توفير مدرس يتولى شرح مادة الإحصاء له بشكل منفرد، حيث أسفرت جهود البحث لديه عن إيجاد أحد المدرسين والذي وضعه ضمن مجموعات من الطلبة الذين خضعوا إلى التقوية لديه مقابل ثلاثة آلاف ريال لكل طالب مقابل عشر ساعات دراسية، شريطة أن تدفع مقدما.
في المقابل دافع أبو إحسان أحد المدرسين الخصوصيين عن نفسه وزملائه، نظير فرض الرسوم الخيالية، والتي وصفها بالمعقولة، مشيرا إلى أن الارتفاع يعد ضريبة تأخرهم عن السفر إلى بلدانهم، وإهمال الطلبة لأنفسهم، كما أشار إلى أن معظم من يرسب ويطلب مدرسا خصوصيا للدور الثاني غالبا ما يكون ضعيفا في التحصيل العلمي، وهو ما يعني حاجته إلى جهد مضاعف نظرا لأن معظمهم لا يعرف من المادة إلا اسمها، مشيرا إلى أنهم لا يجبرون أحدا على أخذ الحصص لديهم إلا أن قلة عدد المدرسين وضيق الوقت يجبران الطلاب على أخذ الحصص مهما كان ثمنها.

الأكثر قراءة